خطبة النهي عن لبس ما فيه تصاوير وما أسبل تحت الكعبين - النهي عن تصوير حفلات الزواج الشيخ محمد بن صالح العثيمين

النهي عن لبس ما فيه تصاوير وما أسبل تحت الكعبين - النهي عن تصوير حفلات الزواج
السبت 1 جانفي 2000    الموافق لـ : 24 رمضان 1420
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما .
أما بعد

فقد قال الله تعالى (يا بني أدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ) في هذه الآية الكريمة بين الله تعالى ما من به على عباده حيث أنزل عليهم ثلاثة أنواع من الألبسة نوعان حسيان ونوع معنوي أما النوعان الحسيان فهما لباس ضروري يواري الإنسان به عورته يكسوا به بدنه لا بد له منه ولباس ريش ويقال رياش وهو لباس الجمال والزينة الزائد عن اللباس الضروري وأما النوع المعنوي فهو لباس التقوى تقوى الله عز وجل بامتثال أمره واجتناب نهيه وهذا اللباس خير من النوعين الحسيين ذلك لأنه يواري سوءة الإنسان في الدنيا والآخرة ولأنه لا يكون إلا لأولياء الله أما النوعان الحس الحسيان فيكونان لأولياء الله ولأعداء الله يقول الله عز وجل (ومن يتقى الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ( ومن يتقى الله يجعل له من أمره يسرا ذلك أمر الله أنزله إليكم ) (ومن يتقى الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا) أيها الناس يا بني أدم إن هذا اللباس هو الزينة التي أخرج الله لعباده وأحلها لهم وأنكر على من يحرمها بدون برهان فقال تعالى (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين أمنوا في الحياة الدنيا خالصةٌ يوم القيامة) إن في إضافة هذه الزينة إلى الله ووصفها بأنه الذي أخرجها لهم لأكبر برهان على أنه ليس من حقنا أن نتحكم بهذه الزينة في تحليل أو تحريم وإنما حكمها إلى الله وحده لأنه الذي أخرجها لعباده وحده وليس من حقنا كذلك أن نستعملها كما نشاء وإنما نستعملها على الوجه الذي حدد لنا بدون تعب (تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعدى حدود الله فأولئك هم الظالمون) لقد حدد الله لنا استعمال هذا اللباس نوعاً وكيفا حلاً وحرما لأن لا نتجاوز لأن لا نتجاوز إلى حد لا يليق بنا أما الحل فإن الحلال من هذا اللباس هو الأصل لأن الله يقول (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) واللباس مما خلق الله لنا في الأرض فهو حل لنا حتى يقوم دليل على تحريمه ولهذا كان الحلال من اللباس أكثر بكثير من المحرم وأما المحرم منه فهو قليل بالنسبة إلى الحلال لأن عطاء الله سبحانه أوسع من منعه ولا يمنع إلا لحكمة بالغة اقتضت المنع فمن اللباس المحرم لباس الصور ولباس ما فيه صورة لأن عائشة رضي الله عنها اشترت نمرقه ، والنمرقة الوسادة أو المخدة وكان فيها تصاوير فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآها قام على الباب ولم يدخل قالت فعرفت في وجهه الكراهية فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بال هذه النمرقة فقلت اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة فيقال لهم أحيوا ما خلقتم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة رواه البخاري ومسلم النبي صلى الله عليه وسلم قام على الباب ولم يدخل لأن في البيت مخدة فيها صورة وظهرت كراهية ذلك على ملامح وجهه حتى أعلنت أم المؤمنين عائشة التوبة من أجل ما رأت في وجهه ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم من يتخذون الصور في ملابسهم فيلبسون الصور أو يلبسون ما فيه الصور نعم إن أعداء الإسلام أعدائنا في الحقيقة غذونا بفتنة هذه الصور فأتونا بها من كل فج ورمونا بها من كل ناحية وضعوا هذه الصور في ملابسنا فكانت في بعض الأقمشة صور الحيوانات الكبيرة أو الصغيرة بالتلوين تارة وبوضع قصاصات أو مطاط على صورة حيوان تارة وتجدون ذلك ظاهراً في الألبسة الجاهزة وصنعوا لنا حلياً من الذهب على صورة الحيوانات إما على صورة فراشة أو سمكة لنلبسه فتفارقنا الملائكة بلبسه صنعوا لنا ذلك كله وأكثروا علينا ليهون علينا أمره ولننسى أمر الله ورسوله فيه أو نتهاون في أمر الله ورسوله وإن لباس هذه المصورات محرم وبيعها وشرائها محرم لأنه إعانة على الإثم وقد الله تعالى (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله أن الله شديد العقاب ) وكما لا يجوز للمسلم أن يلبس الصورة أو لباس فيه صورة فإنه لا يجوز له أن يلبس ذلك صبيه الصغير ذكراً كان أو أنثى والخلاصة من ذلك إذا كان عند الإنسان الآن أن يقطع رأسها إن كانت حلياً أما إن كانت في قماش فإن كانت ملصقة إلصاقاً قلعها أو قلع رأسها وإن كانت مرسومة باللون وضع على الرأس لوناً يطمسه وفي صحيح مسلمٌ عن أبي الهياش الأسدي أن علي أبن أبي طالب رضي الله عنه قال :ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته ومن المحرم أيضاً ما يحرم على الرجال خاصة وهو أن يلبس الرجل ما نزل عن الكعبين من سراويل أو قميص أو مشلح أو غيرها لقول النبي صلى الله عليه وسلم :(ما أسبل من الكعبين من الإزار ففي النار) رواه البخاري وقال أبن عمر رضي الله عنهما ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص فلا يحل للرجل أن ينزل شيئاً من ثيابه أسفل من الكعبين لأن النبي صلى الله عليه وسلم توعد على ذلك بالنار ولا وعيد إلا على فعل محرم بل أن أهل العلم يقولون ما فيه وعيد في الآخرة فهو من كبائر الذنوب وهذا أمرٌ لا شك فيه لا سيما مع الإصرار عليه ولقد ظن بعض الناس أن هذا الحديث في من نزل ثيابه خيلاء والخيلاء أن يتخيل الشخص لنفسه في منزلةً عالية فيتعاظم في نفسه ويعجب بها أقول ظن بعض الناس أن هذا الحديث في من نزل ثيابه خيلاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه فأراد أن يحمل ذاك المطلق على هذا المقيد ولكن هذا ليس بصحيح أولاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بينهما فيما رواه مالك وأبو داود والنسائي بإسناد صحيح عن أبي سعيد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أزرة المؤمن إلى نصف الساق لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار ومن جرى إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة ثانياً أن الوعيد فيهما مختلف وسببه مختلف فالوعيد في من جرى ثوبه خيلاء أن الله لا ينظر إليه والوعيد في من نزل ثوبه عن كعبيه إنما نزل في النار والعقوبة هنا حسية والعقوبة الأولى أن الله لا ينظر إليه وهو أعظم من تعذيب من تعذيب جزءٍ من بدنه بالنار وأما السبب فمختلف أيضا فأحدهما أنزله إلى أسفل من الكعبين والثاني جره خيلاء وهذا أعظم ولذلك كانت عقوبته أعظم وقد قال علماء أصول الفقه أنه إذا أختلف السبب والحكم في الدليلين لم يحمل أحدهما على الآخر وعلى هذا فلا يحل لرجل أن ينزل شيئاً من ثيابه تحت الكعبين سواء كان ذلك سراويل أم قميصاً أم مشلحاً أم غيرها فإن فعل فعقوبته أن يعذب موضع النازل بالنار ولا يحل له أن يجر شيئاً من ذلك خيلاء

فإن فعل فعقوبته أن الله لا ينظر أليه يوم القيامة بل في بل في صحيح مسلم عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قالها ثلاثاً فقال أبو ذر خابوا وخسروا من هم يا رسول الله قال : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكذاب فالمسبل هو الذي يجر ثيابه خيلاء والمنان هو الذي يمن بما أعطى والمنفق سلعته بالحلف الكاذب هو الذي يحلف على سلعه كاذباً فيها ودخل شاب من الأنصار على عمر بن الخطاب رضي الله عنه يثني عليه مع الناس حين طعن فلما أدبر الشاب إذا إزاره يمس الأرض فقال عمر ردوا علي الغلام فردوه عليه فقال يا ابن أخي أرفع ثوبك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك قاله عمر رضي الله عنه وهو قد طعن والدم ينزف عن جرحه لم ينسه لم تنسه هذه الحال أن يقوم النصيحة لله ولعباد الله وبين رضي الله عنه أن في رفع الثوب فائدتين أولهما ابقاء الثوب حيث لا تدرك الأرض أسفله وثانيهما تقوى الله عز وجل (ولباس التقوى ذلك خير) قد يقول بعض المتهورين أنا لا أبالي بثوبي إذا تلف أسفله فنقول له إذا كنت لا تبالي بتلف ثوبك فهل لا تبالي أيضاً إذا أضعت تقوى الله واستعنت بنعمه على معاصيه فانقلبت نعم الله عليك نغما وصارت المتعة بعد ذلك ألما فاتقوا الله عباد الله وإياكم ومحقرات الذنوب فأن هذه المحقرات في أعينكم تتابع وتترا حتى تكون كبائر والكبائر بدير الكفر اللهم اعصمنا من الذلل وتب علينا مما وقع من الخطأ اللهم اجعلنا ممن استعان بنعمك على طاعتك اللهم اجعلنا ممن حفظ حدودك وأقام فرائضك وعبدك حق عبادتك يا رب العالمين اللهم أغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى اللهم وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحبٍ ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا البدر وأنور وسلم تسليماً كثيرا .
أما بعد

يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا عباد الله إننا ابتلينا منذ زمن بفتنة عظيمة يفعلها بعض من أنعم الله عليهم بالزواج ألا وهي أخذ صور للحفل صور بالآلات الفوتوغرافية وربما يكون ذلك بالأشرطة الأخرى التي تعرض على شاشة التلفزيون وهي أشرطة الفيديو هذه البلوى التي ابتلينا بها لا أدري لهؤلاء أيفعلون ذلك من أجل أن تزداد المودة بين الزوج وزوجته أم يفعلون ذلك من أجل أن ذلك أحظى للزوجة عند زوجها أم يفعلون ذلك من باب إعلان النكاح أم يفعلون ذلك لأنه قربة إلى الله عز وجل أم يفعلون ذلك لأنه شكر لله على هذه النعمة كل هذه الفوائد الدينية والدنيوية لا يحصل منها شيء بهذا العمل القبيح المحرم بل إنما يحصل منها المبارزة بمعصية الله عز وجل وخلع جلباب الحياء عن الزوج والزوجة وعن المجتمع من النساء هذه الصور التي التقطت سوف تكون معرض للناظرين في أي وقت شاء ملتقطوها أترضون أن تعرض نسائكم أمام الفساق أترضون أن تعرض نسائكم أمام الناس كل ما أراد أحد أن يبدي وجه أختك أو بنتك أو زوجتك أترضون بذلك أيها المؤمنون هل فيكم غيرة هل فيكم إيمان بالله هل فيكم خوف من عقوبة الله أما تخشون أن تنقلب هذه النعم التي نرفل بها نغما أما تخشون فاطر الأرض والسماء أما تخافون أن تلحقوا بأعداء الكفار والمتشبهين بهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من تشبه بقوم فهو منهم أما ترضون أن يعاقب الزوج وزوجته في إلقاء البغضاء والعداوة بينهما حتى تتفكك أسر الزواج كل هذا أمر يمكن أن يقع ولكم كل ما فيه مع مبارزة ربنا بمعصيته فما ذلك إلا استدراج من الله عز وجل وإن الله ليملئ للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) أيها الناس فكروا واعقلوا في هذا الأمر ما هي نتيجته ما هي فوائده ما هي مضاره إن الله قد أعطاكم عقولاً لم يجعلكم كالبهائم لا تدري ماذا يفعل بها تجر إلى المنحر فتأتي منقادة وتجر إلى المأكل فتأتي منقادة إن لكم عقولاً تدركون بها النافع والضار وإن الله أكن عليكم النعمة بما أنزل عليكم من كتابه وبما اوحاه إلى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم فالأمر في قبح هذا الفعل معلوم بالشرع معلوم بالعقل مدرك بالحس لا يخفى إلا على من طمس الله نور بصيرته وقلل منه الغيرة في قلبه ونقص منه الدين في فؤاده فيا أيها المسلمون يا أيها الغيورون فكروا في هذا الأمر أمروا فقهاكم منه لا تدركم النعم إلى الهاوية هذا أمر منكر هذا أمر محرم هذا أمر مفض إلى الفساد هذا أمر مفض إلى التنطع واللذة المحرمة لأن كل من صور هذه الصور سواء على أشرطة الفيديو أم في أم في كروت الصور الفوتوغرافية كل ما شاء أن ينظر بتلذذ إلى هذه الصور شاء أن ينظر إليها الأمر واضح جداً ولكن أين الولاة الخاصون الذين لهم الولاية المباشرة على هؤلاء النساء وأين أولياء الأمور العامون الذين يستطيعون أن يأدبوا من يفعل ذلك بالأدب الرادع لهم ولغيرهم أن علينا أن نكون أقوياء في دين الله إن علينا أن لا نبالي بأحدٍ سواء الله عز وجل إن علينا أن نقيم حدود الله وإني لأقسم أن من أقام حدود الله لله على ما تقتضيه شريعة الله فسوف ينصره الله على كل من عاداه أيها المؤمنون أيها الأولياء الخاصون أيها الأولياء العامون إن علينا جميعاً أن نتكاتف وأن نقضي على هذه الظاهرة القبيحة الفاسدة المفسدة ليس الأمر والله بالهين وإن تهاون به بعض الناس الفرح بالزواج إنما يكون بأداء شكر نعمة الله وبإقامة المراسيم التي أباحها الشرع لا تجاوزاً ولا تعدياً لحدود الله وشرعه يقول الله عز وجل (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) إن علينا نحن المؤمنون مسئولية لسنا كالذين كفروا (يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) إن علينا نحن المؤمنون الذين نشكر الله أن من علينا بالإيمان إن علينا مسئولية أن نتقيد بشريعة الله وهذه هي الحرية التي تكون حرية نافعة لا حرية مطلقة على حساب الآخرين فنسأل الله تعالى أن يصلح ولاة أمورنا العامين والخاصين ونسأله أن يوقظ بصائرنا حتى نستنير بنور الله عز وجل فلا نقع في الهاويات المهلكات اللهم إنا نسألك إيماناً لا يشوبه كفر ونسألك يقيناً لا يشوبه شك ونسألك قوة لا يشوبها وهن ونسألك عزيمة لا يشوبها تردد ونسألك اللهم أن تجعلنا جميعاً أعوانناً على إقامة دينك يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل لنا في قلوبنا غل للذين أمنوا ربنا أنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.