خطبة حكم تهئنة الكفار بأعيادهم الشيخ محمد بن صالح العثيمين

حكم تهئنة الكفار بأعيادهم
السبت 1 جانفي 2000    الموافق لـ : 24 رمضان 1420
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد

فيا عباد الله أيها المسلمون اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الإسلام تلك النعمة التي لا يعادلها نعمه تلك النعمة التي بها سعادة الدنيا والآخرة تلك النعمة التي من حرمها خسر الدنيا والآخرة تلك النعمة التي ضل عنها اكثر عباد الله وهداكم الله إليها تلك النعمة التي عشتم عليها وعاش عليها آباءكم وأجدادكم وأمهاتكم وجداتكم . فلم يجرى على هذه البلاد لم يجرى عليها ولله الحمد استعمار مستعمر جاث خلال الديار بجنوده بجنوده وعتاده وخرابه جاث الديار وافسد الأجيال والأخلاق والأفكار إن دياركم هذه ولله الحمد قد أنجاها الله من استعمار المستعمر سواء أن كان شيوعياً أم غربياً آتيناً متمرد على دينه الذي يدين الله به كما يزعم أن هذه البلاد ولله الحمد طاهرة مطهره يسر الله ولله الحمد لها تلك الشيخ وفر الله لها ولله الحمد ذلكم الشيخ الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأعانه على ذلك من أعانه من الحكام السعوديين وفق الله الأحياء ورحم الأموات أيها المسلمون اشكروا الله على هذه النعمة وحافظوا عليها وأسال الله أن يثبتكم عليها إلى أن تلقوا ربكم اللهم إنا نسالك أن تثبتنا على الإسلام إلي أن نلقاك اللهم ثبتنا على الإسلام إلى أن نلقاك اللهم ثبتنا على الإسلام إلى أن نلقاك وأنت راضى عنا ياذ الجلال والإكرام يا حي يا قيوم . أيها المسلمون إن من شكر نعمة الله أن من شكر الله أن لا تتعرضوا لما يزيل هذه النعمة ويسرقها عنكم فتخسروا دينكم ودنياكم وأخراكم . أيها المسلمون لا تقفلوا عن التاريخ ماضيه وحاضرة اعرفوا أحوال الناس اعرفوا ما يدور حولكم وما دار حول شريعتكم الإسلامية فمنذ بذقت شمس الإسلام وتألق نجمه وأعداءه الذين هم أعداءكم يحاولون القضاء عليه بكل ما يستطيعون من قوه (يريدون أن يطفوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) فلقد حاول هؤلاء حاول هؤلاء الأعداء أعداء الله واعداءكم حاولوا أن يقضوا على دينكم في عهد نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم في عهد خلفائه الراشدين ثم في العصور التالية إلى وقتنا هذا إلى وقتنا هذا ينقضون عليه بالسلاح الذي يرونه مناسبا لهم فكريا كان أم خلقيا أم اقتصاديا أم عسكريا ولسنا نجازف لسنا نجازف إذا قلنا هذا ولكن ولسنا نتخرص ولكنا نقول ذلك بشهادة الله عز وجل بشهادته بوحيه الذي جاء به محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبقدره الذي أتثبته التاريخ إن هذه المحاولة للقضاء على دينكم دين الإسلام ليست من صنف واحد من أصناف الكفرة ليست من النصارى فحسب ولا من اليهود فحسب ولا من المشركين فحسب ولا من الدهورين فحسب بل إنها من جميع الأصناف أصناف الكفر الذين يريدون القضاء على دين الله ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون اسمعوا ما قال الله عن المشركين( ولا يزالون ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم أن استطاعوا ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) واسمعوا ما قال الله عن اليهود والنصارى( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولإن اتبعت أهواهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير) وكانوا أعنى اليهود والنصارى عليهم لعاين الله المتتابعة إلى يوم القيامة كانوا يدعوننا إلى ملتهم ويروجونها لنا ويموهون علينا وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قال الله تعالى: ( قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) هؤلاء ثلاثة أصناف من الكفرة المشركون واليهود والنصارى واسمعوا ما قال الله في العدو اللدود إلا وهم المنافقون يقول الله عز وجل: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)(وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) أيها المسلمون اسمعوا ما قال الله عن سائر الكفار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ)(بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) أيها المسلمون هذه الشهادة صدرت من العليم الخبير صدرت من الله عز وجل شهادة من الله شهادة صدق على أعدائكم بما يتمنونه لكم ويريدونه منكم ويدعونكم إليه من صدكم عن دينكم وموافقتهم على كفرهم فأي شهادة فأي شهادة اكبر واعظم من شهادة الله إي شهادة يا إخوان اصدق من شهادة الله إي شهادة أراد به الشاهد خيراً ابلغ من شهادة الله إن شهادة الله تعالى شهادة صدق من عالم بالخفيات يعلم خائنه الأعين وما تخفى الصدور إنها شهادة من الله الذي يريد لكم الهداية دون الضلالة يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شي عليم . أن الكافرين أيها الأخوة مهما توددوا بألسنتهم ومهما ومهما نظروا إليكم نظر رضا فان قلوبهم تقلى تقلى عليكم وعلى دينكم انهم يريدون أن يمحو الإسلام أهل الإسلام من الأرض بكل ما يستطيعون هذا هو الواقع هذا هو الواقع ولا أدل على ذلك من الحروب التي جرت بين المسلمين والكفار من عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والى عهدنا هذا وانتم تسمعون في الأخبار صباحاً ومساءً ما يفعل ما يفعل الشيوعيين بالمسلمين وما يفعل النصارى بالمسلمين وهذا اكبر دليل على انهم أعداء لنا إن إخواننا في الشيشان والبوسنة والهرسك يعانون ما يعانون من الحرب العسكرية المدمرة من أعداء الله . أيها الأخوة لقد جاء من المفتى من المفتى العام من المملكة أن نقنط لإخواننا في صلاتي المغرب و الفجر فاقنطوا رحمكم الله اقنطوا بالنصر لإخوانكم في هاتين الصلاتين المغرب والعشاء بعد الركوع الثاني بعد الركوع الأخير من الصلاتين ارفعوا أيديكم إلى الله وانتم وأنتم تدعون لهم وأسالوا الله تعالى بصدق وإخلاص وإلحاح أن ينصر إخوانكم المسلمين وان يدمر أعداءهم وهذا القنوط ليس قنوط وتراً فليس فيه قول اللهم أهدني فيمن هديت هذا لا يقال لا في قنوط الوتر أما هذه فانه قنوط نازله يدعاء فيه بما يناسب تلك النازلة أيها الأخوة المسلمين أن التاريخ في ماضيه وحاضرة ليثبت ما قرره الله تعالى في هذه الآيات الكريمة فإياكم إياكم إياكم أن تنخدعوا بما كان عليه أعداكم من الكفر بالله ورسوله وانحلال الأخلاق وفساد الأفكار وان زينوا ذلك في أعينكم وسهلوه في نفوسكم أيها المسلمون لقد اغتر كثيرون لقد اغتر كثيرون من الناس الأغرار اليوم بما عليه هؤلاء الكفار من القوه المادية فصاروا يداهنونهم ويتوددن إليهم مع أن الله عز وجل يقول : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ َ) ومن هذه المداهنة ومن هذه المواده أن بعض الناس الأغرار الجهال يهنوا هؤلاء الكفار بأعيادهم الدينية وهذا حرام باتفاق علماء المسلمين قال بن القيم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق وابن القيم كما تعلمون إماما إماما في العلم عالم بمواضيع الاختلاف والاتفاق وهو اشهر وهو اشهر أو من اشهر تلاميذه الحبل الهمام شيخ الإسلام بن تيمه رحمه الله يقول يقول ابن القيم وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيدك مبارك عليك أو تهنوا بهذا العيد ونحوه يقول بن قيم فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنيه بسجوده للصليب بل ذلك اعظم إثما عند الله واشد مقتاً من أن يهنيه بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج المحرم قال رحمه الله وكثيرون واستمعوا إلى هذه الجملة وكثيرون مما لا قدر للدين عندهم يقع في ذلك ولا يدرى قبح ما فعل فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعه أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه أعيدها مره أخرى وكثيرون مما لا قدر للدين عنده وأنتبه إلى هذه الكلمة مما قدر للدين عنده يقع في ذلك أي في تهنيه بأعيادهم ونحوها ولا يدرى قبح ما فعل فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعه أو كفر فقد تعرض إلى مقت الله وسخطه انتهى كلامه رحمه الله أيها المسلمون إن تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية وشعائرهم الدينية تعبر عن إقرارهم والرضى بما هم عليه من الكفر وهذا وان لم يقله الإنسان بلسانه مقاله فانه قد قاله بلسان حاله اقرهم على ما هم عليه من الكفر ورضى عليهم بل وفى ذلك إدخال السرور عليهم بما رضوه لأنفسهم من الكفر بالله ورسوله وهذا خطر عظيم هذا خطر عظيم وان كنا نظن أن المهني لهم بذلك لا يرضى أن يكون على ملتهم وذلك أن الرضى بكفر الغير رضا بما لا يرضاه الله عز وجل فان الله تعالى لا يرضى بدين سوي دين الإسلام كما قال الله تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عليكم نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ) وقال الله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقال الله تعالى: (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) فكيف يرضى المؤمن بدين أو بشعائر دين لا يرضاه الله عز وجل وكيف يدخل السرور على قوم في إقامتهم شعائر دين لا يرضاه الله عز وجل هل هذا يا أخواني يليق بالمسلم هل هذا يليق بالمؤمن الواجب علينا أن نكره ما هم عليه من الكفر وما هم عليه من شعائر الكفر حتى يتم لنا الأيمان لان من لم من لم يكره ما كرهه الله فأن إيمانه ناقص وإذا كان تهنيتنا إياهم بأعيادهم الدينية حراماً فإنهم لو هنؤنا هم بها فأننا لا نجيبهم يعنى لو هناك الكافر بعيد الكرسيماس أو عيد الميلاد وقال أهنئك بهذا العيد فلا تجيبه يحرم عليك أن تجيبه لان هذا إقرار لما هم عليهم من شعائر الكفر وليس هذا أعنى عيدهم بعيد لنا لأنه عيد لا يرضاه الله عز وجل فانه عيد غير شرعي بل وكفر فأما أن يكون بدعه في دينهم لم يشرعها الله أصلاً وأما إنها مشروعه لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى جميع الناس وفرض على جميع الناس إتباعه وقال: ( ومن يتقى غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: وهو الصادق المصدوق قال:( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الامه يعنى أمة الدعوة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) أخرجه مسلم في صحيحه ولا يحل للمسلم أن يجيب دعوتهم إلى حضور هذه الأعياد يعنى لو دعوك وقالوا تفضل تفضل كل من فرح هذا العيد فانه لا يحل لك أن تجيبهم إلى هذه الدعوة لأن إجابتهم أعظم من تهنئتهم بهذه الأعياد لأن إجابتهم مشاركة لهم فيها ولا يحل للمسلم أن يتشبه بهم بإقامة الحفلات بهذه المناسبة فان بعض الناس قد يقيموا أعياداً أو قد يقيموا ما يختص بالأعياد بهذه المناسبة وهذا حرام ولا يحل تبادل الهدايا بيننا وبينهم بهذه المناسبة يعنى لو أن يعنى انه لا يحل لنا أن نهدى إليهم شيئا بهذه المناسبة من توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو نحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(من تشبه بقوم فهو منهم) قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله اقل أحوال هذا الحديث التحريم وان كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم وقال:(مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل وربما أقنعهم ذلك في انتهاز الفرص واستقلال الضعفاء) انتهى كلامه رحمه الله ولكن قد يكون ضعيف ولكن قد يكون ضعيف الشخصية ضعيف الأيمان أليس يهنئننا بأعيادنا فلماذا لا نبادلهم التهنئة ونهنئهم بأعيادهم نقول له أن تهنئتهم إيانا بأعيادنا تهنئه بأعياد إسلامية، إسلامية أذن الله بها أما أعيادهم فليست أعياد اسلاميه ولم يأذن الله بها فظهر الفرق العظيم وانه لا يمكن أن نبادلهم التهاني بأعيادهم إذا كانوا هم يهنئوننا بأعيادنا لأن الفرق بين الأعياد فرق واضح وربنا وربهم الله وهو الذي يشرع لعباده ما شاء لذلك نقول إن أعيادنا أعياد شرعيه شرعها الله لعباده عموما وأما أعيادهم فليست شرعيه فأحذروا أيها المسلمون احذروا أن تفعلوا شيئا مما ذكرنا من المواده و المداهنة سواءً فعل فان فمن فعل ذلك فهو أثم سواءً فعله توددا أو مجاملة أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لان هذا من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية الكفار واعتزازهم واغترارهم بدينهم فاحذروا أيها الأخوة المسلمون احذروا ما حذركم الله به احذروا أيها المسلمون ما حذركم الله ورسوله منه واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. اللهم إنا نسالك في مقامنا هذا أن تعزنا بدينك، اللهم أعزنا بدينك ولا تزلنا بمعصيتك، اللهم اعز ديننا بك ، اللهم اعز ديننا بنا ولا تزله على أيدينا يا رب العالمين، اللهم اجعلنا أشداء على الكفار رحماء بيننا كما كان على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين معه، اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه واتباعه بإحسان إلي يوم الدين .