تفريغ الخطبة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل لا هادي له واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه أمر بقتل خمس من الدواب وقال (إنهن فواسق الغراب والحدا والعقرب والفارة والكلب العقور ) هذه الدواب أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقتلها في الحل والحرم أي مؤذية بطبيعتها ومثل ذلك أيضا كل حشرة أو سبع مؤذ فإنه مأمور بقتله ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله: ( يسن قتل كل مؤذ في الحل والحرم حتى لو كان في الحرم أي في مكة أو في المدينة أو كان في أجواف المساجد فإنه يقتل وذلك لأذيته وفسقه ومن هذا الأوزار فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بقتل الوزر وسماه فاسقا وأخبر صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه في البخاري وغيره أنه أي الوزر كان ينفخ النار على إبراهيم وكان عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها رمح في بيتها تقتل به الاوزاع وقد ورد في فضل قتله بأول مرة حسنات كثيرة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك سواء قتله الإنسان بيده مباشرة أم بواسطة النعل أم بواسطة شئ آخر متى قتله الإنسان فإنه مثاب مأجور على ذلك وهكذا بقية المؤذيات الا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربع من الدواب (النملة والنحلة والهدهد والصرد ) نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل هؤلاء الأربع ولكن متى حصل منها أذية فإنه يباح قتلها دفعا لأذاها لان الصائل يجوز دفعه بكل طريق ممكن حتى ولو كان من بني آدم وعلى هذا فإذا كان عند الإنسان نمل يؤذيه أو يفسد بيته فلا حرج عليه أن يقتله لكن إن أمكن أن يرحله بدون القتل فإن ذلك هو الأولى اتقاء لنهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد كان بعض السلف يقرأ على النمل الذي يملأ البيت يقرأ عليه ما تيسر من كتاب الله ثم يرتحل النمل عن البيت وكذلك أيضا إذا صب على بيته الجاز فانه يرتحل عن البيت فإذا أمكن أن يرحل بدون قتل فهو الأولى وإذا لم يمكن الا بقتله فلا باس بقتله لأذيته فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله عباد الله واحذروا ما نهى الله عنه ورسوله وافعلوا ما أمر الله به ورسوله لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه وإذا أمرتكم بشيء فآتوا منه ما استطعتم) واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ولا سيما في يوم الجمعة ابتغوا بذلك فضل الله عز وجل وامتثال أمره في قوله (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم أسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته يا رب العالمين اللهم اجمعنا به وبإخواننا المؤمنين في جنات النعيم يا رب العالمين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن بقية الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أذل الشرك والمشركين اللهم دمر أعداء الدين اللهم اجعل بلدنا هذا آمنا وسائر بلاد المسلمين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .