خطبة الاستقامة والاستغفار توجبان نزول الرحمة والأمطار ـ الدعوة إلى دين الإسلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين

الاستقامة والاستغفار توجبان نزول الرحمة والأمطار ـ الدعوة إلى دين الإسلام
السبت 1 جانفي 2000    الموافق لـ : 24 رمضان 1420
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد

فيا عباد الله إن الله تعالى قال في كتابه: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) (إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ) عباد الله ولقد حكى الله عن نوح عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً) (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) وقال هود لقومه: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ) عباد الله لقد علمتم ما أصاب البلاد هذا العام من القحط والجدب وتأخر نزول المطر والبرد الذي أضر ببعض الأشجار ولقد كان هذا قد كان هذا بأسباب الذنوب لأن الله عز وجل يقول في كتابه: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) أيها الأخوة أن قحوط المطر وجدب الأرض ليس ضاراً بالأشجار والمواشي ولكنه أيضاً يكون سبباً لقلة المياه التي نسقي بها زروعنا وأشجارنا ونشرب منها فإن الماء الذي نشربه هو الماء النازل من السماء كما قال الله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ)(أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) وجواب هذا السؤال أن الذي أنزله هو الله وحده جل وعلا وقال تعالى: ( فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) بل الذي يخزنه في الأرض هو الذي أنزله من السماء وقال تعالى: (فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) وقال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ) وقال تعالى: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ) (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ) (رِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً) أيها الأخوة أن قلة الأمطار تؤذن بخطر عظيم يخشى منه على المواشي وعلى الأنفس والثمرات ومن المؤسف جداً أن بعض الناس لا يهتم بهذا الأمر ولا يقيم له وزناً فتراه يشاهد الأرض هامدة يابسة ولكنه ما زال في لهوه وغفلته وظلم نفسه كأن شئ لم يكن كأننا لم نسمع بما جرى من جراء القحط في بلاد أخرى أصابها من المجاعة والشيء العظيم الذي لا يكاد يصدق به عباد الله اتقوا الله عز وجل اتقوا الله تعالى واعلموا أنكم لستم في عصمة من ما جرى على غيركم لو أنكم بقيتم هكذا لا تبالون ولا تحي قلوبكم ولقد قال الله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) وإنني إذا قلت هذا إذا قلت إن بعض الناس لا يهتم بهذا الخطر وإنهم في لهو وغفلة فإنما أقول قولاً يصدقه الواقع فهل من أحد من هؤلاء هل من أحد من هؤلاء فكر في أسباب ذلك لعله يستعتب ويتوب إلى الله إن من أسباب ذلك بلا شك كثرة الذنوب وقلة مراقبة علام الغيوب أستمع لما أتلو عليك من كتاب الله قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ) (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) وأكثر المتهاونين بالواجبات وأكثر المتهاونين بالواجبات والمنتهكين للمحرمات قلوبهم قاسية فهي كالحجارة أو أشد قسوة نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق والصلاح أيها الأخوة هل من أحد راقب نفسه في حق الله وحاسبها ونظر فيما هو مقصر فيه ومخل به هل من أحد هل من أحد راقب نفسه وحاسبها في حقوق عباد الله فأدى إلى أهله حقوقهم هل من أحد راقب أهله وأدبهم بما يرضي الله عز وجل هل أمرهم بالمعروف أو نهاهم عن المنكر هل علمهم الآداب التي تكمل بها أخلاقهم إن هذه الأسئلة لابد أن يكون الجواب عليها إما بالنفي وإما بالإثبات وإن كثير من الناس قد أهمل أهله لا يبالي لا يبالي أحرموا الخير أم فعلوا الخير ولا شك أن هذا تقصير فيما تقصير فيما أوجب الله عليه أيها الأخوة هل من أحد تخلى عن ظلم الآخرين وعاملهم بالصدق والبيان وأدى إليهم حقوقهم بلا نقصان إنك لتسمع أموراً منكرة إنك لتسمع أمور منكرة في معاملة الناس استغرب أن تقع من شخص يفخر بدينه إننا نسمع كذباً فيما يتعلق بمعاملة الدولة كالبنك الزراعي وصندوق التنمية الزراعية أسمع كذباً فيما يتعلق بالمعاملات الفردية يخبر البائع عن السلعة بأنها جيدة وهو كاذب يخبر أن قيمتها كذا وكذا وهو كاذب يخبر بأنه اشتراه بكذا وهو كاذب إننا نسمع غشاً في المعاملات يظهر السلعة بمظهر جيد مرغوب فيه وليس كذلك يعرض السلعة المعيبة للبيع ويكتم العيب الذي فيها وهو يعلم العيب ولا يخفى عليه أفلا يعلم هؤلاء أفلا يعلم هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) أفلا يعلم هؤلاء أن الكذب من صفات المنافقين أفلا يعلم هؤلاء أنهم إذا كذبوا وغشوا الناس وزادت السعلة فإن هذه الزيادة التي يأكلونها سحتاً وهي حرام عليهم وما أولى جسداً نبت من السحت إلا النار والعياذ بالله أفلا يعلم هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حذر من الغش وقال :( من غش فليس مني ) أفيرضى هؤلاء أن يتبرأ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لا أظن عاقل فضلاً عن المؤمن يرضى أن يتبرأ منه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إننا نسمع من يتعامل بالربا صراحة أو تحيلاً عليه غير مبال بمحاربة الله أو مخادعة الله عز وجل يتحيل على الربا بحيل باردة لا تخفى على ذي لب ودين ولقد قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ)(وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ) إي إن كان المطلوب معسراً( فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) إي فعليكم أن تنظروه إلى أن يؤثر الله عليه( وَأَنْ تَصَدَّقُوا ) إي تبرؤه من الدين( خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ولكننا نسمع ولكننا نسمع من هؤلاء المرابين بوجه صريح أو بالتحيل على الربا إذا حل الدين على المعسر الذي يعلمون إعساره لم يلتفتوا إلى قول ربهم الذي أغناهم وأفقره لم يلتفتوا إلى قول الله عز وجل: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) وإنما يلجئنه إلى الاستدانة مرة أخرى أو يهددونه بالحبس والمسير إلى المحكمة وإنني لأعلم من أخواني القضاة أنه إذا ثبت عندهم إعسار الدين إنهم إذا ثبت عندهم إعسار المدين فسيحكمون إلى بأنظاره إلى ميسرة كما أمر الله بذلك وأسمع أيضاً عكس هذا إي أن الظلم يكون من المطلوب لا من الطالب فترى بعض الناس يكون عليه الحق وهو قادر على وفائه ولكنه يماطل صاحبه يقول أتني غداً فإذا أتاه من الغد قال بعد الغد وهكذا أفلا يعلم هذا المماطل القادر على الوفاء أن مطله ظلم وأن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن كل ساعة تمر به وهو مماطل بما يجب عليه لا تزيده إلا أثما وربما يعاقب وربما يعاقب فيحسن له هذا العمل وهو المماطلة فلا يكاد يقلع عنه وإني لأعجب إني لأعجب أيها الأخوة من مماطلة هذا الغني ماذا حصل له بالمماطلة أيظن أنه إذا ماطل سقط عنه الحق أيظن أنه إذا ماطل فلا يحاسب عليه يوم القيامة أفلا يعلم أنه سيوفي الحق إما في الدنيا وإما في الآخرة أيها الأخوة وإن بعض الناس إن بعض الناس لا يقوموا بواجبه الوظيفي فتجده يتأخر عند الحضور ويتقدم عند الخروج وإذا جلس على كرسي العمل فإنه لا يبالي بالعمل تجده إما عاكفاً على قراءة بعض الصحف وإما لاهياً مع من يحدثه وهذا بلا شك ظلم لنفسه وظلم لدولته وظلم لعباد الله وأكل للمال بالباطل فليتقي الله هؤلاء الموظفون الذين لا يبالون بوظيفتهم ولا يقومون بها وليعلم وليعلموا أنهم أمناء على الوظيفة وأنه يجب عليهم أن يقوموا بها أن يقوموا بها على الوجه الأكمل كما أنهم يطالبون بمكافأتهم على هذه الوظيفة بالوجه الأكمل ومواضع التقصير فينا كثيرة ولكننا نسأل الله أن يتوب علينا وأن يعفو عنا أيها الأخوة المسلمون إن طلب السقيا من الله عز وجل لا يختص بالصلاة في مصلى العيد ولكنه في كل وقت وكل حين فسألوا الله عز وجل أن يغيثكم في كل وقت فإن الله تعالى يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) أسال الله تعالى أن يغيث قلوبنا بالعلم والإيمان وأساله تبارك وتعالى أن يغيث بلادنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين اللهم أغثنا يا رب العالمين اللهم عجل لنا بذلك فأنت أكرم الأكرمين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين أصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد

فإنه لا شك أنه كثر فينا العمالة إي العمال الذي ليسوا على دين الإسلام من نصارى أو بوذيين أو غيرهم وإن الواجب علينا الواجب علينا أن ندعوهم إلى الإسلام ندعوهم إلى الإسلام ونبين لهم محاسنه لأنهم جاءوا إلينا وهم في حاجة إلينا وقد نكون في حاجة إلى أعمالهم ولكن من حقهم علينا ومن حق ديننا أن ندعوهم للإسلام وأن نبين لهم وأن نبين لهم فضائله ومحاسنه إن كنا نستطيع ذلك بأنفسنا باشرناه بأنفسنا وإلا فبمترجم أمين يعرف اللغتين العربية ولغة من يدعوه إلى الإسلام هذا هو الواجب علينا ولقد بلغني أن بعض السفهاء في عقولهم الضعفاء في إيمانهم الذين لا يقيمون للآخرة وزنا والذين يظنون هم أن ما خلقوا في الدنيا ليعمروها وليتمتعوا فيها بلغني أن بعضهم إذا رأى من عماله اتجاها إلى الدين الإسلامي فإنه لا يرضى بذلك انظروا أيها الأخوة النصارى يدعون إلى دينهم بكل وسيلة ويقطعون الفيافي ويصبرون على الأذى وعلى الألم للدعوة إلى دين نسخه الله وأبطله بدين الإسلام ولهذا نقول إن الدين عند الله الإسلام وليس ثمة دين مقبول عند الله إلا الإسلام والقول بأن الأديان ثلاثة قول لا قيمة له لأن الأديان ثلاثة لكن الدين اليهودي والدين النصراني منسوخ لا يقوم له وزن إطلاقا لأن الله تعالى يقول: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) وما دين اليهود والنصارى إلا كسائر الأديان الأخرى التي نسخها الله نسخها الله عز وجل وإن كان الذي يتدين بالدين اليهودي والنصراني له ميزات أخرى كحل نسائهم وحل ذبائحهم ولكنهم من ناحية الآخرة هم سواء كلهم أصحاب النار كما قال الله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) أيها الأخوة إني لأعجب من هؤلاء الذين يقولون إنهم مسلمون أعجب منهم أن يكرهوا أن أحداً يدخل في دين الإسلام سبحان الله أتكره من يلتف إلى دين الإسلام فينقذه الله تعالى من النار أتكره من يلتف إلى دين الإسلام فيكثر الله به أهل الإسلام أتكره من يلتف إلى دين الإسلام فلعله يكون من المجاهدين بماله أو بنفسه في سبيل الله إنني أقول لهؤلاء الذين يكرهون إسلام العمال عندهم أقول لهم اتقوا الله توبوا إلى الله توبة نصوحا قبل أن يفجعكم الموت ادعوا هؤلاء العمال إلى الله عز وجل حتى يحصل لكم الثواب العظيم واسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث علي بن أبي طالب إلى أهل خيبر قال له: (أنفذ على رسلك فأدعهم إلى الإسلام فوالله لئن يهدي الله بك رجل واحد خير لك من حمر النعم ) حمر النعم هي الإبل الحمراء وكانت أفخر الأموال عند العرب فليتقي الله هذا الرجل السفيه في عقله الضعيف في دينه وليتب إلى الله عز وجل وليكن من دعاة الخير والإصلاح من الذين يدعون إلى دين الإسلام لعل الله يهدي على يده من كان غير مسلم فيفوز بهذه المزية التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلنا من دعاة الحق وأنصاره اللهم اجعلنا من دعاة الحق وأنصاره اللهم اجعلنا من دعاة الحق وأنصاره اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنة فتضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فأغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين وأعلموا عباد الله إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة أي في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم أيها الأخوة عليكم بالجماعة وهي الاجتماع على دين الله ألفة ومحبة ومودة وآثاراً اجتمعوا على دين الله فإن يد الله على الجماعة ومن شذّ شذ في النار واكثروا أيها الأخوة اكثروا من الصلاة والسلام على النبي المصطفى سيد الأنام فإن الله أمركم بذلك في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) فسمعاً لك اللهم وطاعة سمعاً وطاعة لله اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في جوارك يا رب العالمين اللهم أصلح ولاتنا اللهم أصلح ولاتنا صغيرهم وكبيرهم وأصلح ولاة سائر المسلمين يا رب العالمين اللهم ولي على المسلمين خيارهم وأكفهم شر شرارهم واجعل ولايتهم في من خافك واتقاك يا رب العالمين اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر والسلامة من كل أثم والفوز بالجنة والنجاة من النار ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا أنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .