خطبة شروط التوبة ـ حقوق المسلم الشيخ محمد بن صالح العثيمين

شروط التوبة ـ حقوق المسلم
السبت 1 جانفي 2000    الموافق لـ : 24 رمضان 1420
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

نبهنا مرارا على أن الإنسان إذا دخل يوم الجمعة والإمام يؤذن عند دخول الخطيب أنه يصلي ركعتين ولا ينتظر لأن تفرغه لاستماع الخطبة أهم من إجابة المؤذن أما الأذان غير الجمعة فنعم تقف وتجب المؤذن وتدعوا بالدعاء المأثور بعد الأذان وتصلي ركعتين انتبهوا الى الفرق بين أذان الجمعة وأذان غيره هكذا قال أهل العلم رحمهم الله وهو واضح أن تفرغ الإنسان لاستماع الخطبة أحسن من كونه ينشغل بتحية المسجد ويصلي تحية المسجد وهو يؤذن هذا في الجمعة أما غيرها فلا أرجو أن تنتبهوا لهذا حتى لا يفوتكم الخير
الحمد لله الملك الوهاب الرحيم التواب خلق الناس كلهم من تراب وهيأهم لما يكلفون به بما أعطاهم من العقول والألباب وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له لا شك في ذلك ولا ارتياب واشهد أن محمد عبده ورسوله انزل عليه الكتاب تبصرة وذكرى لأولي الألباب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآب وسلم تسليما
أما بعد

فيا عباد الله إنكم مخلوقون من تراب بخلق أبيكم منه ثم من سلالة من نطفة أيها الناس إنما خلقتم لتعبدوا الله تعالى وحده لا شريك له وتتبعوا رسوله محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم إتباعا ظاهرا وباطنا إتباعا في أعمال القلوب وأقوال اللسان وأعمال الجوارح أيها الناس كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون وصح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولأتي بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ) أيها المسلمون اتقوا الله تعالى وتوبوا إلى الله فإن الله يحب التوابين واستغفروا الله من ذنوبكم فان الله خير الغافرين توبوا لله عز وجل توبوا إلى الله عز وجل مخلصين له أقلعوا عن المعاصي ندما على فعلها اعزموا على الا تعودا إليها قبل أن يفجأكم الموت ثم لا يكون توبة أيها المسلمون إن التوبة النصوح تهدم ما قبلها ولكنها لن تكون توبة نصوحا الا باجتماع خمسة شروط الأول أن يكون الإنسان مخلصا لله تعالى في توبته لا يريد بتوبته جاها ولا رئاسة ولا تزلفا لمخلوق وإنما يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل وامتثال أمر الله الشرط الثاني الندم الندم على ما حصل منه من ذنب سواء كان ذلك بترك واجب أو فعل معصية بأن يكون في قلبه حسرة على ما فعل وندم عليه ويتمنى أن لم يكن فعله الشرط الثالث أن يقلع عن المعاصي فان كانت فعل محرم أمسك عنه وإن كانت ترك واجب قام بالواجب إذا كان يمكن تداركه الشرط الرابع أن يعزم على الا يعود في المستقبل بحيث يعزم عزما باتا على مفارقة الذنوب أما من تاب وهو ويعزم أو يشك أو يتردد في الرجوع إلى الذنب إذا تيسر له فان هذا لا توبة له أما الشرط الخامس فما أعظمه من شرط أن تكون التوبة في وقت تقبل فيه التوبة وذلك بأن تكون التوبة قبل حضور الأجل وقبل طلوع الشمس من مغربها أما إذا حضر الأجل فانه لا توبة وليقل لي أحدكم هل يضمن أن يأتيه الموت وهو قد تاب إن هذا لا يمكن لأن الإنسان لا يدري متى يفجأه الموت نسأل الله تعالى أن يميتنا على الإخلاص والتوبة أيها الأخوة المسلمون اسمعوا قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا وأغفر لنا إنك على كل شئ قدير) أيها الأخوة المسلمون ليست التوبة أن يقول الإنسان بلسانه أتوب إلى الله أو يقول اللهم تب علي وهو مصر على معصية الله فإن هذا أشبه ما يكون بالمستهزئ بالله عز وجل أيها الأخوة إنه ليست التوبة أن يقول الإنسان ذلك وهو متهاون غير مبال بما جرى منه من معصية أيها الإخوة إنه ليست التوبة أن يقول ذلك وهو عازم على أن يعود إلى معصية ربه ومخالفة أمره أيها الناس توبوا إلى الله توبوا إلى الله تعالى قبل غلق التوبة فإن الله يقبل التوبة من عباده مالم تغرغر ما لم تغرغر بروحه فإذا بلغت الروح الحلقوم فلا توبة اسمعوا قول الله عز وجل( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله ليهم وكان الله عليما حكيما* وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعددنا لهم عذابا أليما) أيها الأخوة إنه لا يخفى عليكم أو على الكثير منكم ما جرى لفرعون حين أدركه الغرق فقال (آمنت أنه لا إله الا إلي الذي آمنت به ينو إسرائيل وأنا من المسلمين) فقيل له الآن يعني الآن تؤمن (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) ولكن الله تعالى نجاه ببدنه ذلك لأن بني إسرائيل كان قد أخافهم فرعون فإذا غرق قومه فقد يتوهمون أنه لم يغرق معهم فأنجى الله سبحانه وتعالى أنجى فرعون ببدنه حتى طفا على ظهر الماء فرآه بنو إسرائيل فآمنوا بأنه هلك وليس الخبر كالمعاينة وإنني بهذه المناسبة أود أن أزيل وهما يتوهمه بعض الناس وربما يفخرون به بما يزعمون أنه رمسيس الذي في الأهرام في مصر فإن هذا لا حقيقة له ولا صحة له بل إن فرعون موسى الذي هلك هلك في حينه ولم يبقى له أثر ولا يمكن أبدا أن يفخر به بنو إسرائيل فيبقوه بل لو قدروا عليه لمزقوه إربا أيها الإخوة المسلمون بادروا بالتوبة فإنكم لا تدرون متى يفجأكم الموت ولا تدرون متى يفجأكم عذاب الله وأسمعوا قول الله عز وجل( أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون ) أيها الإخوة كم أناس ناموا وهم آمنون فباغتهم العذاب وهم نائمون وكم من أناس أضحوا يلعبون فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون عباد الله أيها الإخوة هل أمنتم مكر الله يمدكم بالنعم المتنوعة من أمن ورخاء وأنتم تبارزونه بالمعاصي أما ترون ما وقع بالعالم في كثير منهم من الضيق في العيش والمحن والقتال والمحن والمجاعة والطوافان ونقص المحاصيل والقحط أحاطت بكثير من البلاد وما يزال المفكرون يبحثون في تأمين الغذاء للعالم أفلا تخافون أن يحل ذلك بكم أفلم تعلمون أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وتلا قول الله عز وجل وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) أيها الإخوة إن العقوبات نوعان عقوبات حسية تحس بها حتى البهائم العجم وعقوبات معنوية لا يحس بها الا من أحيا الله قلبه وإن من أعظم العقوبات قسوة القلوب ومرضها وكثير من الناس الآن قلوبهم قاسية يسمعون المواعظ والزواجر ويقرأونها في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وكأنهم لا يسمعون إن الجيد من كثير منهم إذا سمع الموعظة وعاها حين سماعها فقط فإذا فارقها خمدت نار حماسه واستولت الغفلة على قلبه وعاد إلى ما كان عليه من عمل يسمع المواعظ تقرع أذنيه في عقوبة ترك الصلاة وإضاعتها يقرأ قول الله عز وجل( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا الا من تاب) ولكنه لا يتوب وكأنه لا يسمع يسمع المواعظ في عقوبة مانع الزكاة ومن يتتبع الردئ من ماله فيزكي به يسمع قول الله عز وجل ( وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة ) لا يؤتون زكاة النفس بالبراءة من الشرك ولا زكاة المال حيث قدموا الشح على البذل في طاعة الله يسمع قول الله تعالى (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه الا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد ) ويتتبع الردئ الردئ من ثمر بستانه فيخرجه يسمع هذا كله وهو مصر على منع الزكاة يحرم نفسه خيرات أمواله ويدخرها لغيرهم وفي الحديث ( ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها الا فشى فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ولم ينقصوا الميكال والميزان الا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان ولم يمنعوا زكاة أموالهم الا منعوا القطر من المساء ولولا البهائم لم يمطروا ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله الا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فيأخذ بعضا مما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله الا جعل بأسهم بينهم) أيها الأخوة المسلمون إنه لا توبة مع الإصرار كيف يكون الإنسان تائبا من ذنب وهو يصر عليه كيف يكون تائبا من الغش وهو لا يزال يغش في بيعه وإجارته وجميع معاملاته كيف يكون تائبا من الغيبة وهو يأكل لحوم الناس ويغتابهم في كل مجلس سنحت له فيه الفرصة كيف يكون تائبا من أكل أموال الناس بالباطل بغير حق وهو يأكلها تارة بدعوى ما ليس له وتارة بإنكار ما عليه وتارة بالكذب في البيع وغيره وتارة بالبقاء في ملك غيره بغير رضاه تارة بالمماطلة بغير الحق وتارة بالربا إما صريحا وإما تحيلا يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فليتحلله اليوم قبل أن يكون دينار ولا درهم الا الحسنات والسيئات) أيها المسلمون إن التوبة الكاملة كما تتضمن الإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على الا يعود تتضمن كذلك العزم على القيام بالمأمورات ما استطاع العبد فبذلك يكون من التوابين الذين استحقوا محبة الله ورضاه فان الله يقول ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) اللهم اجعلنا من التوابين اللهم أجعلنا من التوابين المتطهرين وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وصحبه أجمعين الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد

فيا (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون) (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )عباد الله إن من حقوق المسلم على أخيه الحقوق الواجبة التي لا يجوز للإنسان أن يتوانى في إيفائها أن يبادر بحقه أن يبادر بحقه بدون مماطلة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( مطل الغني ظلم) والغني هو القادر على الوفاء فإذا مطل فهو ظالم أي ساعة بل أي دقيقة بل أي لحظة تمضي عليه إنما يكون آثما بها يزداد بها إثما ومعصية لله ورسوله وإنه مع الأسف الشديد لنسمع أن بعض الناس يشتري السلعة من صاحب الدكان ولكنه يماطله بثمنها مع أنه حال وهو و قادر على وفائه يأتيه فيقول أتني غدا ثم أتني غدا وهكذا وهذا بلا شك ظلم من المطلوب يجب عليه أن يبادر وهو أيضا سبب للكساد لأن أصحاب التجارة إذا رأوا المماطلة فإنها قد تنشل حركة تجارتهم فيكون في هذه المماطلة ضرر على المماطل وعلى صاحب الدكان وعلى المجتمع كله فاتقوا الله عباد الله وبادروا بوفاء ما في ذممكم بدون مماطلة ومن ذلك أن بعض الناس يماطل في حق شخص أو يسرق منه شيئا أو يبخسه ببيع وشراء ثم يندم بعد ذلك ويسأل ماذا يصنع فنقول إذا كان هذا في جهة رسمية كرجل أخذ انتدابا ولم يكن انتدب أو أخذ راتبا على غير عمل فانه يجب عليه أن يرد ذلك إلي الجهة التي أخذه منها بغير حق خلاص له الا بذلك فإن خاف أن يترتب عليه ضرر كبير فانه في هذه الحال يبذله في شئ من المصالح العامة التي تطالب بها الحكومة ولا بد أما إذا كان حقا خاصا كرجل سرق من شخص أو غبنه في بيع أو شراء فانه يجب عليه أن يبحث عن الرجل حتى يسلمه حقه ولو بعد سنين فان مات الرجل الذي له الحق فان عليه أن يوصل ذلك إلي ورثته فردا، فردا إلا أن يكون لهم وكيل خاص فانه يكفي أن يعطه وكيلهم وإلا فالواجب عليه أن يوصل كل ذي إرث حقه من ميراثه لانه لما مات صاحب الحق انتقل ذلك إلى ورثته ولو كانوا مائة رجل فإذا كان لا يدري أين ذهب الرجل أو لا يعرف ورثته وتعذر ذلك عليه فانه يتصدق به عمن هو له والله عز وجل بكل شئ عليم هذا من تمام التوبة ولا تصح التوبة بدون ذلك لا بد أن يصل الحق إلى مستحقه فاتقوا الله عباد الله وإن من المهم أيضا أن بعض الكفلاء الذين كفلوا هؤلاء العمال المساكين الذين جاءوا إلي هذه البلاد يريدون لقمة العيش لانفسهم ولأهليهم تجد بعض الكفلاء والعياذ بالله لا يخاف الخالق ولا يرحم المخلوق يماطل في حقه وربما يبقى شهرين أو ثلاثة أو أكثر لا يؤتيه حقه فعلى الكفلاء أن يتوبوا إلي الله عز وجل وأن يعطوا المكفولين حقوقهم وأن يخافوا رب العالمين أفلا يخشون أن يكونوا يوما من الأيام هم أو ذرياتهم مثل هؤلاء العمال ألسنا في هذه البلاد قبل سنوات عديدة كان الرجل منا يذهب إلى بلاد أخرى بعيدة يطلب لقمة العيش إن القادر على تغيير الأمور إلي ما نحن فيه اليوم قادر على أن يقلب الأمور على ما كانت عليه سابقا فاتقوا الله أيها المسلمون ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء أدوا إلى الناس حقوقهم فان هؤلاء الفقراء العمال الذين ليسوا في أعينكم شيئا اليوم سيكون لهم السلطة عليكم يوم القيامة إذا لم توفوهم حقهم في ذلك اليوم ليس عندكم درهم ولا دينار ولا أهل ولا أصحاب ولا أصدقاء ولا واسطات ولا حيل إنه ليس إلا الأخذ من حسناتكم أقول هذا حقا وهو في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإياكم أن تتلاعب بكم الشياطين والأهواء إياكم أن تغتروا في هذه الدنيا فإنها والله ممر وليست مقرا وانظروا من كان معكم في مثل هذه الأيام من العام الماضي كيف أصبحوا مرتهنين بأعمالهم في قبورهم إن الواحد منهم ليتمنى أن يكون له زيادة حسنة إن الواحد منهم ليتمنى أن يكون له زيادة حسنة في حسناته وأن يطرح سيئة من سيئاته ولكن أنى لهم التناوش من مكان بعيد قدموا على ما قدموا أصبحوا مرتهنين بأعمالهم وأنتم ستكونون مثلهم بلا شك فاتقوا الله عباد الله وتبصروا في الأمر وأدوا إلى الناس حقوقهم فانه إن لم تؤدوهم في الدنيا أديتم ذلك في الآخرة من أعمالكم الصالحة اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا يا ذا الجلال والإكرام أن تجعلنا ممن قام بحقك على الوجه الذي يرضيك وأن تجعلنا ممن قام بحق عبادك حتى لا يطالبونا يوم القيامة بحق من حقوقهم يا رب العالمين وأعلموا أيها الأخوة أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة يعني في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعظم الله لكم بها أجرا فان من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته وإتباعه ظاهرا وباطنا اللهم ارزقنا تقديم هديه على كل هدي وقوله على كل قول يا رب العالمين اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .