خطبة الربا الشيخ محمد بن صالح العثيمين

الربا
السبت 24 رمضان 1420 هـ   الموافق لـ : 1 جانفي 2000 م
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد

فقد قال الله عز وجل )وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً) (النساء:27) )يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً) (النساء:28) هكذا يقرر الله هذه الكلية العامة السامية لكل إنسان أن كل إنسان خلق ضعيفا خلق ضعيفا في نشأته كما قال الله تعالى )مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) (عبس:18) )مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَه)(عبس: من الآية19) وخلق ضعيفا في علمه كما قال الله تعالى ) وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً)(الاسراء: من الآية85) وعلم الإنسان قليل محفوف بأفتين جهل قبل العلم ونسيان بعده فالإنسان لا يعلم الغيب ولا يعلم المستقبل حتى في تصرفاته الخاصة ) وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً)(لقمان: من الآية34) وخلق ضعيفا في تصوره وإداركة وقد يتصور البعيد قريبا والقريب بعيدا والنافع ضارا والضار نافعا ولا يدرك النتائج التي تتمثل عن تصرفاته ومن أجل هذا الضعف ومن أجل هذا الضعف وهذا القصور رحم الله الخلق بإرسال الرسل وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط فيسير على صراط الله المسقيم ويستنيروا بهدى الله العليم الحكيم ولئلا يبتدعوا تشريعات من أنفسهم يسلكون بها المتاهات في الظلم والجور والنفاق أو يسنوا أنظمة متناقضة فوضوية إن أصلحت جانبا من الحياة أفسدت جانب أو يتبعوا أهوائهم ويطلقوا حرياتهم في تصرفاتهم وفي معاملاتهم ولا يمكن لشخص أن يطلق حريته بدون قيود إلا كان ذلك على حساب حرية الآخرين أيها الناس لقد عمي قوم أو تعاموا عن الحق حيث ظنوا أو زعموا أن شرائع الله إنما جاءت لإصلاح العبادات والأخلاق دون المعاملات فأتبعوا أهوائهم في معاملاتهم فشرعوا القوانين وتصرفوا كما يشاءون فشاركوا الله في شرعه وعصوا عن أمره في شريعته )أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ) (المطففين:4) )لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) (المطففين:5) )يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (المطففين:6) أفلا يرجعوا إلى رشدهم ويتبعون سبيل ربهم ويلتزمون بشريعته ويقفون عند حدوده ويقولون سمعنا وأطعنا ولا يكونون كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون أو قالوا سمعنا وعصينا أيها الناس إن شريعة ربكم وهو العليم بأحوالكم وبما يصلحكم وهو الحكيم فيما يشرعه لكم إن شريعة الله نظمت للناس طرق معاملاتهم فيما بينهم كما نظمت طرق أخلاقهم ومعاملتهم مع ربهم فالواجب على كل مؤمن بالله واليوم الآخر أن يلين لله بالطاعة بالعبادات والأخلاق وبالمعاملات وأن لا يكون كالذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يدين لله في عباداته وأخلاقه ويتبع هواه في معاملاته فإنه مسؤول عن ذلك كله وكم في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من وعد لمن أستقام في معاملته على أمر الله ووعيد على من تعدى فيها حدود الله أيها الناس لقد حرّم الله الربا في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأدمى على ذلك علماء المسلمين في كل عقد وفي كل نص لم يختلف منهم في تحريمه إثنان قال الله تعالى )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (البقرة:278) )فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِه)(البقرة: من الآية279) أي جرم في المعاملة أبلغ من معاملة يكون فيها الإنسان معلنا بحرب الله ورسوله وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء. خمسة لعنوا في هذا الربا آكل الربا ومؤكل الربا وكاتب الربا وشاهدا الربا اللذان يشهدان وإلا لم يكن لهما مصلحة يكونا معلونين على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم ولقد بيّن صلى الله عليه وسلم ما يكون به الربا وكيف يكون وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل سواء بسواء يدا بيد. هذه ستة أصناف الذهب والفضة والبر والشعير والتمر والملح إذا بيع بعضها بجنسه فإنه يكون مثلا بمثل سواءا بسواء يدا بيد فإذا أختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد وبمثله من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فمن زاد أو إستزاد فقد أرضى الآخذ والمعطي فيه سواء. فبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه لا يجوز بيع الذهب بالذهب إلا بشرطين الشرط الأول أن يكون سواء في الوزن لا يزيد أحدهما على الآخر والثاني أن يكون ذلك يدا بيد بمعنى أن يسّلم كل واحد من الطرفين لصاحبه ما بادله به قبل أن يتفرقا فإن زاد أحدهما على الآخر فهو ربا والعقد باطل فإن تفرقا قبل القبض من الطرفين فالعقد باطل وربا أيضا وهكذا إذا بيعت الفضة بالفضة أو البر بالبر أو الشعير بالشعير أو التمر بالتمر أو الملح بالملح فلا بد من هذين الشرطين التساوي والقبض من الطرفين فلو باع الإنسان صاعا من بر طيب بصاعين من بر ردي فهو ربا ولو كانت القيمة واحدة وعلى هذا فإذا كان عند إمراتين حلي وأحبت إحداهما أن تبادل الاخرى فلا يجوز إلا أن يوزن حلي كل واحدة منهما فيكونا سواءا وأن تتقابضا قبل التفرق أما إذا بيع الذهب بالفضة فإنه لا يشترط التساوي وإنما يشترط التقابض قبل التفرق لقول النبي صلى الله عليه وسلم :فإذا أختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد. فإذا بيع الحلي من الذهب بدراهم فإنه يجب التقابض من الطرفين قبل التفرق بحيث يقبض البائع الثمن كاملا ويقبض المشتري الحلي كاملا فلو باع شخص سوارين من ذهب بمائتي ريال وكل واحد يساوي مائة فأعطاه المشتري مائة ريال وأخذ السوارين وقال آتي لك بعد قليل ببقية الثمن فهذا حرام عليهما ولا يصح البيع إلا في سوار واحد فقط أما السوار الثاني فبيعه باطل لأن ما يقابله من الثمن لم يقبض أيها المسلمون هذا ما تقتضيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ما وهذا ما تقتضيه شريعة الله التي أنتم مسؤولون عنها يوم القيامة كما قال الله تعالى )وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) (القصص:65) إنتبه بماذا تجيب هذه السؤال يوم القيامة؟ هل تقول إني أجبت رسول الله بإمتثال أمره؟ فلم أبع ذهبا بدراهم إلا بقبض؟ أو تقول إني أتهاون في ذلك فلا أفعل؟ وحينئذ تكون مستحقا لعقاب الله ولقد بلغني أن الصواغ وتجار الحلي يبيعون الحلي بالدراهم ولا يقبضون الثمن من المشتري وهذا حرام عليه وحرام على المشتري وهو من الربا الملعون فاعله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ولا أظن أن أحدا من المومنين يعلمه ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا ثم يخالفه ولكن لعل بعضهم يخفى عليه هذا الحكم أيها المؤمنون إن الإنسان إذا قبض الثمن والمثمن في مثل هذا العقد فإن فيه سلامة من الربا ومصلحة للطرفين فالبائع ينتفع بنقض الثمن ويسلم من مماطلة المشتري أو نسيانه أو إعسارة والمشتري تفك ذمته بتصدير الثمن وخلو ذمته من الطلب ولقد بلغني أيضا أن بعض تجار الذهب يتبايعونه بواسطة التلفون أو التلكس يزهم على محلات الذهب فيشتري منه كذا وكذا جراما وبعض مضي مدة يزهم عليه فيقول بعها لنا فيتصرف فيها قبل القبض بل قبل الملك لأنه لا يتم العقد إلا بالتقابض من الطرفين وربما يشتري منه الذهب بواسطة التلفون أو التلكس ويرسها إليه في بلده بدون قبض الثمن في مجلس العقد وكل هذا ربا صريح وصريح محرم والصريح الحلال أن تؤكل من يشتري لك من هنا  ويسلم الثمن في مجلس العقد وبهذا تسلم من الإثم وتحل لك البركة في بيعك وشرائك وقد يفتي بعض الجاهلين نفسه فيقول أن أبع ذهبا بفضة وإنما بعت ذهبا بقرطاس فنقول إن هذه الفتوى غلط وخداع من النفس للنفس فإن هذه الأوراق جعلت نقدا وعملة بين الناس بمقتضى قرار الحكومة فلها حكم ما جعلت بدلا عنه فإذا جعلت بدلا عن الريالات الفضية كان لها حكم الفضة وكل أحد يعلم بأن هذه الأوراق النقدية ليس قيمة بإعتبار كونها ورقا والأسواق مملوءه من قصاصات الورق التي بقدر ورقة النقد وليست قيمة أصلا بل هي ملقاة فى الزبل للإتلاف والإحراق أما هذه الأوراق فإنما كان لها هذه القيمة بإعتبار تقويم الحكومة لها فأتقوا الله عباد الله وسيروا في عباداتكم ومعاملاتكم وجميع تصرفاتكم على شريعة ربكم ولا تتبعوا أهوائكم فإن الله يقول ) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(القصص: من الآية50) اللهم إنا نسألك أن تهدينا صراطك المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم جنبنا صراط أصحاب الجحيم صراط المغضوب عليهم والضالين اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا أتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان وسلم تسليما..

أما بعد

فيا عباد الله لقد سمعتم نصوص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في تحريم الربا والتحذير منه وأعلموا أن كل كسب تكسبونه بواسطة الربا فإنه حرام عليكم تأكلونه سحتا إن أنفقتموه لم يبارك لكم فيه وإن تصدقتم به لم يقبل ذلك منكم وإن خلفتموه وراء ظهوركم كان زادا لكم إلى النار عباد الله إتقوا الله تعالى وإذا علمتم شيئا من أحكام شريعة الله وإن الحجة قد قامت عليكم ولا عذر لكم في مخالفتها عند ربكم كما قال الله تعالى )رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )(النساء: من الآية165) وإذا بلغكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من أحكام دينكم فقد قامت عليكم الحجة وإن كثيرا من الناس الذين يبيعون الذهب ولا يقبضون الثمن تاما يقولون إننا إذا ألزمنا الناس بذلك لم يشتروا منا وإن جوابنا على ذلك من وجهين الوجه الأول أن هذا مما يحوله الشيطان للإنسان وإلا فإن الله يقول ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(الطلاق: من الآية2) )وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب)(الطلاق: من الآية3) فإذا أتقيت الله عز وجل في معاملتك فإن الله يترك قلوب العباد إليك لأن قلوب العباد بين يدي الرحمن عز وجل بل قلب كل إنسان من بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء أيها المسلمون هذا الوضع الذي يخوف الشيطان به الإنسان يجول بقوة العزيمة والثقة بوعد الله عز وجل ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(الطلاق: من الآية2) )وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )(الطلاق: من الآية3) أما الوجه الثاني فليكن ما ظننته من إنصراف الناس عنك فإنك إن خسرت الدنيا فقد ربحت الآخرة وإنه يمكنك أن تجذب الناس إليك بالطرق الحسية بأن لا تربح فيما تبيع والناس إذا نزل لهم شيء يسير أقبلوا على من ينزل وإن كان على سبيل النقص والمهم أن يخشى الإنسان ربه في معاملاته وما أتاه من الربح الحلال وإن كان قليلا فهو خير من الربح الحرام وإن كان كثيرا وإن من السلع من كان الناس يعتادون شرائها بثمن غير مطلوب ولما صمم أصحابها على أن لا يبيعوا إلا بالنقد صار الناس ينقضون الثمن وأعتادوا ذلك وتيسرت الأمور للجميع اللهم إنا نسالك إيمانا لا كفر معه ويقينا لا شك معه وإتباعا لا بدعة معه ونسألك أن تجعلنا من عبادك الذين يقولون سمعنا وأطعنا الذين لا يرضون بدلا عن طاعتك بجميع الدنيا اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى يا رب العالمين وأكثروا أيها المؤمنون من الصلاة والسلام على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم فإن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة أتدري أيها المؤمن ما معنى قولك اللهم صلي على محمد معنى قولك اللهم صلى على محمد أي اللهم أثني على نبيك في الملإ الأعلى عند الملائكة المقربين وإذا قلت ذلك في حق الرسول صلى الله عليه وسلم مرة فإن الله يصلي عليك بذلك عشرة مرات اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم أرزقنا إتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم أحشرنا في ذمرته اللهم أسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم أرضى عن أولاده الغر الميامين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم بمنّك وكرمك يا رب العالمين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين اللهم من كان من ولاة أمور المسلمين غير مستقيم على شرعك ولا ناصح لعبادك فأهده إلى الحق أو أبدله بخير منه يا رب العالمين اللهم أصلح بطانة ولاة أمور المسلمين اللهم أصلح بطانة ولاة أمور المسلمين اللهم هيء لولاة أمور المسلمين بطانة صالحة تدلهم على الخير وترغبهم فيه وتحذرهم من الشر وتنغيهم عنه يا رب العالمين اللهم من كان من بطانة ولاة أمور المسلمين غير ناصح لهم ولا لرعيتهم فأبعده عنهم وأبدلهم بخير منه إنك على كل شيء قدير ربنا أغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90) وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون وأذكروا الله العظيم الجليل يذكركم وأشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.