خطبة الطهارة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

الطهارة
السبت 1 جانفي 2000    الموافق لـ : 24 رمضان 1420
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد

أيها الناس اتقوا الله تعالى وطهروا قلوبكم من الشرك والنفاق طهروا قلوبكم من الشرك والنفاق في عبادة الله ومن الحقد والبغضاء وإرادة السوء في معاملة عباد الله فإن الطهور شطر الإيمان وطهروا أبدانكم وثيابكم ومواضع صلاتكم من النجاسات والأقذار استنزهوا من البول والغائط بالاستنجاء بالماء أو بالاستجمار بالأحجار حتى ينقى المحل بثلاث مسحات فأكثر وينوب عن التراب ما يقوم مقامه من الأحجار وينوب عن الأحجار ما يقوم مقامها من التراب والمناديل وغيرها مما يباح الإستجمار به أيها المسلمون إن عدم التنزه من البول من أسباب عذاب القبر ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين وأخبر أنهما يعذبان وقال ( أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ) وإن من الخطأ الذي يؤسف له أن بعض الناس يبول ثم يقوم من بوله لا يبالي بما أصابه منه ولا يستنزه منه بماء ولا أحجار ثم يذهب يصلي وهو متلوث بالنجاسة وهذا من كبائر الذنوب ولا تصح الصلاة على هذه الحال كما أن من الناس من يقابل هؤلاء في الإفراط فتجده موسوساً يشك في كل شئ ويرى كل شئ أصابه فهو نجس وهذا أيضاً تطرف والوسط أن يكون الإنسان في تطهيره وتنجيسه متبعاً لما جاءت به شريعة الله عز وجل أيها الناس وتطهروا من الحدث الأصغر بإسباغ الوضوء كما أمركم الله به وكما جاءت به سنة النبي صلى الله عليه وسلم فسموا عند الوضوء واغسلوا أكفكم ثلاث مرات ثم تمضمضوا واستنشقوا واستنثروا ثلاث مرات بثلاث غرفات ثم اغسلوا وجوهكم ثلاث مرات من الأذن إلى الأذن عرضا ومن منحنى الجبهة نحو الرأس إلى أسفل اللحية ثم اغسلوا اليد اليمنى ثلاث مرات من أطراف الأصابع إلى المرفق وهو مفصل الذراع من العضد ثم اليسرى مثل ذلك والمرافق داخلة في الغسل ثم امسحوا جميع رؤوسكم من منحنى الجبهة مما يلي الوجه إلى منابت الشعر إلى منابت الشعر من القفى والأذنان من الرأس فيجب مسحهما فيدخل سبابتيه في صماخيهما ويمسح بإبهاميه ظاهرهما ثم اغسلوا الرجل اليمنى ثلاث مرات من أطراف أصابعها إلى الكعبين وهما العظمان البارزان في أسفل الساق ثم الرجل اليسرى مثل ذلك والكعبان داخلان في الغسل وإذا كان على الرأس عمامة أو قبع فامسحوا عليه بدلاً عن مسح الرأس وامسحوا على الأذنين إن خرجتا وإذا كان على الرجلين خف أو جورب أو نحوهما مما يلبس على الرجل سواء كان من القطن أو الصوف أو الجلود أو غيرها مما يجوز لبسه وسواء كان صفيقاً أو خفيفاً فامسحوا عليه بدلاً عن غسل الرجل تخفيفاً من الله عليكم أيها المؤمنون ولكن لا يجوز المسح على ما في الرجل إلا بثلاثة شروط الأول أن يلبس على طهارة فإن لبس على غير طهارة لم يجز المسح لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه وقد أراد أن ينزع خفي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ) الشرط الثاني أن يكون ذلك في الحدث الأصغر فإن أصابته جنابة لم يجز المسح على الجوربين ولا الخفين بل يجب نزعهما وغسل الرجلين لأن طهارة الجنابة طهارة مغلظة ولهذا تشمل جميع البدن وتشمل الشعر وما تحته حتى ولو كان الشعر صفيقاً الشرط الثالث أن يكون في المدة المحدودة وهي يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر قال صفوان بن عسان رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفراً أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم وقال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه جعل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوماً وليلة للمقيم يعني في المسح على الخفين وتبتدئ هذه المدة من أول مرة مسح بعد الحدث فلا يحسب من المدة ما كان قبل المسح وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقت المسح ولا يكون مسح إلا إذا وقع فعلاً فإذا تطهر الرجل لصلاة الفجر ولبس خفيه على طهارة ونقض وضوءه في الضحى ثم توضأ لصلاة الظهر عند أذان الظهر ومسح على خفيه فإن المدة تبتدئ من الوقت الذي مسح فيه أول مرة وهو عند أذان الظهر فيمسح إلى مثله من اليوم التالي إن كان مقيماً أو إلى تمام ثلاثة أيام إن كان مسافراً إلا أن تصيبه جنابة فإنه يخلعهما ويغسل رجليه مع سائر جسده والمرأة كالرجل في ذلك فتمسح على الجوارب والخفين كما يمسح الرجل بالشروط الثابتة وإذا تمت المدة والإنسان على طهارة مسح فيها خفيه فإن طهارته لا تنتقض بذلك حتى يوجد ناقض للوضوء من بول أو غيره ومن مسح على شئ ثم خلعه فطهارته باقية لا تنتقض بالخلع ولكن إذا أراد أن يلبسه مرة ثانية فلا يلبسه حتى يتوضأ ويغسل رجليه وإذا قال قائل ما هو الدليل على أن الوضوء لا ينتقض إذا تمت المدة وما هو الدليل على أن الوضوء لا ينتقض إذا خلع الإنسان الممسوح فإننا نقول إن الدليل هو عدم الدليل وذلك أن هذه الطهارة ثابتة بمقتضى دليل شرعي وما ثبت بمقتضى دليل شرعي فإنه لا يمكن أن ينتقض إلا بدليل شرعي وليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في إجماع المسلمين أن من مسح ثم خلع بعد المسح فإنه ينتقض وضوءه ولا أن من مسح ثم تمت المدة وهو على طهارته أن وضوءه ينتقض وإذا لم يكن هناك دليل يرفع ذلك فإن الأصل بقاء ما كان على ما كان والحدث كما هو معلوم وصف يقوم بالبدن فإذا زال هذا الحدث بالطهارة فإنه لن يعود حتى يوجد ما يكون سبباً له بمقتضى دلالة الكتاب والسنة أو إجماع الأمة وليس في ذلك دليل أيها المسلمون أسبغوا الوضوء على الوجه المطلوب منكم فقد صح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ما من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول ذلك إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ) وعن عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ) رواه مسلم وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلاً ) أيها المسلمون تطهروا من الجنابة وبادروا بالطهارة منها فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا تقرب الملائكة جنباً إلا أن يتوضأ ) وأحرصوا على أن لا تناموا على جنابة فإذا حصلت لكم جنابة فلا تناموا حتى تغتسلوا إن تيسر لكم الاغتسال فذلك أفضل وإن لم يتيسر فتوضئوا كما تتوضئون للصلاة ثم ناموا واغتسلوا إذا قمتم والواجب في الغسل أن يعم الإنسان بدنه بالماء مرة واحدة ولكن الأفضل أن يغسل كفيه ثلاثاً ثم يغسل فرجه ثم يتوضأ وضوءاً كاملاً ثم يغسل رأسه فيخلل أصول شعره بالماء حتى يبلغ ثم يفيض عليه ثلاث مرات ثم يغسل سائر جسده ولا يحتاج إلى إعادة الوضوء بعد الغسل لأن الغسل كاف عن الوضوء لقوله تعالى (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا)(المائدة: من الآية6) ولم يذكر الله وضوءاً ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتوضأ بعد اغتساله ومن كان في أعضاء طهارته جرح لا يضره الماء وجب عليه غسله فإن كان يضره الغسل دون المسح وجب عليه مسحه فإن كان يضره حتى المسح تيمم عنه وإذا كان على أعضاء طهارته جبس مغلف على كسر أو لصقة مشدودة على جرح أو على ألم مسح عليه حتى يبرأ سواء في الحدث الأصغر أم الجنابة والمريض الذي يتعذر عليه استعمال الماء لعجزه عنه أو تضرره باستعماله يجوز له أن يتيمم حتى يزول عذره والمسافر الذي ليس معه ماء زائد عن حاجته يجوز له أن يتيمم حتى يجد الماء لقول الله تعالى (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(المائدة: من الآية6) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل) ومن تيمم لصلاة وبقي على طهارته إلى الصلاة الأخرى فهو على طهارته ولا يحتاج إلى إعادة للتيمم لأن التيمم طهور فلا تنتقض الطهارة به بخروج الوقت كما لا تنتقض طهارة الماء بخروج الوقت فاشكروا الله أيها المسلمون على نعمه وتيسيره وقوموا بما أوجب الله عليكم من الطهارة من غير غلو ولا تقصير فإن الله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُون * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُون * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ  * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) (لأنفال:20-23) وكونوا ممن قال الله فيهم (فبشر عبادي الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:18) يعني أنهم هم أصحاب العقول أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من هؤلاء العباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه الذين هداهم الله تعالى هداية العلم وهداية التوفيق الذين من الله عليهم بالولاية في الدنيا والآخرة إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليما

أما بعد

أيها الناس اتقوا الله تعالى واعرفوا حدود ما أنزل الله على رسوله ولا تعتدوا في حدود الله مما أوجب الله عليكم فإن من يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه أيها المسلمون لقد عرفتم ما قلناه في الخطبة الأولى من وجوب الطهارة للصلاة من الحدثين الأكبر والأصغر ومن النجاسة على البدن والثوب وبقعة الصلاة وهذا يدل على عناية الله تعالى بهذه الصلاة العظيمة التي هي عمود الإسلام والتي من ضيعها كان لما سواها أضيع ولقد قلنا في الخطبة إن الغسل واجب من الجنابة ولكن ما هي الجنابة التي يجب الغسل منها الجنابة هي أن ينزل الإنسان المني بشهوة أو أن يجامع زوجته وإن لم ينزل وإن كثيراً من الناس يخفاهم هذا الحكم يظنون أن الرجل إذا جامع زوجته فإنه لا غسل عليه إلا أن ينزل وهذا ظن لا أصل له وهو ظن خاطئ فإن الإنسان إذا أولج أي جامع فإنه يجب عليه أن يغتسل هو وزوجته سواء حصل الإنزال أم لم يحصل لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل وإن لم ينزل ) وأما إذا رأى الإنسان في النوم أنه يجامع ولكن لم يجد ماءاً بعد أن استيقظ فإنه لا غسل عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم سألته أم سليم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل أعليها الغسل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( نعم إذا هي رأت الماء ) فمن احتلم ليلاً ولكن لم يجد أثراً لهذا الإحتلام فإنه لا غسل عليه ومن وجد أثر المني بعد نومه وجب عليه الغسل وإن لم يذكر احتلاماً ومن وجد عليه أثر المني ولم يدري هل هو من الليلة القريبة أم من الليلة التي قبلها فإنه يعتبره من آخر نومة نامها لأن آخر نومه نامها هي المتيقنة وما قبلها مشكوك فيه والمشكوك فيه لا أثر له لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الرجل يخيل له أنه أحدث ولم يحدث فقال ( لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً ) فلو أن أحداً من الناس لما أراد أن يصلي الظهر وجد على ثوبه أثر المني ولكنه لا يدري هل هو من نومة نامها في الضحى أو من نوم الليل لأنه إن كان من نوم الليل وجب عليه الغسل وإعادة صلاة الفجر وإن كان من النوم الذي في الضحى لم يجب عليه إعادة صلاة الفجر فإننا نقول أجعله من النومة التي في الضحى لأن ما قبلها مشكوك فيه والمشكوك فيه لا أثر له أيها المسلمون إنني أرجو ممن سمع قولي هذا أن يبلغه لأن كثيراً من الناس يسألون عن الرجل يجامع امرأته ولم ينزل هل عليه الغسل أم لا وقد سألني سأل أنه ترك ذلك مدة أشهر يجامع ولا ينزل ولا يغتسل جهلاً منه وهذا أمر خطير لأن الواجب في مثل هذه الحال أن يسأل الإنسان حتى يتبين له الحق وعليه أن يعيد الصلاة التي صلاها بلا غسل من هذا الجماع أيها المسلمون إن خير الكتاب كتاب الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم الله لكم بها أجرا فإن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم أسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضا عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضا عنا معهم بمنك وكرمك وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين صغيرهم وكبيرهم يا رب العالمين اللهم انصر المجاهدين في سبيلك بألسنتهم وأموالهم وأبدانهم يا رب العالمين اللهم أعز الآمرين بالمعروف والناهيين عن المنكر لتكون كلمة الله هي العليا يا رب العالمين اللهم أذل من ناؤهم أو قاومهم على دين الله حتى تكون العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وحتى يذل أعداء الله من الفاسقين والكافرين والمنافقين اللهم إنا نسألك أن تهدي جميع من كان على غير الحق إنك على كل شئ قدير اللهم اهدي من كان على غير الحق من المسلمين يا رب العالمين إنك على كل شئ قدير ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون