خطبة مشكلتين من واقع المجتمع الشيخ محمد بن صالح العثيمين

مشكلتين من واقع المجتمع
السبت 1 جانفي 2000    الموافق لـ : 24 رمضان 1420
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

الحمد لله الذي أوجب على المؤمنين أن يكونوا فيما بينهم إخواناً وأن يكونوا في نصرة الحق وإزلال الباطل أعواناً والحمد لله الذي رفق الأمور بأسبابها وجعل لحصول وبلوغ الآمال أن تؤتى البيوت من أبوابها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نرجوا بها النجاة من النار وعقابها ونؤمّن بها الفوز بدار النعيم وثوابها وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أنصح من وعظ وأحكم الخلق فيما قصد وأتقاهم لله فيما عبد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ في الأعمال والمعتقد وسلم تسليماً..

أما بعد

فيا أيها الناس إنكم تحضرون في كل أسبوعٍ إلى مسجدٍ من مساجد الجوامع وإنكم تسمعون ما يلقى إليكم من المواعظ والنصائح ولكن هل هذا يؤثر في سلوككم ومنهاجكم؟ هل هذا يؤثر في أقوالكم وأفعالكم؟ أيها الأخوة إن الواجب علينا أن نتقي الله عز وجل وأن نكون من المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالأخوة وأمرهم بالتعاون على البر والتقوى لا تأخذكم في الله لومة لائم لا تألوا جهداً في نصرة الحق وهداية الخلق واسلكوا طريق الحكمة في كل دعوةٍ تقومون بها لله وفي الله فإن من سلك طريق الحكمة مع إخلاص القصد وإرادة الإصلاح فاز بمطلوبه قال الله تعالى )يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (البقرة:269) أما من لم يكن له إخلاصٌ في القصد أو حكمةٌ في التوجيه والدعوة فإنه يفوته من المطلوب بقدر ما فاته من الإخلاص والحكمة أيها الناس إن في مجتمعنا مشاكل كثيرة تحتاج إلى توجيهٍ وحل وإني أضرب لذلك مثلين في خطبتي هذه المثل الأول حال الناس بالنسبة إلى ولاة الأمور الأعلين والأدنين فإن من الناس من لا يقوم بالواجب نحو ولاة أموره لا ينصحهم ولا يرشدهم إما خوفاً على نفسه وإما خوفاً على منصبه أو وظيفته وإما هيبةً من مراكزهم لأنهم فوقه ولكنه مع سكوته عن النصيحة يعمد بدلاً من ذلك إلى النيل منهم والوقوع في أعراضهم ونشر مساويهم وأخطائهم معرضاً عن كل ما قاموا به من المحاسن والصواب ولا شك أن سلوك هذه الطريق أعني السكوت عن نصيحة ولاة الأمور ونشر مساوئهم وأخطائهم لا شك أنه لا يقيم معوجا ولا يصلح فاسداً وإنما يزيد البلاء بلاءاً ويوجب بغض ولاة الأمور وكراهتهم والتباطؤ في تنفيذ أوامرهم التي تجب طاعتهم فيها والانفصال بل الانفصام بين الرعية والرعاة ولا يشك عاقل في أن هذه النتيجة لها خطرها العظيم على المجتمع كله وأنا لا أشك أيضاً أن ولاة الأمور كغيرهم من بني آدم يصدر منهم الخطأ والصواب فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابين إن ولاة الأمور ليسوا ملائكةً لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون إنهم بشرٌ كغيرهم من البشر يخطئون ويصيبون ولكن ليس من النصيحة أن نسكت عن أي شخصٍ أرتكب خطاءً لا سيما ولاة الأمور الذين إذا صلحوا أصلح الله بهم من تحت أيدهم ولهذا تجد الرجل الصالح يكون مديراً على مدرسة فيصلح الله به المدرسين والدارسين وكل من يتصل به في هذه المدرسة وتجد الرجل مديراً لمدرسة على العكس من الرجل الصالح فيحصل به من الفساد ما يحصل أيها الأخوة إذا لم يكن من النصيحة أن نسكت على خطاً أرتكبه من أرتكبه من الناس فإن الواجب علينا لأن الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم الواجب علينا أن نبذل الجهد بكل ما نستطيع في بيان ذلك الخطر لمن أرتكبه سالكين بذلك سبيل الحكمة بحيث نتصل به شفوياً إن أمكن أو كتابياً إذا لم يمكن ولا شك أن الاتصال الشفوي أولى بكثيرٍ من الكتابي لأنه أعني الاتصال الشفوي تحصل به المواجه ويزول ما في النفس وربما يكون ما أرتكبه من العمل صواباً بعد  البحث والمناقشة لأن كثيراً من الناس وللأسف بسطاء سطحاء يأخذون الأمور بظواهرها ويحكمون عليها بادئ الرأي ولأول وهلة ولكن عند التأمل والمناقشة يتبين خطأ ذلك الواهل وأن الصواب مع من خطأه وأن الخطأ معه فإذا حصلت المشافهة والمناقشة وأتق الإنسان ربه وسكت عن مساوي عباد الله وبيّن ما فيه المصلحة من بيان صوابهم وإحسانهم فإنه يكون بذلك الخير ويكون بذلك درء الشر أما الوقيعة في أعراض الناس ولا سيما في أعراض ولاة الأمور فإن هذا من الخطإ  العظيم أيها الأخوة إذا لم تمكن المشافهة فحينئذ يأتي دور الكتابة أو الاتصال بالواسطة ولا ينبغي للإنسان أن يحتقر نفسه في بيان الحق والنصح للخلق فإن لصاحب الحق مقالاً مؤثراً ولو على المدى البعيد ألا ترون إلى موسى عليه الصلاة والسلام حين أجتمع الناس له فرعون بكيده وجنوده وسحرته فقال لهم موسى ) وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى)(طـه: من الآية61) فماذا كان من هذه الكلمة أمام هذه الجنود الذين اعتزوا بأنفسهم استمعوا للنتيجة قال الله تعالى )فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) (طـه:62) وإذا حصل التنازع بين القوم حلّ الفشل فيهم وذهبت ريحهم كما قال الله تعالى )وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)(لأنفال: من الآية46) فأتق الله أيها المسلم اتق الله في نفسك اتق الله في ولاة أمورك اتق الله في جميع إخوانك لا تنصر المعائد وتكون أخرس عن الصواب وعن المصالح فإن ذلك ليس من العدل بل هو جورٌ عظيم ومتى رأيت من أخيك عيبا والإنسان محل الخطأ والنسيان فذكره وأنصحه فيما بينك وبينه بالتي هي أحسن فربما يكون الصواب معه وأنت المخطأ فيما ظننت ، أما المثل الثاني فهو حال الناس بالنسبة لمن تحت أيديهم حيث إن بعض المدراء والرؤساء والآباء والأخوة الكبار يحتقرون من تحتهم احتقاراً بالغا بحيث لا يقبلون منه أن يتكلم ولو بالحق وتجدهم ينظرون إليه نظر ازدراء وإهانة وهذا من الكبر الذي يخشى أن يطبع الله على قلب صاحبه قال الله تعالى ) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)(غافر: من الآية35) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر) فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله جميلٌ يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس) رواه مسلم وغمط الناس: هو احتقارهم وازدراءهم فأتق الله أيها الرجل لا تردن الحق لازدراء من قال به فتحرم دخول الجنة وأستمع إلى الحق من كل أحد وإن كنت فوقه مرتبةً وسنا فإن تواضعك لذلك لا يزيدك إلا رفعة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه) وتأمل قول الله عز وجل في وصف عباد الرحمن )وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً) (الفرقان:73) وأتصف بأوصافهم تنل ثوابهم )أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً) (الفرقان:75) )خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) (الفرقان:76) لا تظن أنك حينما كنت مديراً لهذا الرجل أنك فضلت عليه في كل شيء في العقل والتفكير وإصابة الحق والحكمة؟ لا قد يكون هو أقرب منك إلى الصواب والحكمة وقد يكون الصواب حليفه وحليفك الفشل فأتق الله يا أخي المسلم لا تزدري من هو تحتك وأجعل الحق هو نصب عينيك ولا ترده لازدراء من تراه حقيراً عندك اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من عبادك الصالحين وأوليائك المتقين وحزبك المفلحين يا رب العالمين اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أيده الله ببرهانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأعوانه وسلم تسليماً كثيراً..

أما بعد

أيها الأخوة فإنكم سمعتم ما ذكرناه في الخطبة الأولى من أنه يجب على الإنسان أن يكون عدلاً فيما يحكم به من قولٍ أو عمل وأن لا ينظر إلى مساوئ عباد الله معرضاً عن محاسنهم وأن يكون حكيماً فيما يقوله وما يفعله وما يدعو به وما يوجه به فإن الحكمة هي الخير كما قال الله تعالى ) وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيرا)(البقرة: من الآية269) ففي الحكمة خيرٌ كثيرٌ لمن وفق لها وإن التسرع في الأمور والثناء على الإنسان بالقدح قبل أن يعرف الرجل ما سبب هذا الأمر إنه لخطأٌ كبيرٌ عظيم صلى معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه بأصحابه ذات ليلة فقرأ بهم بل شرع في قراءةٍ طويلة فانفتل رجل من القوم وصلى وحده فرماه بعض الناس بالنفاق ثم إن الأمر بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه أفتّان أنت يا معاذ. لأن معاذ رضي الله عنه قرأ قراءةً طويلة أكثر مما يشرع في تلك الصلاة اجتهاداً منه ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أفتّان أنت يا معاذ. أما الرجل الذي انصرف فرماه بعض الناس بالنفاق فإن النبي صلى الله عليه وسلم عذره وهكذا يفعل بعض الناس ما هو خطاءً في نظر الناظر لأول الأمر ولكن قد يكون لهذا الفاعل عذرٌ يعذر به ويصوغ له ما فعل ولقد حدثني رجلٌ عن آخر أنه انفتل من الصلاة بعد أن دخل فيها أو قال بعد إقامة الصلاة فأنتقده من انتقده من أهل المسجد ولما تبين الأمر وجدنا أن هذا الذي انفتل قال إني رأيت الإمام قد قصّ لحيته ومعلوم أن قصّ اللحية معصيةٌ للرسول صلى الله عليه وسلم ومعصية الرسول معصيةٌ لله عز وجل وعلى هذا فيكون هذا الإمام عاصياً مصراً على هذه المعصية والمعصية  الصغيرة إذا أصرّ عليها الإنسان صارت كبيرة وإذا فعل الإنسان كبيرة صار فاسقاً على المشهور من مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وإذا كان فاسقاً فإنه لا تصح الصلاة خلفه على المشهور من المذهب أيضاً فتبين أن هذا المنصرف كان له عذرٌ أخذ به بإجتهادٍ منه ولكن الصواب أن قص اللحية محرم وأن حلقها أشد تحريماً وأن الإنسان إذا أصر على ذلك فهو مصرٌ على معصية ولكن الصلاة خلفه صحيحة بل الصلاة خلف كل إنسان فعل المعصية صحيحةٌ لأنه مسلم ولأنه أخٌ لنا في دين الله ولكن كلما كان الإمام أتقى لله فهو أفضل كما أن بعض الأئمة والشيء بالشيء يذكر بعض الأئمة يكون مرخياً لثوبه حتى ينزل أسفل من كعبيه وهذا محرمٌ عليه بل قد قال بعض العلماء إن صلاة المسبل لا تصح وبناءاً على هذا القول فإن الصلاة خلف إمامٍ مسبل لا تصح لأن صلاته غير صحيحة فكيف تأتم بإنسان صلاته غير صحيحة وبعض العلماء يرى أن صلاة المسبل صحيحة لكنه آثم باسباله وعلى كل حال فإني أحذر أخواني المسلمين من الأئمة وغيرهم أن يكونوا مسبلين لثيابهم أو لسراويلهم أو لمشالحههم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما أسفل من الكعبين ففي النار) ولا فرق في ذلك بين أن يفعله الإنسان إتباعاً لعادةٍ إعتادها الناس أو أن يفعله للكبر والخيلاء لأن الكبر والخيلاء ليست هذه عقوبته بل عقوبته أشد وأعظم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلمٌ عن أبي ذرٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم ) قالها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة مرات فقال أبو ذر خابوا وخسروا من هم يا رسول الله قال ( المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثٍ عن أبن عمر رضي الله عنهما (أن من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) أيها الأخوة المسلمون إنني أريد منكم أن تكونوا دعاةً إلى الحق ناصحين للخلق مخلصين لله تعالى في دعوتكم وأن لا تتسرعوا في الحكم على الأمور حتى تعرفوها من جميع جوانبها وإذا رأيتم من إخوانكم خطأً فاتصلوا بهم اتصالاً مباشراً وانصحوهم حتى يتبين الأمر ومن نصح فإنه يجب عليه أن يتبع الحق وإن خالف هواه ليكون عباداً لله تعالى لا عابداً لهواه وأعلموا أيها الأخوة أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالةٍ في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذّ شذّ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائلٍ عليما )إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته وإتباعه ظاهراً وباطناً اللهم توفنا عل ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين يا رب العالمين اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون وأذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.