خطبة المواعظ الكونية (كارثة السودان) الشيخ محمد بن صالح العثيمين

المواعظ الكونية (كارثة السودان)
السبت 1 جانفي 2000    الموافق لـ : 24 رمضان 1420
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

 

المواعظ الكونية (كارثة السودان)

الحمد لله الذي يقضي بالحق ويحكم بالعدل وهو العزيز الحكيم وأشهد أن لا  إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً أرجو بها الفوز بدار النعيم المقيم وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أعظم الناس مراقبةً لله وأشدهم خوفاً من عذابه الأليم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على هديهم القويم وسلم تسليماً كثيراً..

أما بعد

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى عباد الله لقد خلقتم من العدم بعد أن لم تكونوا شيئاً مذكوراً خلقكم الله تعالى وأمدكم بنعمه وأعدكم لقبول شرعه وشكره فاشكروا الله تعالى على نعمه واخشوا عقابه وعظموا ربكم وراقبوه وأعلموا أن الله تعالى جعل لكم موعظتين واعظتين إحداهما الموعظة الشرعية التي تضمنها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى )يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس:57) وقال تعالى )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء:58) وأمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول لأمته إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنّه إن هو نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، وقال ابن مسعودٍ رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخوّلنا بالموعظة وقال العرباد بن سارية رضي الله عنه وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فالمواعظ الشرعية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يشتمل عليه الكتاب والسنة من الأوامر والنواهي المشتملة على الحكم البالغة التي إذا تأملها البصير العاقل انقاد إليها انقياداً المذعن المطمئن لما فيها من الحق والعدل وما تتضمنه من المصالح والعواقب الحميدة وكذلك ما يشتمل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الترغيب والترهيب كل ذلك مواعظ ولكنه لا ينتفع به إلا المتقون الذين يتقون عقاب الله الذين يقومون بأمر الله ويتجنبون ما نهى الله عنه وكل ما كان الإنسان أتقى لله عز وجل كان انتفاعه بما يشتمل عليه الكتاب والسنة من المواعظ أقوى وأشد وأعظم فبالتقوى تكون الموعظة وبازديادها تزداد الموعظة أما الموعظة الثانية فهي المواعظ الكونية التي يعاقب الله تعالى بها من حاد عن سبيله ونكب عن صراطه والتي قال الله فيها )أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد:10) فالكافرون في أول الدنيا إذا عوقبوا بذنوبهم فإن ذلك لا يمنع عقوبة الكافرين في آخر الدنيا ) دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ )(محمد: من الآية10) أي على السابقين ) وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا)(محمد: من الآية10) من اللاحقين وقال الله تعالى )قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (الأنعام:11)  وإنني أسألكم ماذا كان عاقبة المكذبين كانت عاقبة المكذبين الهلاك والدمار ولقد ضرب الله تعالى لهذا النوع أمثالاً متعددة فمن ذلك ما جرى لليهود الذين اعتدوا في السلف حيث تحيلوا على ما حرم الله عليهم فقد حرم الله عليهم العمل يوم السبت ومن ذلك صيد الحوت فابتلاهم الله تعالى بكون الحوت تأتي يوم السبت بكثرة ولا تأتي في  غير يوم السبت فتحيلوا على ذلك فكانوا يضعون الشباك ويضعون البحيرات للحوت قبل يوم السبت فإذا أتى يوم السبت وقع فيها فسدوا الماء عن البحيرات ووقع الحيتان في الشبك فأخذوه منها بعد ذلك أيها المسلمون أتدرون بماذا عاقب الله هؤلاء استمعوا قال الله تعالى )وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (البقرة:65) يروى عن قتادة رحمه الله صار القوم قردةً تعاووا لها أذنابٌ بعد ما كانوا رجالاً ونساءً ثم ماذا قال الله عن هذه الواقعة قال الله تعالى )فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:66) قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما موعظة للمتقين الذين من بعدهم إلى يوم القيامة فهؤلاء اليهود لما فرض عليهم تعظيم يوم السبت وأن لا يصطادوا فيه ابتلاهم الله تعالى بهذا الابتلاء فما كان منهم إلا أن تحيلوا على محارم الله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل) وإن بعض هذه الأمة يتحيلون على محارم الله إما على دولتهم وإما على إخوانهم من المواطنين يتحيلون على المحارم بأنواع الحيل فتصبح قلوبهم قلوب القردة في أجواف الأناسي فاتقوا الله عباد الله واحذروا  الحيل على محارم الله فإن من تحيّل على محارم الله كان شبيهاً باليهود والعياذ بالله ومن ذلك ما جرى لآل فرعون الذين كذبوا موسى رسول الله صلى الله وهددوه بالسجن والقتل قال له فرعون لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين وقال ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد  فبماذا عوقب هؤلاء؟ عوقبوا بالقحط ونقصٍ من الثمرات تارة وعوقبوا بالفيضانات تغرق زروعهم وتهدم أبنيتهم وبالجراد يأكل ما ظهر من الزروع والثمار وبالقمّل يفسد ما أدخر منها وبالضفادع تفسد المياه وبالدم ينزف من أبدانهم فيقضي عليها فعوقب آل فرعون الذين عتوا عن أمر الله وكذبوا رسله عوقبوا في المساكن والمطاعم والمشارب ومادة الحياة وهو الدم ينزف من أبدانهم قال الله تعالى )وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (لأعراف:130) وقال تعالى )فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ)(لأعراف: من الآية133) وهو الفيضانات المائية قال الله تعالى )فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ) (لأعراف:133) )وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائيلَ) (لأعراف:134) )فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ) (لأعراف:135) )فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) (لأعراف:136) أيها المسلمون إن في مثل هذه العقوبات الثابتة بأصدق الأخبار وهو خبر الله عز وجل لأكبر موعظة لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد وإن فيما يجر من أمثالها في عصرنا المنظور لموعظةً يعظ الله بها عباده المتقين ذوي البصائر والألباب فالفيضانات التي حصلت في أفريقيا وفي آسيا وفي غيرهما مما لا نعلمه كلها من جنس العقوبات التي عوقب بها آل فرعون )وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )(لأعراف: من الآية96) والحروب الطاحنة وتفرق الكلمة واختلاف القلوب بين الأمة كلها من العقوبات التي خوّف الله منها في قوله )قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) (الأنعام:65) هكذا يقول الله عز وجل ) لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ)(الأنعام: من الآية65) لعلنا نفقه هذه الأمور القدرية وما تشتمل عليه من الحكم والإسرار فإن من كانت مثل هذه الأمور القدرية والكوارث العظيمة من كانت له موعظة فتاب إلى الله عز وجل وأناب إلى الله ورجع إلى دينه وجعله الحكم بين عباده فإنه يوشك أن يبدل الله هذه البأساء بل هذا البؤس أن يبدله الله تعالى رغداً وعيشاً طيباً أما إذا لم يتعظ الناس بذلك فإنه يوشك أن تسري هذه العقوبة إلى بلاد أخرى نجت منها ولكنها في خطر إذا لم تتعظ بما أصاب غيرها أسال الله تعالى أن يرزقنا الفقه في أحكامه وما تتضمنه من العبر والأسرار أيها المسلمون إننا والله لنشكوا إلى ربنا عز وجل لنشكوا قسوة القلوب وغفلتها فها هي الكوارث وهذه الحروب تمر ونسمع عنها من  حولنا ولا تحدث فينا ليناً في القلب ولا توبةً إلى الرب تمر على القلوب وكأنها ظواهر طبيعية أو خلافاتٌ سياسيةٌ أو حدودية كأنها لم تكن بقضاء الله وقدره ولا بإرادته وحكمته نحن غافلون عن الحكمة في تقديرها غافلون عن كونها بقضاء الله وقدره وما ذاك إلا لقسوة قلوبنا وغفلتها وانشغالها بالدنيا وإعراضها عن الآخرة فنسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يلين قلوبنا إلى ذكره اللهم ألن قلوبنا إلى ذكرك ونسأله تعالى أن يرزقنا الاتعاظ بما جاء في شرعه وقدره وأن يهدينا صراطه المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يجنبنا صراط المغضوب عليهم والضالين وأن يجعلنا أمةً متعظة وأن يجعلنا أمة متعاونةً على الخير وأن يجعلنا أمةً تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وأن يجعلنا أمة صادقةً مع الله عز وجل في الإخلاص له وصادقةً في إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يقينا شر أنفسنا إنه جوادٌ كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وله كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحبٍ ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسانٍ ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليماً كثيراً..

أما بعد

أيها المسلمون فإنه قد بلغكم ما أصاب إخوانكم في السودان وما أصاب إخوانكم في بنجلاديش من الفيضانات التي دمرت عليهم كثيراً من الزروع والمساكن وأصبح كثير منهم بلا مأوى ومثل هؤلاء ينبغي للإنسان أن يجود بما ييسر الله له مما يكون عوناً لهم على هذه المصيبة وأن يسأل الله لهم أن يوقظ قلوبهم حتى يعتبروا بهذه المصيبة ويرجعوا إلى دين الله عز وجل ويجعلوا شريعة الله تعالى هي العليا ويحكموا بها ولو كره النصارى واليهود وغيرهم من المشركين والكفار إننا نسأل الله لإخواننا الذين أصيبوا بهذه النكبة أن يجعل هذه النكبة عبرةً لهم يتعظون بها ويرجعون بها إلى الله ويحكمون شريعة الله ولو كره المشركون إننا نسأل الله تعالى أن يوقظ قلوبهم لما فيه صلاح دينهم ودنياهم للرجوع إلى الإسلام الحقيقي  المبني على إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير ابتداعٍ ولا طرقٍ مخالفةٍ لطريق الرسول الله صلى الله عليه وسلم نسأل الله تعالى أن يهديهم وأن يهدي جميع الشعوب الإسلامية لما فيه صلاح دينها ودنياها وأن يعز جميع المسلمين بطاعته وأن يقوّيهم على جهاد أنفسهم وجهاد أعدائهم اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم اللهم وفقنا لما تحب وترضى يا رب العالمين عباد الله اتقوا الله عز وجل واحذروا أن يصيبكم ما أصاب غيركم إن أنتم انصرفتم عن طاعة الله ولتكن عبادة الله عز وجل هي أكبر همكم ولتكن الدنيا أمامكم تبعاً للدين وليس الدين تبعاً لها فإن هذا طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يستعينون برزق الله من الدنيا على طاعة الله التي تنفعهم في الآخرة يستخدمون الدنيا لمصالح الدين لا يستخدمون الدين لمصالح الدنيا وهذه هي الطريقة التي بها سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة اتعظوا أيها المسلمون بما جرى وبما يجري من هذه المصائب والكوارث العامة فإن فيها الذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وأعلموا أن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائلٍ عليما )إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم الله لكم بها أجراً فإن من صلى عليه مرةً واحدة صلى الله عليه بها عشرة اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته وإتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك الذي يقاتلون لتكون كلمتك هي العليا يا رب العالمين اللهم كن معهم ولا تكن عليهم اللهم أنصرهم ولا تخذلهم اللهم ألقي في قلوبهم أعدائهم الرعب يا رب العالمين اللهم من أراد المسلمين بسوءٍ فأجعل كيده في نحره وشتت شمله وفرق جمعه وأهزم جنده وأجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون إن الله يعلم ما تفعلون إن الله يعلم ما تفعلون فاحذورا الله عز وجل أن يعلم ما في قلوبكم خلاف ما تقولونه بألسنتكم أو تفعلونه بجوارحكم واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون..