خطبة بيان ابتداء وانتهاء شهر رمضان شهرياً ويومياً وبيان مفطرات الصوم - التحذير من التهاون في العبادات الشيخ محمد بن صالح العثيمين

بيان ابتداء وانتهاء شهر رمضان شهرياً ويومياً وبيان مفطرات الصوم - التحذير من التهاون في العبادات
السبت 1 جانفي 2000    الموافق لـ : 24 رمضان 1420
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

الخطبة الأولى:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي بين لعباده الحرام والحلال، وحد لهم حدودا بينة المعالم لا غموض  فيها ولا إشكال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الكبير المتعال، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أهدى الخلق وأتقاهم لله في المقال والفعال، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تعاقب الأيام والليال، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واشكروه على ما أبان لكم من معالم الدين، والتزموا طاعته وتقواه، سيرة النبيين والمرسلين، فإن الله - تعالى - فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا  تعتدوها، وبين لكم الطريق الموصلة إليه فلا تزيغوا عنها.

أيها الناس، إن مما حده الله وأوضحه وأبانه لعباده وأظهره ذلك الصوم الذي هو أحد أركان الإسلام، فقد بين الله ابتداءه وانتهاءه شهرياً، وابتداءه وانتهاءه يومياً، بين ذلك في كتابه وفي سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال الله - تعالى - في الشهر: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الشهر: "إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين"(1)، وقال الله - تعالى - في اليوم: ﴿فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187]، الخيط الأبيض: بياض النهار، والخيط الأسود: سواد الليل، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليوم قال لأصحابه - وقوله لأصحابه قوله للأمة إلى يوم القيامة - قال صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر"(2)، وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا اقبل الليل من ها هنا وأشار إلى المشرق وأدبر النهار من ها هنا وأشار إلى المغرب فقد أفطر الصائم"(3)، فمتى شاهد الإنسان الفجر المعترض في الأفق أو سمع المؤذن الثقة الذي لا يؤذن حتى يطلع الفجر وجب الإمساك، ومتى شاهد قرص الشمس غائبا في الأفق ولو كان شعاعها باقياً في السماء أو سمع المؤذن الثقة الذي لا يؤذن حتى تغرب الشمس حل له الفطر.

أيها المسلمون، إن الصوم هو الإمساك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس امتثالاً لأمر الله وتقرباً إليه، يمسك الإنسان عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والمفطرات سبعة أنواع:

الأول: "الجماع وهو أعظم المفطرات وأشدها، وفيه الكفارة المغلظة إذا حصل في نهار رمضان ممن يجب عليه الصوم، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين لا يفطر فيهما يوما واحدا إلا من عذر، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، والمرأة مثله إن طاوعته"(4).

الثاني من المفطرات: "إنزال المني باختياره بتقبيل أو لمس أو ضم أو استمناء أو غير ذلك"(5) فأما إنزال المني بالاحتلام فلا يفطر؛ لأن الاحتلام من نائم والنائم لا اختيار له.

الثالث: "الأكل والشرب"(6) وهو إيصال الطعام أو الشراب إلى جوفه سواء كان الطعام أو الشراب حلالاً أم حراماً، وسواء كان نافعاً أم غير نافع، وسواء كان عن طريق الفم أم عن طريق الأنف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بالغ بالاستنشاق يعني في الوضوء إلا أن تكون صائما"(7)، فدل هذا على أن الداخل من الأنف كالداخل من الفم فأما شم الروائح فلا يفطر؛ لأنه ليس للرائحة جرم يصل إلى الجوف ولهذا لا يشم الإنسان دخان البخور؛ لأن الدخان له أجزاء تصل إلى الجوف إذا استنشقها.

الرابع: ما كان بمعنى الأكل والشرب مثل الإبر المغذية التي يستغني بها عن الطعام والشراب؛ لأن هذه الإبر بمعنى الطعام والشراب، فأما غير المغذية فلا تفطر سواء أخذها للتداوي، أم لتنشيط الجسم أم لغير ذلك، وسواء أخذها مع العرق أم مع العضلات؛ لأن هذه ليست بمعنى الأكل والشرب، والأصل بقاء الصيام وصحة الصيام حتى يثبت ما يفسده بنص، أو إجماع، أو قياس صحيح.

الخامس: إخراج الدم بالحجامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفطر الحاجم والمحجوم"(8) فأما أخذ الدم من البدن للتحليل فلا يفطر؛ لأنه يسير لا يؤثر على البدن كما تؤثر الحجامة، ولا يفطر خروج الدم بالرعاف ولو كثر؛ لأنه بغير اختياره ومثل ذلك لو خرج الدم من جرح سكين أو زجاجة أو حادث ولو كثر لأنه بغير اختياره، ولا يفطر خروج الدم من قلع السن أو الضرس لكن لا يبلع الدم؛ لأن بلع الدم حرام على الصائم وغيره لقوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ﴾ [المائدة: 3] فإن قلع ضرسه أو سنه أو خلل أسنانه فخرج دم ووصل شيء إلى جوفه بغير اختياره فلا حرج، ولا يفطر الصائم بشق الجرح لإخراج المادة منه ولو خرج معها دم؛ لأنه يسير، فأما سحب الدم من شخص ليحقن في شخص آخر فإنه يفطر؛ لأنه كثير يؤثر على البدن كما تؤثر الحجامة؛ وعلى هذا فلا يحل لمن صومه واجب أن يمكن من سحب الدم منه إلا أن يكون لشخص مضطر لا يمكن صبره إلى الغروب، ففي هذه الحال يجوز أن يمكن من سحب الدم منه لإنقاذ هذا المضطر، وإذا سحب منه الدم  في هذه الحال فإنه يفطر وله أن يأكل ويشرب بقية يومه ويقضي يوما مكانه.

السادس: القيء: وهو إخراج ما في معدته من طعام أو شراب، فإن خرج بنفسه بدون تعمد فلا حرج لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقضه"(9).

وهذه المفطرات الستة لا تفطر الصائم إلا إذا فعلها عالماً ذاكراً قاصداً، فإن فعلها جاهلاً لم يفطر سواء كان جاهلاً بالحكم أم جاهلاً بالوقت، فمن فعل شيئاً من المفطرات يظن أنه لا يفطر فصومه صحيح ولا شيء عليه، لو احتجم يظن أن الحجامة لا تفطر فصومه صحيح وليس عليه قضاء، ومن أكل يظن أن الفجر لم يطلع و تبين أنه طالع فلا قضاء عليه، ومن أكل يظن أن الشمس قد غربت وتبين أنها لم تغرب فصومه صحيح ولا قضاء عليه؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ [الأحزاب: 5]، وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبى بكر - رضي الله عنهما - قالت: "أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس"(10) ولم يذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم بالقضاء، ولو كان القضاء واجبا لأمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم، ولو أمرهم بذلك لنقل إلى الأمة؛ لأنه من الشرع الذي تكفل الله ببيانه وأوجب على رسوله صلى الله عليه وسلم بلاغه، لكن متى علم أنه في نهار وجب عليه أن يمسك حتى إذا كانت اللقمة في فمه فإنه يجب عليه أن يلفظها، فإن استمر بعد علمه بطل صومه، ومن أتى شيئاً من المفطرات ناسيا فصومه تام ولا قضاء عليه؛ لقول الله تعالى: ﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286] ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه"(11)، ولكن متى ذكر أو ذكره أحد وجب عليه أن يمسك حتى لو كانت اللقمة في فمه فإنه يجب عليه أن يلفظها، فإن بلعها بعد أن ذكر بطل صومه، ومن رأى منكم صائما يأكل أو يشرب ناسياً فليذكره فإن هذا من التعاون على البر والتقوى، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي بالناس لما نسي قال صلى الله عليه وسلم: "إذا نسيت فذكروني"(12)، ومن حصل عليه شيء من المفطرات بغير قصد  فصومه صحيح ولا قضاء عليه، فلو طار إلى جوفه الغبار أو تسرب إليه ماء من المضمضة أو الاستنشاق أو اجتذب الماء أو البنزين باللي فوصل إلى جوفه شيء منه بغير اختياره فصومه صحيح ولا قضاء عليه.

النوع السابع من المفطرات: "خروج دم الحيض والنفاس؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم" أخرجه البخاري في صحيحه"(13)، فمتى خرج من المرأة الحيض أو النفاس قبل الغروب ولو بلحظة بطل صومها، فإن غابت الشمس وخرج بعد الغروب ولو بلحظة فصومها صحيح ولا قضاء عليها، ونبهوا - أيها الإخوة - نبهوا النساء على هذه المسألة؛ لأن بعض النساء تظن أن المرأة إذا حاضت بعد غروب الشمس وقبل أن تصلي المغرب فإن صومها يفسد وعليها القضاء ولكن هذا ليس بصحيح. "ويجوز للصائم أن يكتحل بأي كحل شاء، وأن يقطر دواء في عينه أو أذنه ولا يفطر بذلك ولو وجد طعمه في حلقه، ويجوز للصائم أن يداوي جروحه وأن يتطيب بالبخور وغيره، لكن لا يستنشق دخان البخور كما سبق؛ لأن له أجزاء تصل إلى الجوف"(ث1)، "ويجوز للصائم أن يفعل ما يخفف عنه مشقة الصوم مثل: التبرد بالماء في أيام الحر وبل الثوب ونحوه، وقد روى مالك عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصب الماء على رأسه من العطش أو من الحر"(14) يعني: وهو صائم، "وبل عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - ثوبه وألقاه على بدنه، ويجوز للصائم أن يستاك في أول النهار وفي آخره، بل السواك سنة في حقه وفي حق المفطر"(15) "متأكد عند الوضوء والصلاة والقيام من النوم"(16) "ودخول البيت أول ما يدخل"(17)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاه للرب"(18).

فاحفظوا - أيها المسلمون - صيامكم وحافظوا عليه، والتزموا فيه حدود الله بدون مغالاة ولا تفريط، فدين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه "فتسحروا فإن في السحور بركة"(19)، "وأخروا السحور فإن تأخيره أفضل"(20) وأفطروا إذا غربت الشمس، وبادروا بالفطر، "فلا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"(21)، "وأفطروا على رطب فإن لم يكن فتمر فإن لم يكن فماء فإنه طهور"(22)، فإن لم يكن فعلى أي طعام أو شراب حلال، فإن غربت الشمس وأنت في مكان ليس فيه ما تفطر به فانوِ الفطر بقلبك ولا تمص إصبعك - كما يقوله العوام - ولا تعلك ثوبك كما يظنه بعض الناس، وحافظوا على طاعة ربكم، وأكثروا منها في صومكم، واجتنبوا ما حرم الله عليكم من اللغو والرفث، "وقول الزور والعمل به"(23)، "وإن سابك أحد أو شاتمك فقل: إني صائم واتركه"(24)، "أقيموا الصلاة جماعة في المساجد ولا تهاونوا بها فتضيعوها"(25)، واعلموا أن كل واجب ضيعتموه أو محرم فعلتموه فإنه نقص في إيمانكم وصيامكم، ابتعدوا عن استماع المعازف؛ آلات اللهو من الراديو أو غيره، "فإن الصوم جنة يتقي بها الصائم من الآثام وينجو بها من النار"(26)، قال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183] اللهم احفظ علينا ديننا، اللهم احفظ علينا ديننا، اللهم احفظ علينا ديننا، ورغبنا فيه، وثبتنا عليه، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 الخطبة الثانية:

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله - تعالى - بالهدى ودين الحق، ونصره على أعدائه، وهزمهم شر هزيمة، فالحمد لله رب العالمين، وصلوات الله وسلامه على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 أما بعد:

أيها الناس، فكم من إنسان يتمني أن يبلغ شهر رمضان ولم يبلغه! كم من إنسان كان مؤملاً أن يصوم رمضان فلم يصمه! كم من إنسان في قبره مرتهناً بعمله لا يستطيع أن يزيد حسنة واحدة في حسناته ولا أن ينقص سيئة واحدة من سيئاته! وأنتم قد من الله عليكم بإدراك هذا الشهر الفاضل، فاغتنموه بالأعمال الصالحة المقربة إلى الله، اغتنموه بحسن النية والإخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم.

أيها المسلمون، إن كثيراً من الناس يفرطون في هذا الشهر، يقضون لياليه بالسهر في أمور فارغة ليس لهم فيها فائدة، بل ربما يكون عليهم فيها مضرة، يتسكعون في الأسواق ينتظرون وقت السحور حتى إذا جاء وقت السحور جاؤوا فأكلوا، وربما ناموا عن صلاة الفجر، أما في النهار فأكثر نهارهم نوم لا يستفيدون منه وهذا - والله - هو الحرمان، إن هذا الزمن بل إن هذا الموسم العظيم لغنيمة يغتنمها الإنسان؛ ليتقرب إلى الله عز وجل، وإن الموفق يمكنه أن يجعل من العادات عبادات، وإن الغافل يجعل العبادات عادات، الموفق يمكنه أن يجعل من العادات عبادات، وإنني أضرب لكم مثلاً تسيرون على منواله: فهذا السحور الذي يأكله الإنسان في آخر الليل أكثر الناس يأكلونه تشهياً ولا يدركون ما فيه من الأجر، ولكنهم لو تأملوا لوجدوا فيه خيراً كثيراً، ففي هذا السحور من الخيرات:

أولاً: أنه امتثال لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "تسحروا فإن في السحور بركة"(27).

ثانياً: أنه اتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن من هديه صلى الله عليه وسلم "أنه كان يتسحر ويؤخر السحور"(28)، وقد قال الله عز وجل: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ [الأحزاب: 21].

ثالثاً: "أنه فصل ما بين صيام المسلمين وصيام أهل الكتاب من اليهود والنصارى"(29)؛ لأن اليهود والنصارى يتسحرون في منتصف الليل؛ لأن نهارهم يدخل في منتصف الليل، أما المسلمون فإنهم يتسحرون في آخر الليل؛ لأن صيامهم يبتدئ من دخول النهار، فهو أوفق لرضى الله عز وجل، وأشد مطابقة للواقع؛ لأن الصوم إنما يكون في النهار فقط ولا يكون النهار إلا بعد طلوع الفجر، ومن المعلوم أن الفصل بيننا وبين الكفار أمر مطلوب، ينبغي للمسلمين أن يتميزوا عن الكفار ولاسيما في العبادات ومقاصدها؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم"(30).

رابعاً: أن في هذا السحور تمتع بنعم الله عز وجل، والتمتع بنعم الله - عز وجل - محبوب إلى الله: فإن الله تعالى "يحب من عباده أن يرى أثر نعمته عليهم"(31)، وأثر نعمة الله علينا بهذا الأكل أن نتمتع به.

خامساً: أن فيه استعانة على الصيام الذي هو أحد أركان الإسلام، وما كان معيناً على الطاعة فهو طاعة.

فهذه خمسة أمور في السحور أكثر الناس يغفل عنها، ولا يرفع بها رأساً، ولا يشعر بها، وإنما يأكل السحور تشهياً فقط؛ ولذلك أرجو منكم وأوصيكم ونفسي بأن نكون على يقظة وذكر، وأن نستمتع بما أنعم الله به علينا، وأن نقصد هذه الخيرات الكثيرة فيما فيه الخيرات.

أيها المسلمون، إن الإنسان "إذا توضأ في بيته ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخطُ خطوة إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة"(32)، فما أكثر الخطوات، وما أكثر رفع الدرجات، وما أكثر حط الخطايا، ولكن ينبغي لنا أن نستحضر ذلك عند خروجنا من بيوتنا إلى المساجد؛ حتى نحتسب الأجر على الله عز وجل.

إن الخيرات كثيرة في هذا الشهر وفي غيره، فاغتنموها بارك الله فيكم، لا تضيعوا أوقاتكم وأعماركم سبهللاً، فإن النيات توصل الإنسان إلى أعلى الدرجات، اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، اللهم وفقنا لما تحب وترضى يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم، اللهم هيئ لولاة أمورهم بطانة صالحة تدلهم على الخير وترغبهم فيه يا رب بالعالمين، ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10]، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 147]، اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.

أيها المسلمون، ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا﴾ [نوح: 10-11]، واعلموا أن ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، وأن دواء المعاصي التوبة إلى الله عز وجل والرجوع إليه، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً، هنيئاً، مريئاً، غدقاً، مجللاً، عاماً، نافعاً غير ضار، اللهم اسقنا غيثاً تحيي به البلاد، وترحم به العباد، وتجعله بلاغاً للحاضر والباد، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا يا ذا الجلال والإكرام، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 

---------------------------------

 

(1) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا" وقال صلة عن عمار من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم (1774) وفي رواية له (1776) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والنظر لرؤية الهلال وأنه إذا غم في أوله أو آخره أكملت عدة الشهر ثلاثين يوماً (1799) وفي رواية له (1808) ت ط ع، وأخرجه الدارمي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الصوم، باب الصوم لرؤية الهلال (1624) واللفظ له ت ط ع.

(2) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها، في كتاب الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال" (1785)،و وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الصيام، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر وأن له الأكل وغيره حتى يطلع الفجر وبيان صفة الفجر الذي يتعلق به الأحكام من الدخول في الصوم وحول وقت صلاة الصبح وغير ذلك (1829،1828،1827).

(3) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصيام، باب بيان انقضاء وقت الصوم وخروج النهار (1824)، وفي رواية له في نفس الباب (1843) ت ط ع.

(4) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيء فيتصدق عليه فليكفر (1800)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصيام، باب تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم الباب (1870) ت ط ع.

(5) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب فضل الصوم (1761) ت ط ع، وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في باقي مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (8749)، وأخرجه الدارمي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب فضل الصيام (1705) ت ط ع.

(6) سبق تخريجه في الحديث السابق على اثنين من مفطرات الصيام فانظر إليه حفظك الله تعالى.

(7) أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث لقيط بن صبرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب ما جاء في كراهة مبالغة الاستنشاق للصائم (718) ت ط ع.

(8) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في مسند المكيين، من حديث شداد بن أوس رض  ي الله تعالى عنه، في مسنده في باقي مسند الأنصار (21412) ت ط ع، وأخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث رافع بن خديج رضي الله تعالى عنه، في الحديث الطويل في كتاب الصوم، باب ما جاء في كراهية الحجامة للصائم (705) ت ط ع، وأخرجه أبو داود رحمه الله تعالى في سننه، من حديث ثوبان رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصيام، باب الصائم يحجم (2020) ت ط ع، وفي رواية له من حديث شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه (2021)، وأخرجه ابن ماجه رحمه الله تعالى في سننه، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصيام، باب ما جاء في الحجامة للصائم (1669)، وفي رواية له من حديث ثوبان رضي الله تعالى عنه (1670)، وفي رواية له من حديث شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه (1671)، وأخرجه الدارمي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب الحجامة تفطر الصائم (1667)، وأخرجه أصحاب السنن في سننهم رحمهم الله جميعاً.

(9) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (10058)، وأخرجه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب ما جاء فيمن استقاء عمداً (653) ت ط ع، وأخرجه أبو داود رحمه الله تعالى في سننه، في كتاب الصوم، باب الصائم يستقيء عمداً (2032)، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ت ط ع، وأخرجه الدارمي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب الرخصة فيه (1666) ت ط ع، وأخرجه ابن ماجه رحمه الله تعالى في سننه، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب ما جاء في الصائم يقيء (1666) ت ط ع، وأخرجه الإمام مالك رحمه الله تعالى في الموطأ، من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الصيام، باب ما جاء في قضاء رمضان والكفارات (595) ت ط ع.

(10) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الصوم، باب إذا أفطر في رمضان ثم طلعت الشمس (1823) ت ط ع، وأخرجه أصحاب السنن وأحمد.

(11) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسياً (1797)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الصيام، باب أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر (1952) ت ط ع.

(12) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الصلاة، باب التوجه نحو القبلة حيث كان وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «استقبل القبلة وكبر» (386)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما، في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب السهو في الصلاة والسجود له (889) ت ط ع.

(13) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، في كتاب الحيض، باب ترك الحائض الصوم (293)، وأخرجه في كتاب الصوم، باب الحائض تترك الصيام والصلاة (1815) ت ط ع.

(ث1) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأ فليستنشق بمنخره الماء" ولم يميز بين الصائم وغيره وقال الحسن: لا بأس بالسعوط للصائم إن لم يصل إلى حلقه ويكتحل، وقال عطاء: إن تمضمض ثم أفرغ ما في فيه من الماء لا يضره إن لم يزدرد ريقه وماذا بقي في فيه ولا يمضغ العلك فإن ازدرد ريق العلك لا أقول إنه يفطر لكن ينهى عنه، فإن استنثر فدخل الماء حلقه لا بأس لم يملك.

(14) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، من حديث بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (22107، 16007) ت ط ع، أخرجه أبو داود في سننه رحمه الله تعالى، من حديث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، في كتاب الصوم، باب الصائم يصب عليه من العطش ويبالغ في الاستنشاق (2018)، أخرجه الإمام مالك رحمه الله تعالى في الموطأ، من حديث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، في كتاب الصيام، باب ما جاء في الصيام في السفر (577) ت ط ع، وأخرجه الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في مسنده "ترتيب السندي" ص765 (716) ت م ش، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه وفيه قال عن أبي بكر بن عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث ولم يذكر عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر من الحر والعطش بل ذكر من الصيام، جـ4 ص207 (7509).

تنبيه: جميع من أخرج هذا الأثر لم يذكروا اسم الصحابي الذي روى هذا الحديث إلا في مصنف عبد الرزاق قال عن أبي بكر بن عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث وفيه وهو صائم.

(15) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الصوم، باب اغتسال الصائم وبل ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ثوباً فألقاه عليه وهو صائم ودخل الشعبي الحمام وهو صائم وقال ابن عباس لا بأس أن يتطعم القدر أو الشيء وقال الحسن لا بأس بالمضمضة والتبرد للصائم وقال ابن مسعود إذا كان يوم صوم أحدكم فليصبح دهيناً مترجلاً وقال أنس: إن لي إبزاً أتقحم فيه وأنا صائم ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استاك وهو صائم وقال ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يستاك أول النهار وآخره ولا يبلع ريقه وقال عطاء إن ازدرد ريقه لا أقول يفطر وقال ابن سيرين لا بأس بالسواك الرطب قيل له طعم قال والماء له طعم وأنت تمضمض به ولم يرى أنس والحسن وإبراهيم بالكحل للصائم بأساً. أهـ. وأخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث عامر بن ربيعة رضي الله تعالى عنه وعائشة رضي الله تعالى عنها، في كتاب الصوم، باب ما جاء في السواك للصائم (657).

(16) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الصوم، باب سواك الرطب واليابس للصائم، ويذكر عن عامر بن الربيعة رضي الله تعالى عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم ما لا أحصي أو أعد وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء" ويروى نحوه عن جابر وزيد بن خالد رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخص الصائم من غيره وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" وقال عطاء وقتادة يبتلع ريقه.

(17) أخرجه الإمام النسائي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، في كتاب السهو، باب أقل ما يجزي من عمل الصلاة (1298)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، في كتاب الطهارة، باب السواك عند كل صلاة (372،371).

(18) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في باقي مسند الأنصار، من حديث أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله تعالى عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم (23072) ت ط ع.

(19) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الصوم، باب بركة السحور من غير إيجاب لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم أجمعين واصلوا ولم يذكر السحور (1789) ت ط ع ، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الصيام، باب فضل السحور وتأكيد استحبابه واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر (1835) ت ط ع.

(20) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في باقي مسند الأنصار، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها (24230) ت ط ع، وأخرجه الإمام النسائي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، في كتاب الصيام، باب ذكر الاختلاف على سليمان بن مهران في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في تأخير السحور واختلاف ألفاظهم (2129) ت ط ع.

(21) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب تعجيل الإفطار (1821)، وأخرجه مسلم رحمه الله تعالى، من حديث سهل بن معاذ رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصيام، باب فضل السحور وتأكيد استحباب تأخيره وتعجيل الفطر (1838).

(22) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في باقي مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، من حديث أنس رضي الله تعالى عنه (12215)، وفي رواية أخرى للإمام أحمد في مسنده، في مسند المدنيين، من حديث سلمان بن عامر رضي الله تعالى عنه "فإن الماء طهور" (17214،15654) في كتاب الصوم، وأخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث أنس رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب ما جاء ما يستحب عليه الإفطار (632)، وفي رواية للترمذي من حديث سلمان بن عامر الضيمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر زاد ابن عيينه فإنه بركة فمن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه أبو داود رحمه الله تعالى في سننه، من حديث أنس رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب ما يفطر عليه (2009)، وفي رواية أخرى من حديث سلمان بن عامر رضي الله تعالى عنه وزاد "فإن الماء طهور" (2008)، وأخرجه ابن ماجه رحمه الله تعالى في سننه، من حديث سلمان بن عامر رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصيام، باب ما جاء على ما يستحب الفطر وهذه الرواية لم يذكر فيها على رطبات وذكر فيها فليفطر على ماء فإن الماء طهور (1689)، وأخرجه الدارمي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث سلمان بن عامر رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإن الماء طهور (1639) في كتاب الصوم، باب ما يستحب الإفطار عليه ت ط ع.

(23) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم (1770) ت ط ع.

(24) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب فصل الصوم (1761) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصيام، باب فضل الصيام (1944) ت ط ع.

(25) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب يجب إتيان المسجد على من سمع النداء (1044) ت ط ع.

(26) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصيام، باب فضل الصوم (1943) ت ط ع.

(27) هذا الحديث سبق تخريجه في الحديث رقم 19..

(28) هذا الحديث سبق تخريجه في الحديث رقم 20.

(29)