خطبة أحكام صلاة الكسوف – منكرات الأفراح الشيخ محمد بن صالح العثيمين

أحكام صلاة الكسوف – منكرات الأفراح
السبت 1 جانفي 2000    الموافق لـ : 24 رمضان 1420
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

الحمد لله الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب  وقسم عباده إلى قسمين فمنهم مؤمن ومنهم كافر بيوم الحساب وأشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العزيز الوهاب وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أتقى مأمور وأهدى آمر وأفضل من أناب على الله وتاب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي والبصائر والألباب وعلى  التابعين لهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار وسلم تسليما

 أما بعد

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم بما سخر لكم من مخلوقاته فقد سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (ابراهيم:34) سخر الله لكم الشمس والقمر لقيام مصالحكم الدينية والدنيوية الفردية والجماعية فكم من مصلحة في تنقل الشمس في بروجها وتعاقب الفصول وكم من مصلحة في ترددها في شروقها وغروبها في بذوقها والأفول وكم من مصلحة في تنقل القمر في منازله ومعرفة السنين والحساب في إبداره وإهلاله لقد جعل الله الشمس والقمر أيها المسلمون جعل الله الشمس والقمر آيتين من آياته الدالة على كمال علمه وعزته وتمام قدرته وحكمته تسيران بأمر الله تعالى سيرهما المعتاد الشمس ضياءٌ وسراجٌ وهاج والقمر نورٌ منيرٌ يضيءٌ الليل للعباد فإذا أراد الله تخويف عباده إذا أراد الله تعالى تخويف عباده ليلجئوا إليه ويتوبوا من معاصيهم كسفهما بأمره فأنطمس نورهما كله أو بعضه بما قدره الله تعالى من أسباب تقتضي ذلك يقدر الله هذا تخويفاً للعباد ليتوبوا إليه ويستغفروه ويعبدوه ويعظموه أيها المسلمون إن الكسوف في الشمس أو القمر تخويف من الله لعباده يخوفكم من عقوبات قد تنزل بهم أنعقدت أسبابها ومن شرورٍ مهلكةٍ أنفتحت أبوابها إن الكسوف نفسه ليس عقوبة ولكنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(يخوف الله به عباده) فهو تخويف من عقوبات وشرور تنزل بالعباد لمخالفة أمر الله الواحد الخلاق ولقد ظل قوم غفلوا عن هذه الحكمة فلم يروا لم يرو في الكسوف بأساً ولم يرفعوا به رأساً ولم يرجعوا إلى ربهم بهذا الإنذار ولم يقفوا بين يديه بالذل والانكسار وقالوا هذا الكسوف أمرٌ طبيعي يعلم بالحساب فوالله ما مثل هؤلاء إلا مثل من قال الله عنهم من الكفار و المعاندين (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ) (الطور:44) فما أدري عن هؤلاء أهم في شك مما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجعوا إلى سنته فقد ثبت عنه ثبوتاُ لا شك فيه في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما وإذاً فهل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ( يخوف الله بهما عباده ) هل قال ذلك على الله من تلقاء نفسه لا والله هل قال ذلك جاهلا بما يقول كلا والله والله ما تقول ذلك على ربه ولا قاله ذلك جاهلاً بمعناه ونحن نشهد الله أيها المسلمون ونشهدكم ونشهد كل من يسمعنا من خلقه أن ما قال الله ورسوله فهو حق وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كذب ولا كذب وأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بالله وبحكمته وأنه صلى الله عليه وسلم أنصح الخلق لعباد الله وأنه صلى الله عليه وسلم أصدق الخلق قولاً وأفصحهم بياناً وأهداهم سنةً وطريقه فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين فيا سبحان الله كيف يليق بمن يؤمن بالله ورسوله وهو يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الكسوف: (إن الله يخوف به عباده ) ثم يقول ثم يقول  هذا القائل كيف يكون التخويف بالكسوف وهو أمر يعرف بالحساب إن هذا التساؤل تساؤل ساقط لا يرد أبداً على أمرٍ صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن على المؤمن أن يسلم لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم تسليما كاملاً لقول الله تعالى :( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65) إن على المؤمن أن يعلم علماً يقيناً أن ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن أبدا أن يخالف الواقع وإنما يظن مخالفته للواقع من قل نصيبه من العلم والإيمان أو ضعف فهمه فلم يقدر على التوفيق بين نصوص الشريعة والواقع ونحن نقول تنزلاً مع هذا التساؤل إن كون الكسوف أمرا يعرف بالحساب لا ينافي أبداً أن يكون حدوثه من أجل التخويف فلله تعالى في تقدير الكسوف حكمتان حكمة قدرية يحصل الكسوف بوجودها وهذه معروفةٌ عند علماء الفلك وأهل الحساب ولم يبينها النبي صلى الله عليه وسلم لأن الجهل بها لا يضر وحكمة شرعية وهي تخويف العباد مما اقترفوه من السيئات وهذه لا يعلمها إلا الله عز وجل أو من أطلعه الله عليها من رسله فهل باستطاعة أحد أن يعلم لماذا قدر الله الكسوف إلا أن يكون عنده وحي من الله بأن الله قدره لكذا وكذا وهذا هو ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : (يخوف الله به عباده) وهذا يبطل ظن من ظن الجهال أن الكسوف أمر طبيعي إذ لو كان أمراً طبيعياً لكان منتظماً دورياً كل ثلاثة شهور أو ستة شهور أو سنة أو سنتين مثلا ونحن وأنتم أيها المستمعون نشاهد أن الكسوف يت أن الكسوفات تتفاوت بل يتفاوت ما بينها فتارة يكون الكسوف في السنة مرة وتارة يكون في السنة مرتين وتارة يكون في السنتين مرة أو أكثر من ذلك أو أقل وتارة يكون على أرض وتارة يكون على أرض أخرى وتارة يكون جزئياً وتارة يكون كلياً وتارة تطول مدته وتارة تقصر مدته ولو كان أمراً طبيعياً لم يختلف هذا الاختلاف كما لا تختلف الشمس في منازلها في البروج ولا يختلف القمر في منازله عند الإهلال والابدار ، أيها المؤمنون بالله ورسوله سوله إن الكسوف حدث خطير وتنبيه من الله لعباده وتحذير فلقد كسفت الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة مرة واحدة فقط في يوم الإثنين الموافق التاسع والعشرين من شهر شوال سنة عشر من الهجرة بعد طلوع الشمس بأربعين دقيقة كسفت ففزع لذلك النبي صلى الله عليه وسلم فزعاً عظيماً وقام إلى المسجد وبعث منادياً ينادي الصلاة جامعة فاجتمع الناس وصلى بهم صلى الله عليه وسلم صلاة غريبة لا نظير لها في الصلوات المعتادة كما أن الكسوف لا نظير له في جريان الشمس والقمر المعتاد فهي آية شرعية لآية كونية صلاها صلى الله عليه وسلم ركعتين في كل ركعة ركوعان وقراءتان يجهر بهما صلاها بدون إقامة فكبر وقرأ الفاتحة ثم قرأ سورة طويلة جدا ً نحو سورة البقرة أو هي سورة البقرة ثم ركع ركوعاً طويلاً جداً ثم رفع رأسه وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قرأ قراءةً طويلة دون الأولى ثم ركع ركوعاً طويلاً دون الركوع الأول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وقام قياماً طويلاً نحو ركوعه ثم سجد سجوداً طويلاً نحو ركوعه ثم جلس بين السجدتين جلوساً طويلاً نحو سجوده ثم سجد سجوداً طويلاً نحو سجوده الأول ثم قام للركعة الثانية فصلاها كما صلى الركعة الأولى إلا أنها دونها في القراءة والركوع والسجود والقيام والقعود ثم تشهد وسلم ثم قام فخطب الناس خطبةً عظيمة بليغة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال صلوات الله وسلامه عليه : ( أن الشمس والقمر آيتان من آية الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يخوف بهما عباده فإذا رأيتموهما يعني خاسفين فأفزعوا إلى الصلاة وفي رواية فأفزعوا إلى المساجد وفي أخرى فأفزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره وفي رواية فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا حتى  ينجلي ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما من شيء توعدونه إلا أريته في مقامي هذا أو قال صلاتي هذه ولقد أوحي إلي إنكم تفتنون في قبوركم قريباً أو مثل فتنة الدجال ثم أمرهم صلى الله عليه وسلم أن يتعوذوا من عذاب القبر وقال لقد جيء بالنار يحضن بعضها بعضاً وذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصبني من لفحها حتى رأيت فيها عمر بن لحي يجر قصبه في النار يعني أمعائه وكان عمر بن لحي الخزاعي أول من سيب السوائب وأول من وضع الأصنام في العرب ثم جيء بالنار ثم جيء بالجنة وذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدأ لي أن لا أفعل) أيها المسلمون هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا فزع وأمر بالفزع وهكذا عرض عليه في مقامه ما عرض من أمور الآخرة وهكذا خطب أمته تلك الخطبة العظيمة البالغة فمتى رأيتم كسوف الشمس في أية ساعة من ساعات النهار في أول النهار أو أوسطه أو أخره ولو قبيل الغروب فأفزعوا إلى ما أمرتم بالفزع إليه من الدعاء والذكر والتكبير والاستغفار والصدقة والصلاة ونادوا لها الصلاة جامعة بدون تكبير وكرروا هذا أي قول الصلاة جامعة بقدر ما ينتبه إليه الناس ويسمعون له وصلوا كما صلى نبيكم صلى الله عليه وسلم ركعتين في كل ركعة ركوعان وقراءتان تجهرون بهما ثم ذكروا الناس وانصحوهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ومتى رأيتم كسوف القمر في أي وقت فأفعلوا مثل ذلك أيضاً فإذا انقضت الصلاة والكسوف باقي فاشتغلوا بالدعاء والاستغفار والقراءة حتى ينجلي أيها المسلمون إنني أنبهكم إلى مسألة يكثر السؤال عنها وهي أن الإنسان إذا جاء وقد فاته الركوع الأول فهل تفوته الركعة والجواب على ذلك أن الإنسان إذا جاء لصلاة الكسوف وقد فاته الركوع الأول فإن الصلاة فإن الركعة تكون قد فاتته ولو أدرك الركوع الثاني لأن الصلاة هذه فيها ركوعان فلا بد من أدراك الركوعين جميعا فإذا جئت مثلا في الركعة الأولي والإمام قد ركع الركوع الأول فقد فاتتك الركعة الأولي فإذا سلم الأمام فقم فأتي بركعة فيها ركوعان وسجودان وقد قال بعض أهل العلم في كسوف القمر انه إذا كسف بعد طلوع الفجر فإنه لا يُصَلى له ولكن هذا قول ضعيف لمخالفته ظاهر أمر النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  ( إذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة )ولم يخص صلى الله عليه وسلم وقت دون وقت وما أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم فإننا نطلقه ولا نقيده لأننا إذا قيدناه ضيقنا النص وليس عندنا دليل للتقييد وأما قول بعض أهل العلم في تعليل عدم الصلاة أنه قد ذهب سلطانه أو قد ذهب الانتفاع به فهذا أيضا ضعيف إذا كان كسوفه بعد الفجر مباشرة أو بعد الفجر في وقت لم ينتشر ضوء الشمس فإن منفعة فإن منفعة القمر باقية وكذلك سلطانه باقٍ لأن الناس ينتفعون  بنوره حتى ينتشر ضوء الشمس وعلى هذا فمثل الكسوف الذي وقع أمس تكون الصلاة فيه مشروعة ولو كان بعد طلوع الفجر لعموم أمر النبي صلى الله عليه وسلم و والله إن النفس لا تطيب أن يري الإنسان كسوف القمر ثم لا يصلي وقد فزع النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الكسوف وأمر بها إن الإنسان لا يمكن أن تطيب نفسه بترك الصلاة وهو يشاهد الكسوف في وقت يكون فيه نور القمر ظاهرا باديا لأنه لا يعتقد حجة تبرئه أمام الله عز وجل يوم القيامة إذا سأله : (مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) (القصص:65) وعلى هذا فليس في النفس حرج ولا قلق إذا وقع الكسوف ونور القمر مشع لم يطمسه نور الشمس أن يصلي الإنسان ولو بعد صلاة الفجر ولكن هاهنا سؤال هل يبدأ الإنسان بصلاة الكسوف في مثل الكسوف الذي جاء الذي حصل بالأمس أو يبدأ بصلاة الفجر الجواب على ذلك أن القول الراجح أن يبدأ بصلاة الفجر ولو كان وقتها متسعا لأن صلاة الفجر واجبة والواجب أهم من التطوع ولأن الإنسان قد صلى فلم يكن مخالفا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولأن الله تعالى قال في الحديث القدسي ( ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ) وهذا القول هو الذي أختاره الموفق رحمه الله في المغني وهو القول الأرجح من أقوال أهل العلم أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما يرضيه وأن جنبنا أسباب سخطه ومعاصيه وأن يعاملنا بعفوه أن يجعلنا من المنتفعين بآياته وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وأن يهدينا صراطه المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والحمد لله رب العالمين وأصلي واسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الحمد لله الذي خلق فسوي وقدر فهدي والحمد لله الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله والحمد لله الذي أنعم علينا بنعم لا تحصى وجعل جزاء الشاكرين على النعم أن تزداد أن تزداد  عليهم النعم وتبقى وجعل جزاء العاصين الذين بدلوا نعمة الله كفرا أن يغير عليهم نعمه فإن الله : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ)(الرعد: من الآية11) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أصدق الناس في الفعال والمقال صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما

أما بعد

أيها الناس اتقوا الله تعالى وقد تكلمنا قبل عدة جمع من على هذا المنبر وبينا ما يقع من بعض السفهاء في ليالي العرس من الأمور المخالفة للشرع المروءة وذكرنا أن بعض الرجال قد يدخلون على النساء فيكشفونهن ويتعوروهن وأن ويتعورونهن وأن هذا أمر لا يقره عقل ولا يرضي به أحد لا يرضى أحد أن تشاهد نساءه في مثل هذا الحفل ولقد بلغني أنه في هذا الأسبوع  في احدى الحفلات دخل خمسة رجال إلى محفل النساء وجعلوا يرقصون أمام النساء وقيل أن المرأة المتزوجة نزلت معهم ترقص معهم وهذا أمر لا يقره عقل فضلا عن الدين فإن في هذا كشف عورات النساء اللاتي قد كشفن وجوههن واللاتي قد أمن من دخول الرجال عليهن لأنه في مثل هذه الحال لم تجري العادة أن يدخل الرجال على النساء ولهذا بلغني أن بعض النساء المتحفظات جزاهن الله خيرا بلغني أنهن سارعن إلى أن يلتففن في عباء النساء اللاتي لم يلقين عباءهن أيها المسلمون أنني أعتقد أنكم لا ترضون بهذا الفعل أبدا لا ترضون أن يكون هذا في مجتمع أسلامي متحفظ محافظ على حدود الله مبتدع مبتعد عن  سوء الأخلاق مبتعدا عما يخالف المروءة أنكم لا ترضون بهذا لا ولاة أموركم ولا عامتكم كما أن اهل العلم أيضا لا يرضون بذلك فأهل العلم والأمراء وكذلك الوجهاء وكذلك أهل الشرف والنروءة يمكن أن يرضوا بمثل هذا أن يقع  في مجتمعهم وأني لأرجو الله عز وجل أن لا يتكرر مثل هذا في مجتمعنا لا هنا في بلدنا ولا في البلاد الأخرى ولا في سائر بلاد المسلمين أسأل الله تعالى أن يجعل شعبنا شعبا محافظا على أخلاقه محافظا على دينه محافظا على مروءته يستنكر كل ما يخالف ذلك وينكره بقلبه ولسانه وفعله وإن على المسئولين في هذا البلد الذين يستطيعون أن يمنعوا مثل ذلك عليهم أن يقوموا بما أوجب الله عليهم وألا يخشوا في الله لومه لائم وأن يمنعوا مثل هذه القصور حتى لا يكون في هذه القصور قصور ولا تقصير أيها المسلمون إن علينا جميعا أن نكون آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر حتى لا يعمنا الله بعقابه فإن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أشبه ببني إسرائيل الذين قال الله فيهم  : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة:79) أيها المسلمون إنني إذا قلت إن على ولاة الأمور أن يمنعوا مثل هذا لست أعني جنسا معينا من ولاة الأمور ولكني أعني كل من له ولاية فأهل القصور مثلا لهم ولاية على هذه القصور يمكنهم أن يشترطوا على من أراد أن يستأجرها منهم أن لا يكون في هذا ما يخالف الشرع والمروءة وأن ينصوا على شيء معين يلتزم به من استأجر هذه القصور تلك الليلية وعلى وكذلك أيضا ولاة أمور النساء عليهن أن يمنعوا النساء من حضور مثل هذه الحفلات وكذلك ولاة أمور الزوج عليهم أن يمنعوا  الزوج وأقاربه من مثل هذه الأمور وكذلك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك أمراء البلد عليهم أن يمنعوا مثل هذا فولاية الأمر عامة لا تخص جنسا معينا بل كل من استطاع أن يمنع المنكر وجب عليه منعه أيها المسلمون إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته اللهم ارزقنا محبته اللهم ارزقنا تقديم قوله على كل قول مخلوق يا رب العالمين اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اسقنا من حوضه اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضَ عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرض عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن تصلح ولاة أمور المس ولاة أمور المسلمين اللهم إنا نسألك أن تصلح ولاة أمور المسلمين إنا نسألك أن تصلح ولاة أمور المسلمين وأن تصلح لهم البطانة وأن تعينهم على ما فيه صلاح البلاد والعباد يا رب العالمين ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(لأعراف: من الآية23) ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(الحشر: من الآية10) عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ...