تفريغ الخطبة
الحمد لله كافي المتوكلين وناصر المتذللين ومجيب دعوة المضطرين وقامع المعتدين الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو الملك الحق المبين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المنصور بالرعب مسيرة شهر على الكافرين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما
أما بعد
أيها الناس فإنكم تقرءون في كل صلاة مفروضة ومندوبة تقرءون قول الله عز وجل (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5) ومعناها أن الله وحده هو المعبود حقا وأن الله وحده هو المستعان حقا فكما أن العبادة له وحده فإن الاستعانة به وحده وتقرءون قول الله عز وجل (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (هود:123) وتقرءون قول الله عز وجل (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(المائدة: من الآية23) وتقرءون قول الله تعالى ذكره (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران:160) وتقرءون قول الله جل وعلا (قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ)(الزمر: من الآية38) وتقرءون قول الله عز وجل (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)(الطلاق: من الآية3) وتقرءون قول الله تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ*فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ*إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:173-175) وتقرءون أمثال هذه الآيات كثيرا في كتاب الله مما يدل دلالة واضحة على أن مقتضى الإيمان ومن واجب من الواجب على المؤمن أن يكون اعتماده على الله وحده كما أنه لا يعبد إلا الله وحده وأن لا يعتمد على نفسه ولا أحد سوى ربه الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله فإن الإنسان إن وكل إلى نفسه وكل إلى ضعف وعجز وعورة ولقد جاءت السنة بما يطابق هذه الآيات الكريمة وشهد الواقع بذلك أما السنة فمنها حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ( كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وقال ابن رجب رحمه الله طريقه حسنة جيدة وأما الواقع فمنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة في رمضان في السنة الثامنة من الهجرة بنحو عشرة آلاف مقاتل خرج إلى غزو ثقيف في الطائف بمن معه وانضم إليه ألفان من أهل مكة فصاروا اثني عشر ألفا فاعجب بعض الناس بهذا العدد وقالوا لن نغلب اليوم عن قلة فماذا كان بعد هذا الإعجاب لما انحدر المسلمون في وادي حنين وجدوا العدو قد كمنوا فيه فشدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه شدة رجل واحد ففر الناس ففر الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلوي أحد على أحد ولم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفر قليل إما مائة أو ثمانون رجلا من اثني عشر ألفا وانحاز النبي صلى الله عليه وسلم ذات اليمين وقال إليّ يا عباد الله إليّ أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله وجعل يقول أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب وأمر عمه العباس بن عبد المطلب وكان جهوري الصوت أن ينادي يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة ويعني بأصحاب السمرة الصحابة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة فقالوا لبيك لبيك وانعطفوا نحو الصوت حتى إن الرجل إذا استعصت عليه بعيره تركه وأخذ قوسه وقذف درعه في عنقه وأخذ سيفه حتى اجتمعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما علموا أن كثرتهم لم تغن شيئا وذاقوا مرارة الهزيمة وذلت نفوسهم لله وعلموا أن النصر من عند الله لا بكثرة العدد ولا بقوة العدد نصرهم الله عز وجل وفي ذلك قوله تعالى (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ*ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ* ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:25-27) أيها الناس إننا لم نذكر هذه النصوص إننا لم نذكر هذه النصوص إننا لم نذكر هذه النصوص الدالة على وجوب التوكل على الله وحده وأن من اعتمد على نفسه أو غيره دون الله فهو مخذول بشهادة الواقع إننا لم نذكر هذا من أجل أن نهدر الأسباب النافعة التي أمر الله تعالى ورسوله بها وإنما ذكرنا ذلك لأنه بلغنا أن بعض الناس لما رأى ما اجتمع من القوة العسكرية التي استعانت بها حكومتنا حماها الله من أعدائها ونصرها عليهم بدينه لما رأى هذه القوة صار يطلق كلمات تدل على قلة في علمه وضعف في دينه ونقص في توكله كلمات أشد مما قاله بعض المسلمين يوم حنين وهذا يخشى منه أن يوكل الناس إلى ما اعتمدوا عليه ونسوا الله من أجله وحينئذ تكون الهزيمة ونبوء بالفشل فعلى الإنسان أن يعتمد على الله وأن يعلم أن هذه الحشود العسكرية إنما هي سبب من الأسباب يتوقى به الإنسان العدوان الذي يتوقعه والنصر من عند الله وحده أيها الناس إننا لم نذكر ذلك من أجل طرح الأسباب النافعة وترك الأخذ بها وذلك لأن الأسباب النافعة من عبادة الله عز وجل وذلك لأن الأخذ بالأسباب النافعة من عبادة الله لأن الله أمر بذلك فقال جل وعلا (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )(لأنفال: من الآية60) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ )(النساء: من الآية71) وقال تعالى (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )(البقرة: من الآية195) وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي قال: فلا تعطه قال: فلا تعطه مالك قال: أرأيت إن قاتلني قال: قاتله قال: أرأيت إن قتلني قال: فأنت شهيد قال: أرأيت إن قتلته قال: أرأيت إن قتلته قال: هو في النار ) وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في غزوة تبوك حين قدم تبوك قال: ( ستهب عليكم الليلة ريح شديدة فلا يقم فيها أحد منكم فمن كان له بعير فليشدد عقاله ) ولبس النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعين يتوقى بهما السلاح وهذا من الأخذ بالأسباب وقد وقع من سيد المتوكلين محمد صلى الله عليه وسلم والأخذ بالأسباب النافعة مما تقتضيه الفطرة وتؤيده الشريعة ولا ينكر الأخذ بالأسباب النافعة إلا جاهل بالله جاهل بالواقع أما جهله بالله فإن من حكمة الله البالغة أنه جعل للأمور أسبابا تقتضيها وجودا أو عدما أسبابا قد تكون معلومة للخلق وقد تكون مجهولة لأن الله يقول (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً)(الاسراء: من الآية85) وأما جهله بالواقع فظاهر فإننا نعلم أنه لا شبع إلا بأكل ولا ولد إلا بنكاح ولا دخول في الجنة إلا بعمل صالح ولا استحقاق للنار إلا بعمل سيئ فالأسباب النافعة مأمور بها شرعا وهي مقتضى الفطرة فلا تنكر أبدا بل إنما يحمد فاعلها إذا كان ذلك على الوجه الشرعي ولكن الشي الذي يجب على المؤمن أن يعتقد أن الأسباب غير موجبة لمسببا ولكن الشي الذي يجب على المؤمن أن يعتقد أن الأسباب غير موجبة لمسبباتها بذاتها فلا يجوز للإنسان أن يعتقد أن السبب نفسه هو الفاعل وهو الموجب للشيء ولكن يجب أن يعتقد أن كل شيء بتقدير الله وإن كل شيء له سبب علمناه أم جهلناه ولو شاء الله عز وجل لأبطل تلك الأسباب كما جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم مع أن النار سبب للاحتراق ولكن إرادة الله فوق كل شيء أيها المسلمون حققوا إيمانكم بتوكلكم على الله عز وجل وقوموا بالأسباب النافعة التي جعلها الله أسبابا ولا تعتمدوا عليها من دون الله فتوكلوا على الله ولا تعتمدوا عليها من دون الله فتوكلوا على الله ولا تتخذوها هي الأصل فإنكم قد تخذلون أحوج ما تكونون إلى النصرة اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن حقق التوكل عليك اللهم اجعلنا ممن حقق التوكل عليك وأخذ بالأسباب النافعة التي أمرت بها يا رب العالمين اللهم أنفعنا بما رزقتنا اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
أيها المؤمنون اتقوا الله تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال:25) واعلموا أن الله عز وجل قال في الحديث القدسي : ( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد سوى ذلك أو قال غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) أيها المسلمون إن الواجب علينا أن نتخذ من هذه الحوادث التي حلت في الخليج أن نتخذ منها موعظة وذكرى وتبصرا في أمورنا وهل نحن قمنا بما يجب علينا لله ولعباده هل نحن قمنا بما يجب علينا لله ولعباده هل نحن أقمنا الصلاة هل نحن أتينا الزكاة هل نحن بررنا الوالدين هل نحن وصلنا الأرحام هل نحن قمنا بحق العمال الذين بين أيدينا هل نحن قمنا بحق الأهل هل نحن قمنا بما يجب علينا عموما إنني أعتقد ومع الأسف الشديد أن كثيرا من الناس لم تحركهم هذه الحوادث ولم تلن قلوبهم لذكر الله بل القلوب قاسية والأعين عمي والآذان صم فنسأل الله أن يتولانا بعفوه وأن يغفر لنا ذنوبنا أيها المسلمون تذكروا قول الله عز وجل (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) (المؤمنون:76) لقد أخذناهم بالعذاب فأصابهم العذاب ولكنهم لم يستكينوا لله ولم يطمئنوا لله ولم يذلوا لعبادة الله ولم يتضرعوا ولم يتضرعوا إلى الله عز وجل بل بقوا على ما كانوا عليه من الفسوق والظلم والعصيان أيها المسلمون إن العاقل المؤمن وأقولها والله إن العاقل المؤمن ليتخذ من هذه الحوادث عبرة فبالأمس كان الناس من أعظم ما يكونوا طمأنينة في بيوتهم وفي بلادهم ثم أصبحوا خائفين وأصبح البعض منهم مطرودين مشردين وما ذلك إلا بسبب المعاصي الكثيرة التي بقينا عليها سنوات عديدة لا نرعى فيها لله حرمة ولا نخاف من سطوة الله وعقابه والله عز وجل يقول (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ*إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) (هود:102-103) أيها المسلمون أنقذوا أنفسكم لعل الله أن يرد عنكم ما سلب منكم لعل الله أن يعيد إليكم الأمن الذي كنتم ترفلون به فيما سبق أنقذوا أنفسكم من معاصي الله قوموا بما أوجب الله عليكم في أهليكم وفي أنفسكم أيها المسلمون إن من المؤسف حقا أن نسمع عن بعض الناس في هذه الظروف العصيبة التي توجب للمؤمن أن يرجع إلى الله أننا نسمع من بعض الناس أنه ما زال في فسقه ومعاصيه وهذا أمر يؤسف له ويخشى ألا ترفع هذه الفتنة إلا بشر عظيم مستطير يحار الإنسان في أسبابه وفي نتائجه اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا ونحن في انتظر صلاة الجمعة فريضة من فرائضك نسألك اللهم أن تعمنا بعفوك اللهم لا تؤاخذنا بما فعلنا اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا اللهم أيقظ قلوبنا من الغفلة وبصر أعيننا من العمى وأسمع آذاننا من الصمم يا رب العالمين اللهم اجعل لنا في كل عقوبة توبة اللهم اجعل لنا في كل عقوبة توبة اللهم إن عافيتك أوسع لنا من ذنوبنا اللهم تجاوز عنا الله أعفو عنا اللهم اغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم أيها الأخوة المكرمون إنه قد بلغني أن بعض الناس أن بعض الناس إذا رأوا امرأة متبرجة في السوق ربما يأخذونها بعنف وربما يتكلمون عليها بشدة ولكني أوجه كلمة إلى جهتين الجهة الأولى أولياء هؤلاء النساء يجب عليهم أن لا تخرج نساءهم إلى السوق إلا وهن متحجبات حجابا إسلاميا بتغطية الوجه وكل مواضع الفتنة لأن هذا هو ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجب عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يتقوا الله في أهليهم ونسائهم وأن لا يخرجوهن ولا يمكنوهن من الخروج متبرجات لما في ذلك من معصية الله ورسوله ولما في ذلك من الفتنة ولما يخشى من الأذية أما الذين يتكلمون بالنصح فإن عليهم الرفق والسهولة واللين في القول وأن ينزلوا كل إنسان منزلته حتى تتم الأمور على الوجه الأكمل ولست أقول إن هؤلاء النساء يتركن يتجولن في الأسواق سافرات الوجوه لا أقول ذلك ولا أقره ولكني أقول إنه يجب أن ينصح هؤلاء النساء بالحكمة وبالرفق وإذا كان معهن أولياء أمورهن فإنه يكلم ولي الأمر دون المرأة يكلم برفق وبلين ويبين له أن هذا أمر محرم في دين الله عز وجل وأن الواجب على المؤمن أن يكف عنه ليسلم من الفتنة ويسلم من العقوبة وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا متعاونين على البر والتقوى آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر داعين إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن إنه جواد كريم أيها المسلمون إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم أجزه عنا أفضل ما جزيت نبيا عن أمته إنا نشهد إنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين اللهم فصلي وسلم عليه وأجزه عنا أفضل الجزاء يا رب العالمين اللهم أرض عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرض عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد يا ذا الجلال والإكرام يا منان يا بديع السماوات والأرض نسألك اللهم أن تصب على من أراد المسلمين بسوء أن تصب عليه العذاب أن تفرق جمعه أن تشتت شمله أن تهزم جنده أن تنزل به بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم اجعل بأسهم بينهم اللهم فرقهم بددا ولا تبقي منهم أحدا اللهم إنهم ظالمون معتدون وإن قوتك فوق قوتهم اللهم فأرنا بهم عجائب قوتك اللهم فرق جموعهم اللهم أهزم جنودهم اللهم أذقهم الذل والعار في الدنيا يا رب العالمين اللهم أكفي المسلمين شرهم اللهم اجعل كيدهم في نحورهم اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم ونجعلك في نحورهم اللهم سلط عليهم اللهم اجعل بأسهم بينهم يا رب العالمين اللهم إنا نسألك سؤال المضطرين المحتاجين إليك أن تبقي على هذه البلاد وعلى غيرها من بلاد المسلمين أن تبقي عليها وتحفظها بالإسلام وتهدي ولاتها وولاة المسلمين عامة إلى تحكيم كتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم اللهم إنا نشهدك بأننا لا نعلم في بلاد المسلمين اليوم من يحكم بالشريعة الإسلامية مثل هذه البلاد فنسألك اللهم أن تحفظ عليها دينها أن اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا اللهم كن لنا عليهم كن معنا عليهم اللهم كد لنا عليهم يا رب العالمين اللهم إنهم يكيدون كيدا وكيدك أعظم اللهم إنهم يمكرون وأنت خير الماكرين اللهم أذلهم اللهم أذلهم اللهم أذلهم اللهم أسقط سلطانهم اللهم أهزمهم اللهم دمرهم الله اجعل بأسهم بينهم يا رب العالمين اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم اللهم مجري السحاب منزل الكتاب هازم الأحزاب أهزم أعداء المسلمين أهزم أعداء المسلمين أهزم أعداء المسلمين واجعل كيدهم في نحورهم اللهم اجعل كيدهم في نحورهم اللهم أرنا بهم ما يسر المسلمين يا رب العالمين اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد أيها المسلمون أكثروا من الدعاء أكثروا من الدعاء في كل مواطن الإجابة أكثروا من الدعاء في آخر الليل فإن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له أكثروا من الدعاء بين الآذان والإقامة فإن الدعاء بين الآذان والإقامة لا يرد أكثروا من السجود فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) واعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل: ( إياك واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) إن الله تعالى يجيب دعوة المظلوم ولو بعد حين لأن الله تعالى حكم عدل لا يحب الظالمين ولا يقر الظلم ولكنه عز وجل يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .