خطبة الحث على تعظيم مواسم الخيرات باستقبال شهر رمضان - الحث على كثرة الاستغفار والتوبة النصوح وشروطها الشيخ محمد بن صالح العثيمين

الحث على تعظيم مواسم الخيرات باستقبال شهر رمضان - الحث على كثرة الاستغفار والتوبة النصوح وشروطها
السبت 1 جانفي 2000    الموافق لـ : 24 رمضان 1420
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا .

أما بعد:

فأيها الناس، اتّقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من مواسم الخيرات وما حباكم به من الفضائل والكرامات، وعظّموا هذه المواسم واقْدروها قدْرها بفعل الطاعات والقُرُبات، واجتناب المعاصي والموبقات؛ فإن هذه المواسم لم يجعلها الله تعالى إلا لتكفير سيئاتكم، وزيادة حسناتكم، ورفعة درجاتكم .

فيا عباد الله، اغتنموا هذه المواسم، لا تفوتنَّكم بالتفريط والتسويل والإهمال؛ فإن المهمل لا مالَ له .

عباد الله، لقد استقبلتم شهرًا كريمًا، وموسمًا رابِحًا عظيمًا لِمَن وفَّقه الله فيه للعمل الصالح، استقبلتم شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن، شهرًا تضاعف فيه الحسنات وتعظم فيه السيئات، «أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتقٌ من النار، جعل الله صيام نهاره فريضة من أركان إسلامكم وقيام ليله تطوّعًا لتكميل فرائضكم»(1)، «مَن صامه إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه»(2)، «ومَن قامه إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه»(3)، «ومَن أتى فيه بعمرة كان كمَن أتى بحجة»(4)، «فيه تفتّح أبواب الجنة، وتكثر الطاعات من أهل الإيمان، وتُغلق أبواب النار فتَقِلُّ المعاصي من أهل الإيمان، وتُغَلُّ فيه مردةُ الشياطين فلا يخلصون إلى أهل الإيمان بمثل ما يخلصون إليهم في غيره»(5) .

أيها الناس، «صوموا لرؤية هلال رمضان»(6)، «ولا تقدّموا عليه بصوم يوم أو يومين؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذلك إلا مَن كان عليه قضاء من رمضان الماضي فلْيقْضه، أو كان له عادة بصوم فلْيصمْه، فإذا كان للإنسان عادة بصوم يوم الإثنين أو الخميس فصادَفَ قبل رمضان بيوم أو يومين، أو كان له عادة بصيام أيام البيض ففاتته فليس عليه بأس أن يصومها قبل رمضان بيوم أو يومين»(7).

ولا تصوموا يوم الشك وهو: يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في ليلته ما يمنع رؤية الهلال من غيم أو قتر أو نحوهما، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تصوموا حتى تروه فإن غمّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين»(8)، ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «فإن غُبِّي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا»(9)، وقال عمّار بن ياسر رضي الله عنه: «مَن صام اليوم الذي يُشكّ فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم»(10)، واليوم الذي يُشكّ فيه هو يوم الثلاثين من شعبان إذا حالَ دون رؤية الهلال غيمٌ أو غيره .

أيها الإخوة، إنّما قلت ذلك لبيان الحكم الشرعي وإلا فمن المعلوم أننا مَرْبوطون بِما يقضي به المجلس الأعلى للقضاء، فإذا ثبت لدى المسؤولين وأعلنوا ثبوته وجب علينا أن نصوم، وإذا لم يعلنوا ثبوته فإننا لا نصوم إلا إذا كان الإنسان وحده في بَرٍّ ولا يمكنه تطلّع الأخبار فحينئذٍ ينطبق عليه ما شرحناه، ومَن رأى الهلال يقينًا فلْيخبر به ولاة الأمور ولا يكتمه، وإذا أُعلن في الإذاعة فإن الواجب العمل بِما يُعلن به .

جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره أنه رأى الهلال فقال: «أَتَشْهَدُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ؟ قال: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فأذِّن في الناس يا بلال أن يصوموا غدًا»(11).

وصوم رمضان أحد أركان الإسلام فرَضَه الله على عباده، فمَن أنكر فرضيته فهو كافر؛ لأنه مكذّبٌ لله ورسوله وإجماع المسلمين، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:183]، وقال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة:185] .

فالصوم واجب على كل مسلمٍ، بالغٍ، عاقلٍ، قادرٍ، مقيمٍ، خالٍ من الموانع، ذكَرًا كان أم أنثى، فلا يجب الصوم على كافر، ولو أسلم الكافر في أثناء رمضان لم يلزمه قضاء ما مضى منه، ولو أسلم في أثناء يوم من رمضان أمسكَ بقيّة اليوم ولم يلزمه قضاؤه، ولا يجب الصوم على صغير لم يبلغ ولكن إذا كان لا يشقُّ عليه أُمرَ به ليعتاده، «فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يُصَوِّمُونَ أولادهم الصغار حتى إن الصبي ليبكي من الجوع فيعطونه لعبةً يتلهّى بها إلى الغروب»(12).

«ويحصل بلوغ الصغير إن كان ذكَرًا بواحد من أمور ثلاثة:

أن يتم له خمس عشرة سنة، أو تنبت عانته، أو يُنزل منيًّا باحتلام أو غيره لشهوة، وتزيد الأنثى بأمر رابع وهو: الحيض، فمتى حصل للصغير واحد من هذه الأمور فقد بلغ ولزمته فرائض الله وغيرها من أحكام التكليف إذا كان عاقلاً»(13).

وهنا أقفُ لمسألة يسأل عنها الناس كثيرًا وهي: أن بعض النساء يأتيها الحيض وهي صغيرة وتظن هي أو أهلها أنه لا يلزمها الصوم حتى تتم خمس عشرة سنة وهذا الظن خطأ؛ فالمرأة إذا حاضت ولو لم يكن لها إلا عشر سنوات فإنها امرأة تامّة يلزمها ما يلزم المرأة التي بلغت العشرين أو أكثر .

إذن: الواجب علينا أن ننشر هذا الحكم بين النساء؛ حتى لا يحصل الخطأ الذي يسأل الناس عنه كثيرًا .

ولا يجب الصوم على مَن لا عقل له كالمجنون والمعتوه ونحوهما، فالكبير الـمُهذري الذي لا يميِّز لا يلزمه الصوم ولا الإطعام عنه، ولا تلزمه الطهارة ولا الصلاة؛ لأنه فاقد للتمييز فهو بمنزلة الطفل قبل تمييزه، وأما مَن أُغمي عليه لحادث أو مرض فإنه يلزمه القضاء؛ لأن هذا ليس بفقد للعقل ولكنه تغطية له بهذا الإغماء، فإذا أفاق فإنه يلزمه قضاء ما مضى في إغمائه، هذا بالنسبة للصوم .

أما بالنسبة للصلاة فإنه لا يلزمه قضاؤها، وهذا في الإغماء الذي يحصل بغير اختيار الإنسان، أما ما يحصل باختياره، مثل: أن يغمى عليه بالبنج ونحوه فإنه يلزمه قضاء الصلاة والصوم؛ لأن هذا الإغماء حصل باختياره .

ولا يجب الصوم على مَن يعجز عنه عجزًا دائمًا كالكبير، والمريض مرضًا لا يُرجى برؤه، ولكن يُطعم بدلاً عن الصيام عن كل يوم مسكينًا بعدد أيام الشهر، كل مسكين خُمُسُ صاع من البر؛ أي: أن الصاع العُرفي الموجود الآن يكفي لخمسة فقراء عن خمسة أيام، والأحسن أن يجعل مع الطعام شيئًا يأدمه من لحم أو دهن أو غيرهما .

وأما المريض بمرض يُرجى برؤه فإن كان الصوم لا يشقُّ عليه ولا يضرّه وجب عليه أن يصوم؛ لأنه لا عذر له، وذلك مثل: الزكام الخفيف، وإن كان الصوم يشقُّ عليه ولا يضره فإنه يُفطر ويُكْره له أن يصوم، وإن كان الصوم يضرّه فإنه يحرم عليه أن يصوم .

إذن: يكون للمريض ثلاث حالات:

حال يجب عليه فيها الصوم وهي: إذا كان الصوم لا يضرّه ولا يشقّ عليه، وحالٌ يُكره له الصوم وهو: إذا كان الصوم يشقّ عليه ولا يضرّه، وحالٌ يحرم عليه الصوم وهو: ما إذا كان الصوم يضرّه، ومتى برئ من مرضه قضى ما أفطر، فإن مات بهذا المرض قبل أن يبرأ فإنه لا شيء عليه .

والمرأة الحامل التي يشق عليها الصوم لضعفها أو ثقل حملها يجوز لها أن تفطر ثم تقضي متى تيسَّر لها القضاء قبل وضع الحمل أو بعده إذا طهرت من النفاس، والمرضع التي يشقّ عليها الصوم من أجل الرضاع أو ينقص لبنها من الصوم نقصًا يُخِلُّ بتغذية الولد تفطر ثم تقضي في أيام لا مشقة فيها عليها ولا نقص في لبنها، والمسافر إذا قصد بسفره التحيَّل على الفطر فالفطر حرامٌ عليه ويجب عليه الصوم ولو في السفر، «وإن لم يقصد بسفره التحيّل على الفطر فهو مخيّر إن شاء صام وإن شاء أفطر وقضى عدد الأيام التي أفطر، والأفضل له فعل الأسهل عليه»(14)، فإن تساوى عنده الصوم والفطر فالصوم أفضل؛ «لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم»(15)؛ ولأنه أسرع في إبراء ذمته؛ ولأنه أخفّ من القضاء غالبًا، وإن كان الصوم يشقّ عليه بسبب السفر كُرِهَ له أن يصوم، وإن عظمت المشقة به حرم أن يصوم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام فقيل له: إن الناس قد شقَّ عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا صلى الله عليه وسلم بقدح من ماء بعد العصر فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب والناس ينظرون، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أولئك العصاة أولئك العصاة»(16) .

ولا فرق في السفر بين أن يكون عارضًا لحاجة أو مستمرًّا في غالب الأحيان، مثل: أصحاب سيارات الأجرة «التكاسي» أو غيرها من السيارات الكبيرة؛ فإنهم متى خرجوا من بلدهم فهم مسافرون يجوز لهم ما يجوز للمسافرين الآخرين من الفطر في رمضان، وقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، والجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء عند الحاجة، والمسح على الجوارب ثلاثة أيام بلياليها، والفطر لهم أفضل من الصيام إذا كان الفطر أسهل لهم ويقضونه في أيام الشتاء؛ وذلك لأن أصحاب هذه السيارات لهم بلد ينتمون إليه وأهلٌ يأوون إليهم، فمتى كانوا في بلدهم فهم مقيمون، ومتى خرجوا منها فهم مسافرون، لهم ما للمسافرين وعليهم ما على المسافرين، ومَن سافر في أثناء اليوم في رمضان وهو صائم فالأفضل أن يتمّ صوم يومه، فإن كان فيه مشقة فلْيفطر ثم يقضه بعد ذلك، ولا يتقيّد السفر بزمن، فمَن خرج من بلده مسافرًا فهو على سفر حتى يرجع إلى بلده، إذا كانت إقامته في البلد الثاني إقامةَ منتظرٍ متى انتهت حاجته رجع إلى بلده، ولكن إذا قصد بتطويل الإقامة التحيّل على الفطر فإنه يحرم عليه الفطر ويلزمه الصوم؛ لأن فرائض الله لا تسقط بالتحيّل عليها .

«ولا يجب الصوم على الحائض والنفساء ولا يصح منهما»(17) «إلا أن تطهرا قبل الفجر ولو بلحظة فيجب عليهما الصيام ويصح منهما وإن لم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر، ويلزمهما قضاء ما أفطرتاه من الأيام»(18) .

أيها المسلمون، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رغّب في قيام هذا الشهر وقال: «مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفرَ الله له ما تقدّم من ذنبه»(19)، وإن صلاة التراويح من قيام رمضان فأقيموها وأحسنوها، وقوموا مع إمامكم حتى ينصرف؛ «فإن مَن قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة»(20) تامَّة وإن كان نائمًا على فراشه .

وإني أوصي إخواني الأئمة أن يتّقوا الله - عزَّ وجل - في هذه التراويح فيراعوا مَن خلفهم ويُحسنوا الصلاة لهم، فيقيموها بتأنٍ وطمأنينة ولا يسرعوا فيها فيحرموا أنفسهم ومَن وراءهم الخير، ولا ينقروها نقرَ الغراب لا يطمئنون في ركوعها، وسجودها، وقعودها وقيامها .

إن على الأئمة ألا يكون هَمّ الواحد منهم أن يخرج قبل الناس أو أن يُكثر عدد التسليمات دون إحسان الصلاة؛ فإن الله يقول: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [هود: 7]، ولم يقل أيّكم أسرع نهاية، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أحرص الناس على الخير وهو الأسوة الحسنة لِمَن كان يرجو الله واليوم الآخر، «كان لا يزيد على إحدى عشرة ركعة لا في رمضان ولا في غيره»(21)، وفي صحيح مسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة»(22) فهذا هو العدد الذي صَحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صَحَّ عنه - صلى الله عليه وسلم - «أنه قام بأصحابه في رمضان ثم ترك ذلك خشية أن تُفرض على الناس فيعجزوا عنها»(23)، «وصَحَّ عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه أمر أُبي بن كعب وتميمًا الداري أن يقوما في الناس بإحدى عشرة ركعة»(24)، فهذا العدد الذي قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - وواظب عليه واتَّبعه فيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - هو أفضل عدد تُصلّى به التراويح، وفيه زيادة خير، فمَن قام به فهو أحسن وأفضل، ومَن زاد على ذلك فلا حرج عليه لِورود هذا عن بعض السلف، وإنما الذي يُنكر من بعض الأئمة الإسراع الفاحش الذي يفوت به الخير ويشقُّ على مَن وراءه ويحرمهم من زيادة التسبيح والدعاء(م1).

اللهم وفِّقنا لاغتنام الأوقات بالطاعات، اللهم احمنا من فعل المنكرات والسيئات، اللهم اهدنا صراطك المستقيم، اللهم جنِّبنا صراط أصحاب الجحيم، اللهم اجعلنا مِمَّن يصوم رمضان ويقومه إيمانًا بالله واحتسابًا لثواب الله، اللهم زِدْنا من الخير وتقبَّل منّا؛ إنك أنت السميع العليم .

وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الخطبة الثانية

الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يتقرَّب بها مَن قالها ومن النار تنجيه، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى من خلقه المبعوث رحمة للعالمين وقدوة للعاملين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد:

 أيها الناس، اتّقوا الله تعالى، وأكْثروا من الاستغفار والتوبة إلى الله، توبوا إلى الله توبة نصوحًا، والتوبة النصوح لا تتم إلا بشروطٍ خمسة:

الشرط الأول: أن يكون الإنسان فيها مُخلصًا لله لا يحمله على التوبة مراءاة الناس ولا سماعهم، وإنما يحمله على التوبة الاعتراف بذنوبه واللجوء إلى الله عزَّ وجل، وصدق العزيمة في أن يتوب الله عليه .

الشرط الثاني: أن يندم على ما فرّط فيه وأهمل وعلى ما ارتكبه من السيئات ندمًا يظهر عليه؛ بحيث يحزن على ما مضى ويتمنّى أنه لم يفعله .

الشرط الثالث: أن يُقلع عن العمل الذي تاب منه، فأما مَن لم يُقلع عن العمل فإن توبته استهزاءٌ بالله عزَّ وجل، لو أن الإنسان قال: أتوب إلى الله من الغِيبة ولكنه يغتاب الناس في كل مجلس فإن توبته مردودة عليه وما هي إلا استهزاء بالله عزَّ وجل، ولو قال المرابي: أتوب إلى الله من أكل الربا وأَخْذِهِ ولكنه لا يزال يتعامل به فإنه كاذب في توبته، ساخرٌ بالله عزَّ وجل، توبته مردودة عليه، فلا بُدّ للتوبة النصوح من أن يُقلع الإنسان عن الذنب الذي ارتكبه .

الشرط الرابع: أن يعزم على ألا يعود في المستقبل، فإن تاب عن الذنب وأقلع منه ولكنّ من نيَّته أنه متى سنحت له الفرصة عاد إليه فإن توبته مردودة؛ لأنه غير صادق فيها .

الشرط الخامس: أن تكون التوبة قبل غلق أبواب التوبة وذلك في أمرين:

الأمر الأول: إذا حضر الإنسان الموتُ فإن توبته لا تُقبل منه، لقول الله تعالى: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ﴾ [النساء: 18] .

الأمر الثاني: إذا طلعت الشمس من مغربها فإن التوبة بعد ذلك لا تُقبل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها»(25) أو قال: «حتى تطلع»، وذلك أن الشمس تسير بأمر الله منذ خلقها الله - عزَّ وجل - وأمرها بذلك، ولكنه في آخر الزمان «تؤمر أن ترجع من حيث جاءت فتخرج من مغربها»(26)، فإذا رآها الناس آمنوا كلهم ولكن ﴿لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام: 158] .

وإن من التوبة: إذا كان على الإنسان حقوق للناس أن يؤديها إليهم، فإذا كان في ذمته طلب لأحد وكان هذا الطلب حالاً وهو قادر عليه فإن الواجب عليه المبادرة بقضائه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مطلُ الغني ظلم»(27)، فالغني القادر على الوفاء إذا ماطل وأخَّر الوفاء فإنه ظالِم، وكل ساعة تَمُرُّ عليه لا يزداد فيها إثْمًا .

وكذلك إذا كان على  الإنسان حقوق لِمَن تحت يده من العمال فإن الواجب عليه أن يبادر بأداء حقوقهم؛ لأن هذا من تمام التوبة، وكذلك مَن كان عليه حق لزوجته أو لأحد من أقاربه من نفقة أو غيرها فإن الواجب عليه أن يبادر بأداء ذلك وإلا كان ظالِمًا آثمًا .

فَتَفَقَّدوا - أيها المسلمون - أنفسكم، وتوبوا إلى ربكم، وأدّوا المظالم إلى أهلها واستغفروا الله ﴿ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾ [هود: 3]، استغفروا الله عزَّ وجل؛ فإنكم إذا استغفرتم الله وتُبتم إليه أرسل السماء عليكم مدرارًا، وأنزل عليكم من بركات السماء والأرض .

أيها الناس، إننا إلى هذا الوقت لم نرَ نزول مطر كثير يحصل به نبات الأرض إلا في مواضع قليلة جدًّا، ولا شك أن هذا بسبب ذنوبنا، واللهِ العظيم إن هذا لبسبب ذنوبنا، ولكننا نستغفر الله ونتوب إليه؛ لأن الله يقول: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى: 30] .

أيها المسلمون، إن تأخّر المطر وقلّته يوجب للإنسان المؤمن العاقل أن يتضرّع إلى الله، وأن يتبيّن حاله لعلّه قصَّر في شيء فيُتمّه، لعلّه انتهك شيئًا فيُقلع عنه .

أيها المسلمون، توبوا إلى الله، واخرجوا يوم الإثنين القادم إلى المصلى - مصلى العيد - لتؤدّوا صلاة الاستسقاء، فسألوا الله - عزَّ وجل - أن يُغيثكم وأن يسقيكم من فضله وكرمه امتثالاً لأمر ولاة أمورنا، وستكون إقامة الصلاة إن شاء الله تعالى في الساعة السابعة إلا عشر دقائق؛ أي: بعد طلوع الشمس بنحو خمس وعشرين دقيقة، فبادروا - أيها الإخوة - إلى الخروج إلى المصلى اتّباعًا لسنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، وامتثالاً لأمر ولاة أموركم، وأنتم إذا خرجتم إلى المصلى وأدَّيتم الصلاة فإن ذلك زيادة في حسنات أعمالكم .

اللهم وفّقنا لِمّا تحب وترضى، اللهم اجعلنا لك مُخلصين، ولأمرك وأمر رسولك ممتثلين، ولسنّة نبيّنا مُتّبعين يا رب العالمين .

اللهم أغِثْنا، اللهم أغِثْنا، اللهم أغِثْنا، اللهم أغِثْنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، غدقًا مُجللاً، عامًّا نافعًا غير ضار، اللهم أسْقنا غيثًا تحيي به البلاد، وترحم به العباد، وتجعله بلاغًا للحاضر والباد، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق، اللهم تقبَّل منَّا يا ذا الجلال والإكرام .

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد .

اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد .

---------------------------

(1)   أخرجه ابن خزيمة -رحمه الله تعالى- في صحيحه في الجزء [3] الصفحة [192]، من حديث سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، رقم [1887]، وأخرجه البيهقي -رحمه الله تعالى- في [شعب الإيمان] في الجزء [3] الصفحة [305]، من حديث سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، رقم [3608]، رواه الحارث في مسنده [زوائد الهيثمي] الجزء [1] الصفحة [412] ت م ش .

(2)   أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الإيمان] في باب: صوم رمضان احتسابًا من الإيمان، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم [37]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم [1268] ت ط ع .

(3)   أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الإيمان] باب: تطوع قيام رمضان من الإيمان، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم [36]، وأخرجه أيضًا في كتاب [صلاة التراويح] باب: فضل مَن قام رمضان، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم [1869] ت ط ع .

(4)   أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الحج] باب: عمرة في رمضان، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، رقم [1657]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الحج] باب: فضل العمرة في رمضان، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، رقم [2202] ت ط ع .

(5)   أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده، من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، رقم [22393]، وأخرجه الإمام النسائي -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب [الصيام] باب: فضل شهر رمضان، من حديث أبي هريرة، رقم [2070]، ومن حديث عتبة بن فرقد رضي الله تعالى عنهما، رقم [2080] ت ط ع .

(6)   أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا» الباب، رقم [1776]، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الصيام] باب: وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤية الهلال، رقم [1809] ت ط ع .

(7)   أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الصوم] باب: لا يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين، رقم [1781]، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الصيام] باب: لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، رقم [1812] ت ط ع .

(8)   أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الصوم] باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا»، رقم [1774] ت ط ع .

(9)   سبق تخريجه في الحديث السابق حديث [6] في نفس الصفحة، الحديث متّفق عليه .

(10) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث عمار بن ياسر -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الصوم] باب: ما جاء في كراهية صوم يوم الشك، رقم [622]، وقال: حديث حسن صحيح، ت ط ع .

(11) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الصوم] باب: ما جاء في الصوم بالشهادة، رقم [627]، وأخرجه النسائي برقم [2086]، وأبو داوود برقم [1993]، وابن ماجة برقم [1642]، والدارمي برقم [1630] ت ط ع .

(12) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الصوم] باب: صوم الصبيان، رقم [1824]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الصيام] باب: مَن أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه، رقم [1919] من حديث الربيع بنت مسعود رضي الله تعالى عنها، ت ط ع .

(13) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الشهادات] باب: بلوغ الصبيان وشهاداتهم، رقم [2470]، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، وأخرجه أيضًا من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الحيض] باب: ترك الحائض الصوم، رقم [293]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الإمارة] باب: سن البلوغ، من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، رقم [3473]، وأخرجه أيضًا في كتاب [الإيمان] باب: نقصان الإيمان بنقصان الطاعات، رقم [114]، وأخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الأحكام] باب: ما جاء في حد بلوغ الرجال والمرأة، رقم [1281] ت ط ع، وانظر إلى هذه المسألة في [الإنصاف] الجزء [5] الصفحة [320]، [الإقناع] الجزء [2] الصفحة [221] ت م ش .

(14) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الصوم] باب: لم يعب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- بعضهم بعضًا في الصوم والإفطار، من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، رقم [1811]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الصيام] باب: جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إذا كان سفر مرحلتين فأكثر وإن الأفضل لِمَن أطاقه بلا ضرر أن يصوم ولِمَن يشق عليه أن يفطر، من حديث أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، رقم [1882-1884-1885]، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب [الصيام] باب: التخيير في الصوم والفطر في السفر، من حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، رقم [1892] ت ط ع .

(15) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الصوم] من حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، رقم [1809]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الصيام] باب: التخيير في الصوم والفطر في السفر، من حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، رقم [1892-1893] ت ط ع .

(16) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الصيام] باب: جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إذا كان سفر مرحلتين فأكثر وإن الأفضل لِمن أطاقه بلا ضرر أن يصوم ولِمَن يشق عليه أن يفطر، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، رقم [1878] ت ط ع .

(17) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب [الحيض] باب: ترك الحائض الصوم، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، رقم [293]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب [الإيمان] باب: نقصان الإيمان بنقص الطاعات وبيان إطلاق الكفر على غير الكفر بالله ككفر النعمة والحقوق، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، رقم [114] ت ط ع .

(18) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب [الحيض] باب: لا تقضي الحائض الصلاة، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، وقال جابر وأبو سعيد رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: «تدع الصلاة»، رقم [310]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب [الحيض] باب: وجوب قضاء الصوم على الحائض دون الصلاة، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، رقم [508] ت ط ع .

(19) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الإيمان] باب: صوم رمضان احتسابًا من الإيمان، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم [37]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم [1268] ت ط ع .

(20) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الإيمان] باب: تطوع قيام رمضان من الإيمان، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم [36]، وأخرجه أيضًا في كتاب [صلاة التراويح] باب: فضل مَن قام رمضان، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم [1869] ت ط ع .

(21) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [صلاة التراويح] باب: فضل مَن قام رمضان، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، رقم [1784]، وفي رواية أخرى للبخاري في كتاب [الصيام] باب: الضجع على الشق الأيمن، رقم [5835]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، رقم [1215] ت ط ع .

(22) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب [الجمعة] باب: كيف كان صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكم كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، رقم [1070] ت ط ع .

(23) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الجمعة] رقم [872]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، رقم [1270-1271]، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، ت ط ع .

(24) أخرجه الإمام مالك -رحمه الله تعالى- في [الموطأ] في كتاب [النداء للصلاة] باب: ما جاء في قيام رمضان، عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، رقم [232] ت ط ع .

(25) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [ت