خطبة بر الوالدين الشيخ محمد بن صالح العثيمين

بر الوالدين
السبت 1 جانفي 2000    الموافق لـ : 24 رمضان 1420
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

الحمد لله القوي العظيم الرقيب الشهيد يدبر خلقه كما يشاء بحكمته فهو الفعال لما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المزيد وسلم تسليما كثيرا

أما بعد:-

فيا عباد الله اسمعوا الله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1)يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)(الحج:2) واسمعوا الله تعالى يقول يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور واسمعوا الله تعالى يقول (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)(البقرة:281) واسمعوا الله تعالى يقول (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)(النساء: من الآية1) واسمعوا الله يقول (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(لأنفال:25) واسمعوا الله يقول (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ(78)كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(79) تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ)(المائدة:80) عباد الله هذه آيات كريمة من كتاب الله عز وجل من كلام الله عز وجل الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يستدعي أن تذهل كل مرضعة عما أرضعت ومن الذي يتصور أن الأم الحنون التي ألقمت ثديها في فم ابنها تذهل عنه ومن يتصور أن كل ذات أن كل ذات حمل تضع حملها ومن يتصور الحال الثالثة وهي أن ترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد عباد الله اتقوا الله عز وجل لا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور لا تغرنكم الأموال وكثرتها ولا يغرنكم هذا الأمن ولا تغرنكم نضارة الحياة الدنيا أيها المسلمون إن اغتراركم بهذا من الأماني الباطلة والآمال الكاذبة إنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون عباد الله لقد انتشرت المعاصي في مجتمع الأمة الإسلامية فيما مشارق الأرض ومغاربها وأصبح ما كان منكرا بالأمس معروفا اليوم وما كان معروفا بالأمس كان منكرا اليوم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات تعاملوا بالربا ومنعوا الزكاة ابتعدوا عن الحياء وانتهكوا الحرمات صاروا كالبهائم يطلبون متع الدنيا وإن أضاعوا الدين صدوا عن سبيل الله واتبعوا سبل الكافرين زين لهم سوء أعمالهم فظنوا ذلك تحررا وتقدما وتطورا وما علموا أن ذلك هو الرق تحت قيود الهوى والتأخر عن التقدم والسبق إلى الخيرات إلى الورى والتدهور إلى الهاوية والردى أيها المسلمون انظروا من حولكم من الأمم تجدون الفتن وتجدون الحروب وتجدون انتهاك الحرمات لقد بلغنا أن في البلاد الإسلامية من يعبد القبور ولا يعبد رب العالمين لقد سمعنا أن في البلاد الإسلامية ما يشرب فيها الخمر علانية وكأنه شراب طيب حلال لقد علمنا أشياء وأشياء لا يحسن أن نذكرها هنا لأنها تفجع ولأنها تحزن من في قلبه حياة أيها المسلمون إن أسباب هذا التدهور يرجع ترجع إلى أمرين أحدهما ضعف الدين في النفوس وقوة الداعي إلى الباطل والثاني قلة تبصير العلماء بدين الله عز وجل فمنهم الساكت المداهن ومنهم الموافق وقليل من كان مخالفا من كان مخالفا لهذه المنكرات ولكنهم لا يستطيعون أن يتكلموا لأن دولهم تمنعهم من ذلك أو تشدد عليهم القبضة وهناك أمر ثالث أيضا من أسباب هذا التدهور وهو أعلى من التعليم ألا وإنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأمر بما أمر الله الأمر بما أمر الله به ورسوله فهذا هو المعروف والنهي عما نهى الله عنه ورسوله وهذا هو المنكر ولذلك نقول إنه يجب علينا جميعا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة على هذه الأمة بل وعلى غيرها أيضا كما سمعتم الآيات التي نزلت في بني إسرائيل إنه فريضة إنه فريضة على هذه الأمة وعلى غيرها إنه هو الذي فضلت به هذه الأمة على غيرها يقول الله عز وجل (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)(آل عمران: من الآية110) ويقول جلا وعلا آمرا عباده أن يكونوا كذلك (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(آل عمران:104) فبهذه الثلاثة بهذه الثلاثة الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون الفلاح وهو النجاة من المرغوب وحصول المطلوب قال الله عز وجل (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(آل عمران:105) أيها الاخوة المسلمون إن الواجب على من رأى إن الواجب  على من رأى منكرا أن ينهى عنه ولكن باللطف واللين حتى يحصل المطلوب لأن العنف والشدة لا يولد إلا نفورا وكراهية لمن يأمر بذلك أيها الاخوة إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقتصر على فئة واحدة من الناس بل هو فرض كفاية على الناس جميعا ولقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وهذا لمن له سلطان وقدرة فإن لم يستطع فبلسانه وهذا هو النهي عن المنكر وهو مقدور عليه ولله الحمد ولكن لابد أن يكون باللطف واللين الذي يحصل به المقصود فإن لم يستطع فبقلبه يكره المنكر ويكره الإقامة عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو نص الحديث من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان وإن بعض الناس وإن بعض الناس قد توهم وهما شديدا بعيدا عن الصواب إنه يجلس مع فاعل المنكر يشاهدهم على ذلك ويقول إنه كاره ذلك بقلبه ولو كان صادقا لو كان صادقا لنصحهم أولا فإن انتهوا فهذا هو المطلوب وإلا وجب عليهم أن يفارقهم ولا يجلس معهم لأنه إذا جلس معهم صار معهم في الإثم قال الله عز وجل (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ)(النساء: من الآية140) أيها الاخوة المسلمون إنني أظن أنه لا أحد يعجز عن أن يكلم إنسانا رآه على منكر فيقول له يا أخي هذا منكر فاجتنبه فإنه أصلح لقلبك وأحسن لعاقبتك إنني لا أظن أن أحدا يقول لشخص يفرط فيما أوجب الله عليه يا أخي قم بما أوجب الله عليك فإنه أهدى لقلبك وأتقى لربك عن هذا أمر ميسر ولله الحمد أيها المسلمون إننا نحن كلنا نحب أن نكون أمة قوية مرموقة وذلك لا يتحقق حتى نتحد في أهدافنا وأعمالنا ولن يمكننا ذلك حتى نقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فنكون على دين واحد في العقيدة على قول واحد على عمل واحد صراطا مستقيما صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض أما إذا لم نقم بذلك إذا لم نقم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله فإننا سوف نتفكك وتنفصم عرانا ويكون لكل واحد منا هدف ولكل واحد منا طريق وعمل فنتفرق بذلك أحزابا كل حزب بما لديه فرحون ولقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)(الأنعام:159) يا أخي هذا أخوك هذا أخوك قد وقع في المنكر أرأيت لو أن حريقا أصاب ثوبه أو أصاب جسده ألست تساعده على إطفائه إذا فساعده على أن يزول هذا المنكر ولكن أكرر أن يكون ذلك باللطف واللين فإنه أجدى وأقرب إلى القبول أيها المسلمون إننا إذا لم نقم بأمر الله ونسعى إلى إصلاح مجتمعنا بالالتزام بدين الله فمن الذي يقوم ويسعى بذلك إذا لم نتكاتف على منع الشرور والفساد فكلنا هالك فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الرجل من بني إسرائيل كان إذا رأى أخاه على الذنب نهاه عنه تعذيرا فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون جليسه أو يأكل معه فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لأتمرن بالمعروف ولتهنون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم )) أيها المسلمون إن المؤسف إن من المؤسف جدا أن نرى مجتمعنا الإسلامي أمة محمد صلى الله عليه وسلم هكذا شعبا متفككة لا يغارون لدين ولا يخافون من وبال لا يتفقد الرجل أهله وولده ولا ينظر في جيرانه بل تراه يرى المعاصي فيهم لا ينهاهم عنها ويرى التقصير في الواجب فلا يتداركه وهذا والله منذر بالخطر لا سيما مع كثرة النعم والانغماس في الترف اسمعوا الله تعالى يقول (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً)(الاسراء:16) نسأل الله أن يعافينا من ذلك ويقول عز وجل (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ(44)فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(الأنعام:45) اللهم إنا نسألك يا منان يا بديع السماوات والأرض يا حي يا قيوم يا من بيده ملكوت السماوات والأرض يا من يقول للشيء كن فيكون نسألك  اللهم في مقامنا هذا أن تلهمنا رشدنا اللهم ألهمنا رشدنا اللهم ألهمنا رشدنا وهيأ لنا الخير واجمع كلمتنا على الحق اللهم أبرم لأمتنا أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذي سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

 

        الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليما كثيرا

أما بعد:-

        فيا  عباد الله اتقوا الله تعالى ولا يخذلنكم الشيطان عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر قائم بأمر الله عز وجل حريص على هداية خلق الله وهو على خير مهما كان الأمر إن المأمور المنهي له ثلاث مقامات له ثلاثة مقامات المقام الأول أن ترى منه علامة القبول وعلامة الاستجابة وهذا خير لك وله المقام  الثاني أن ترى منه موقفا سلبيا لا ترى علامة القبول ولا علامة الإنكار تجده إذا أمرته أن يقول عسى الله أن يهديني وإذا نهيته قال عسى الله أن يهديني ولكنك  لا تشعر بقبوله فهذا أنت على خير وهو يرجى له أن يؤوب إلى الخير وأن يعرف رشده ويلتزم به المقام الثالث أن تراه منكرا لما تقول كارها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا يكون قد باء بالإثم أما أنت فقد حصلت الأجر إذا فأنت مأجور على كل حال سواء قبل منك المأمور أم لم يقبل وسواء قبل منك المنهي أم لم يقبل أنت على خير يا أخي واعلم أنك إذا أمرت بمعروف أو نهيت عن المنكر امتثالا لأمر الله عز وجل وخوفا من عقوبة الله عز وجل فاعلم أن ذلك خيرا لك تجده مدخرا عند الله يوم القيامة لأنك في هذا قمت بفرض كفاية على جميع المسلمين فاتقي الله أيها المسلم اتقي الله ولا يخذلنك الشيطان فإن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكون من أصحاب السعير ولكن هنا نقطة يجب عليك  أيها الأخ المسلم أن تستشعر بها ألا وهي أنك تريد بأمرك أو نهيك إصلاح أخيك واستقامت حاله لا الانتقام منه ولا الانتصار لنفسك ولكن من أجل أن يستقيم هو على طاعة الله فمع هذه  النية الطيبة يجعل الله على يديك خيرا كثيرا ولقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر أعطى الراية علي ابن أبي طالب وقال انفذ على رسلك ثم ادعهم على رسلك أي على هونك ثم ادعهم إلى الإسلام فإنهم نعم ثم ادعهم إلى الإسلام فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم أي خير لك من الإبل الحمر وكانت أفضل أنواع المال عند العرب إذا فإذا هدى الله بك هذا الرجل ولا سيما إن كان رب عائلة فإنه يهتدي ويكون سببا لهداية عائلته وحين إذا  يكثر الخير لهذا الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أسأل الله تعالى أن يعينني وإياكم على الصلاح والإصلاح اللهم أعنا على الصلاح والإصلاح اللهم اجعلنا قادة خير ورشد وصلاح يا رب العالمين واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ , شذ في النار وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم امتثالا لأمر الله وأداء لحقوق رسول الله