خطبة بيان هيئة كبار العلماء في التحذير من جماعة الإخوان المسلمين الشيخ علي بن يحيى الحدادي

بيان هيئة كبار العلماء في التحذير من جماعة الإخوان المسلمين
الجمعة 13 نوفمبر 2020    الموافق لـ : 27 ربيع أول 1442
2.8M
00:12:22

تفريغ الخطبة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم ومسلمون.

إخوة الإيمان: إن الله تعالى أمر بالاعتصام بالكتاب المبين، والتمسك بسنة سيد المرسلين، ونهى عن التفرق في الدين، وأمر بلزوم جماعة المسلمين، وأمر بطاعة ولاة الأمور، وحذر على لسان نبيه ﷺ من الخروج عليهم ومنازعتهم، وخلع اليد من طاعتهم. لما يترتب عليه من اختلاف الكلمة، وتنافر القلوب، وسفك الدماء، وهتك الأعراض، وسلب الأموال. وما لا يحصى من صنوف الأضرار والأهوال.

ومع وضوح تلك الأوامر والنواهي، وتبيين الشرع لها أوضح بيان، بأفصحِ لسان، وأصحِّ برهان، إلا أنّ من الجماعات المنتسبة للإسلام ما أبى أهلُها إلا الزيغَ والعصيان، فتَركوا ما أُمِروا به، وارتكبوا ما نُهوا عنه، وعلى رأس هذه الجماعات في العصر الحاضر جماعةُ الإخوانِ المسلمين، التي أسسها “حسن البنا”، ومن المنتمين إليها، المؤثّرين في إضلال كثير من الناس بها: “سيد قطب”، و”محمد سرور”، فقد خالفت هذه الجماعة الكتاب والسنة، وسلكت مسالك البدعة، وجنّدت طاقاتها في التكفير والتفجير والاغتيالات، وإشعالِ نار الثورات والمظاهرات، وسعت السعي الجاد لقلب أنظمة الحكم والاستيلاء عليها بكل وسيلةٍ وسبيل.

ولكون هذه الجماعة كثيرةَ التلونِّ والتلبيس، والتمويهِ والتدليس، ولاستحلالِها للتَّقِيَّةِ والكذب في سبيل تحقيق مآربها، والانتشار في المجتمع بكل مؤسساته، فقد خفي حالُها على كثير من الناس، واغتروا بمعسول كلام دعاتها، وحلاوة أسلوبهم، وبريق شعاراتهم، وظاهرِ صلاح بعضهم.

عبادَ الله:

كشفاً لضلال هذه الجماعة، وتجليةً لبدعتها وخطرها، وبياناً لحرمةِ الانتماءِ إليها، والتعاونِ والتعاطف معها، صدر عن هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية يومَ الثلاثاء الماضي بيانٌ عظيمُ الشأن، جليلُ القَدْر، جاء فيه بعد المقدمة: ” فإن اللهَ تعالى أمر بالاجتماع على الحق ونهى عن التفرقِ والاختلاف قال تعالى:  {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }، وأمر العباد باتباع الصراط المستقيم، ونهاهم عن السبل التي تصرف عن الحق، فقال سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

وإنما يكون اتباعُ صراطِ الله المستقيم بالاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله ﷺ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أنّ مِن السبل التي نهى الله تعالى عن اتباعها المذاهبَ والنِحَلَ المنحرفةَ عن الحق، فقد ثبت من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: خط رسول الله ﷺ خطاً بيده ثم قال: “هذا سبيل الله مستقيماً”، ثم خط عن يمينه وشماله، ثم قال: هذه السبل ليس منها سبيل إلاّ عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ: “وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله،” رواه الإمام أحمد.

قال الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: “فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتقرق بكم عن سبيله”، وقوله: “أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه” ونحوُ هذا في القرآن، قال: “أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمِراء والخصومات في دين الله”.

والاعتصامُ بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله ﷺ هو سبيلُ إرضاءِ الله وأساسُ اجتماعِ الكلمة، ووحدةِ الصف، والوقايةِ من الشرور والفتن، قال تعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}

فعُلم من هذا: أنّ كلَّ ما يؤثرُ على وحدة الصف حولَ ولاةِ أمورِ المسلمين من بَثِّ شُبَهٍ وأفكار، أو تأسيسِ جماعاتٍ ذاتِ بيعةٍ وتنظيم، أو غيرِ ذلك، فهو محرمٌ بدلالة الكتاب والسنة.

وفي طليعة هذه الجماعات التي نحذر منها جماعةُ الإخوانِ المسلمين، فهي جماعةٌ منحرفة، قائمةٌ على منازعة ولاة الأمر، والخروجِ على الحكام، وإثارةِ الفتن في الدول، وزعزعة التعايشِ في الوطن الواحد، ووصفِ المجتمعاتِ الإسلاميةِ بالجاهلية، ومُنذُ تأسيسِ هذه الجماعة لم يظهر منها عنايةٌ بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتُها الوصولُ إلى الحكم، ومن ثَمَّ كان تاريخُ هذه الجماعةِ مليئاً بالشرور والفتن، ومِن رَحِمها خرجت جماعاتٌ إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فساداً ، مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم.

ومما تقدم يتضح أن جماعة الإخوان المسلمين جماعةٌ إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافَها الحزبيةَ المخالفةَ لهدي ديننا الحنيف، وتتسترُ بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقةِ وإثارةِ الفتنةِ والعنفِ والإرهاب. فعلى الجميعِ الحذرُ من هذه الجماعة، وعدمُ الانتماءِ إليها أو التعاطفُ معها”. انتهى بيان هيئة كبار العلماء في التحذير من جماعة الإخوان المسلمين، جزى الله الهيئة خير الجزاء، وكفانا شر هذه الجماعة، وردَّ كيدَها في نحرها، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً وعبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واشكروه على ما أنعم علينا في هذه البلاد من نعمة الإسلام والسنة، واجتماع الكلمة، وأُلْفَةِ القلوب، ووحدةِ الصف، وعلى ما أنعم به من ولاية حريصة على أمننا وسعادتنا، ورغد عيشنا، وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ فينا، وهيئاتٍ ولجانٍ علمية رسمية تدعو إلى التوحيد والسنة، وتحذر من الشرك والبدعة، وتنصح للأمة، ببيان ما ينفعها وما يضرها، ليكون المجتمعُ على بيّنةٍ وبصيرةٍ من أمره. فشكر الله لولاة أمورنا، وشكر الله لعلمائنا، وشكر الله لمعالي وزير الشؤون الإسلامية حرصه الكبير على حماية المجتمع من الجماعات الضالة، ومنها جماعةُ الإخوان إذ وجّه الخطباء بتلاوة بيان الهيئة على مسامع الناس في هذا اليوم إحقاقاً للحق، وإزهاقاً  للباطل “إن الباطل كان زَهوقاً”.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إلى ما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.