خطبة فبهداهم اقتده الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

فبهداهم اقتده
الخميس 26 فيفري 2015    الموافق لـ : 07 جمادة الأولى 1436
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ

خطبة جمعة بتاريخ / 8-5-1436 هـ

 

إن الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده اللهُ فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله تعالى وراقبوه جلَّ في علاه في الغيب والشهادة والسر والعلانية مراقبة من يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه ، وتقوى الله جل وعلا : عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاء ثواب الله ، وتركٌ لمعصية الله على نورٍ من الله خيفة عذاب الله .

أيها المؤمنون : إنَّ ربنا جل في علاه تفرد بالخلق والاصطفاء والاجتباء والاختيار ، وهو القائل جل وعلا: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ }[القصص:68] ، وإن الله عز وجل قد اختار من عباده صفوتهم وخيرتهم وأفضلهم ؛ فميَّزهم سبحانه وتعالى بخالص فضله وعظيم منِّه وجزيل عطائه ، قال جل في علاه: { إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ }[ص:46-47] ؛ إنهم يا معاشر المؤمنين الرسل الكرام ، صفوة عباد الله وخيرهم على الإطلاق ، والله سبحانه وتعالى اختارهم لرسالته واصطفاهم واجتباهم وميَّزهم تبارك وتعالى على العالمين كما قال جل وعلا: {وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ}[الأنعام:86] ، وقال جل وعلا: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ}[الحج:75] ، وقال جل وعلا : {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }[الأنعام:124] .

عباد الله : وهؤلاء الصفوة هم خيار الخليقة وصفوة العباد وقدوة العالمين ؛ جعل تبارك وتعالى الإيمان بهم أصلًا من أصول الإيمان وركنًا من أركان الدين ، فلا قبول لطاعة ولا انتفاع بعبادة إلا بالإيمان بهذه الصفوة ، قال الله تبارك وتعالى : {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}[البقرة:177] ، وقال الله تعالى : {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ }[البقرة:285] ، وقال جل وعلا : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}[النساء:136] ، وفي حديث جبريل المشهور عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال : ((أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)) .

عباد الله : إنَّ هؤلاء الصفوة الإيمان بهم الذي هو أصلٌ من أصول الإيمان يعني اعتقاد صدقهم وأنهم صادقون مصدوقون ، بررةٌ راشدون ، هداةٌ مهديُّون ، وأنهم من رب العالمين حقًا مرسلون ، بعثهم الله بالرسالة ، وأيَّدهم بالحجة والبينة ؛ فبلَّغوا البلاغ المبين ونصحوا أممهم تمام النصح ، فما تركوا خيرًا إلا دلوا أممهم عليه ، ولا شرًا إلا حذروهم منه ، روى مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ)) ، وهكذا كانوا عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين ؛ بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة ونصحوا أممهم تمام النصح وأوفاه  .

عباد الله : وهؤلاء الرسل أُمر العباد بالائتساء بهم والاهتداء بهديهم وترسُّم خطاهم كما قال الله جل شأنه : {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }[الأنعام:90] ، وقال جل وعلا {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ }[الممتحنة:4] .

عباد الله : وهؤلاء الرسل اتفقت كلمتهم على الدعوة إلى توحيد الله وإخلاص الدين له جل في علاه ؛ فكلمتهم في الدعوة إلى التوحيد واحدة من أولهم إلى آخرهم ، قال الله تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل:36] ، وقال جل وعلا : {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ}[الزخرف:45] ، وقال جل وعلا : {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ }[الأحقاف:21] والنذر: الرسل . واجتمعت كلمة هؤلاء الرسل على عقيدةٍ واحدة وإيمانٍ واحدة وأصولٍ متفقة من أولهم إلى آخرهم ، كما في الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ ؛ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ)) ؛ أي عقيدتهم من أولهم إلى آخرهم واحدة ، وأما الشرائع والأعمال والتكاليف فإنها قد تختلف من نبي إلى آخر كما قال الله جل في علاه {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}[المائدة:48] .

عباد الله : لقد قصَّ الله علينا في كتابه من نبأ المرسلين وخبر النبيين وقال جل في علاه : {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[يوسف:111] . نعم عباد الله ؛ إن حياة الرسل عليهم صلوات الله وسلامه مدرسة للعباد في جميع الأبواب وجميع المجالات عقيدةً وعبادةً وخُلقا ، وإنما ضاع أكثر الخلق وتورطوا في أنواع من التيه والضلال بسبب بُعدهم عن هدي المرسلين ، وأصبح كثير من الناس إذا أراد أن يقرأ في السير والأخبار والقصص لا يقرأ في سير هؤلاء الصفوة ! وإنما يقرأ في سيَر قومٍ لا خلاق لهم ، وهنا -عباد الله- تتبدل القيَم وتتحول الفطر ويختلُّ الاعتقاد وينحرف كثيرٌ من الناس .

عباد الله : إن حاجة البشرية لمعرفة هدي المرسلين والوقوف على سيَرهم وأخبارهم والاقتداء بهم والائتساء أعظم الحاجات ، وضرورتهم إلى ذلك أعظم الضرورات ، نعم -عباد الله- إن حاجتهم إلى ذلك أعظم من حاجة العين إلى ضيائها والبدن إلى الطعام والشراب والهواء ؛ لأن بمعرفة سير هؤلاء والاقتداء بهم حياة المرء الحقيقية وسعادته في دنياه وأخراه ، فهم قدوة البشرية وهداة العباد .

فما أحوجنا عباد الله أن نُعنى عناية عظيمة بسير المرسلين وقصص النبيين وأخبار هذه الصفوة من العالمين ، ليكونوا لنا قدوة ، وفي جميع أحوالنا أسوة ، فنقتدي بهديهم ونهتدي بهداهم ؛ لنكون بذلك من أهل السعادة والفضل والخيرية في الدنيا والآخرة ، فإن سعادة العباد متوقفة على تحقيق ذلك . نسأل الله عز وجل أن يعمر قلوبنا أجمعين بمحبة النبيين والمرسلين وبمعرفة أقدارهم ، وأن يعيننا أجمعين على الاهتداء بهم والتأسي بهم ، وأن يجعلنا أجمعين من أتباعهم حقا وأنصارهم صدقا ، إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل .

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد عباد الله : اتقوا الله تعالى .

عباد الله : لقد ختم الله جل وعلا الرسالات برسالة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ، وختم بنبوته النبوات ، وكتابه القرآن الكتب ، قال الله تبارك وتعالى : {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }[الأحزاب:40] ، وبرسالته عليه الصلاة والسلام خُتمت الرسالات كلها ، وجاءت رسالته عليه الصلاة والسلام ناسخةً لجميع الرسالات ، فلا يقبل الله من بعد مبعثه عليه الصلاة والسلام دينًا غير الدين الذي بعثه الله به وأنزله عليه ، قال الله تعالى : {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ }[آل عمران:19] ، وقال جل وعلا : {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[آل عمران:85] ، وقال جل وعلا : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة:3] ، ولهذا صح في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ )).

عباد الله : لنحمد الله جل وعلا كثيرا أن جعلنا من أمة هذا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ، ولنعمُر قلوبنا بمحبته محبةً مقدمةً على النفس والنفيس والوالد والولد والناس أجمعين ، ولنعتني - يا معاشر المؤمنين- بقراءة سيرته ومطالعة هديه ، ولنجاهد أنفسنا على حُسن الاتباع له والاهتداء بهديه صلوات الله وسلامه عليه ، قال الله تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21] وقال جل وعلا : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }[الحشر:7] ، وقال جل وعلا : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}[النساء:59] ، وقال جل وعلا : {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[النساء:65] .

اللهم يا ربنا وفِّقنا لاتباع النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولزوم منهاجه القويم ، واجعلنا من أتباعه حقا وأنصاره صدقا يا ذا الجلال والإكرام .

واعلموا -رعاكم الله- أن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، وعليكم بالجماعة فإنَّ يد الله على الجماعة . وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)).

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين ؛ أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي ، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان ، اللهم كن لهم ناصرًا ومُعينا وحافظًا ومؤيِّدا ، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم . اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين . اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال يا ذا الجلال والإكرام .

اللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله ؛ دقه وجلَّه ، أوله وآخره ، علانيته وسره ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا ، فأرسل السماء علينا مدرارا ، اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت يا منان يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام ، نتوجه إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم إنا نسألك غيثاً مغيثا ، هنيئًا مريئا ، سحًا طبقا ، نافعًا غير ضار ، عاجلًا غير آجل ، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر ، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، وزدنا ولا تنقصنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

عباد الله اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } .