خطبة قرار المرأة وقارها الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

قرار المرأة وقارها
الجمعة 3 جوان 2011    الموافق لـ : 01 رجب 1432
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

قرار المرأة وقارها

خطبة جمعة بتاريخ / 1-7-1432هـ

 

الحمد لله أتم لنا الدين وأكمل علينا النعمة ، وجعل أمتنا أمة الإسلام خير أمة ، وبعث فينا رسولاً يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الغفور ذو الرحمة ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه للعالمين رحمة ؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد أيها المؤمنون : اتقوا الله تعالى ؛ فإن في تقوى الله خَلَفاً من كل شيء ، وليس من تقوى الله خَلَف .

أيها المؤمنون : إن النعمة علينا معاشر المسلمين والمنة عظيمة بالهداية لهذا الدين والصراط المستقيم .

أيها المؤمنون : إنه دين الله تبارك وتعالى الذي رضيه لعباده ولا يرضى لهم دينا سواه ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة:3] ، ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران:85] ، إنه الدين الذي أصلح الله به العقائد والأعمال والأخلاق ، وأصلح به ظاهر المرء وباطنه ، وزيَّنه بجمال هذا الدين وكماله ، إنه الدين - عباد الله - الذي من تمسك به أفلح ونجح ، ومن تركه ترحّلت عنه العقيدة السليمة والأعمال القويمة والأخلاق الفاضلة النبيلة ، إنه - عباد الله - الدين القويم والصراط المستقيم الذي لا فلاح ولا سعادة للعباد في دنياهم وأخراهم إلا بتحقيقه والقيام به ؛ الصدق شعاره ، والحق مداره ، والعدل قوامه ، والرحمة روحه ، والخير لزيمه وقرينه ، والصلاح والإصلاح غايته وهدفه ، فما أعظم هذا الدين ، وما أجل النعمة علينا به - معاشر المسلمين - فلنحمدِ الله ربنا على أن هدانا لهذا الدين وأن جعلنا من أهله ، ولنسأله تبارك وتعالى الثبات عليه إلى الممات .

أيها المؤمنون عباد الله : لقد جاء هذا الدين القويم بهداياته العظيمة وتوجيهاته السديدة مصلِحًا للعباد ، محققاً للفلاح ، قاطعاً لدابر الفتن والفساد .

أيها المؤمنون : وإن من تدابير الدين العظيمة وتوجيهاته المباركة تلك التوجيهات التي جاءت في كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام مختصة بالمرأة المسلمة ، محقِّقة لها في تمسكها بتلك الآداب والتوجيهات الفلاح والسعادة والصيانة والرفعة في الدنيا والآخرة ، والمرأة المسلمة - عباد الله - إذا وفقها الله جل وعلا وشرح صدرها للتمسك بآداب الإسلام وأهدابه سعِدت وسلِمت وسلِم أيضا مجتمعها من الافتتان بها ، لأن المرأة - أيها المؤمنون- فتنة ، بل قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه : ((مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ )) ، وقال عليه الصلاة والسلام : ((فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ )) ؛ فالفتنة في النساء فتنة عظيمة وشديدة للغاية وقد خافها وخشيها نبي الهدى والرحمة صلوات الله وسلامه عليه على أمته . وجاء الإسلام بتوجيهات مسددة وإرشادات عظيمة إذا أخذت بها المرأة سلمت وسلم مجتمعها من الافتتان بها .

أيها المؤمنون : إن الواجب على المرأة المسلمة أن تقرأ القرآن وأحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وتأخذ بالتوجيهات الواردة في الكتاب والسنة مأخذ الجد والعزيمة دون تراخٍ أو توان ؛ فإن في تلك التوجيهات صلاحها وسعادتها في دنياها وأخراها . ولمـَّا تمرد بعض النساء على توجيهات الشرع وإرشاداته الحكيمة وقعن - والعياذ بالله- في مهاوي الرذيلة ومآلات الهلاك ، وكثير منهن بعد خطوات طويلة وعمرٍ مديد أمضيْنه في البعد عن شرع الله وتوجيهات الإسلام أعلنَّ في مناسبات كثيرة فشلهن بسبب ذلك البعد والترحل عن قيم الإسلام وآدابه ، والسعيد من اتعظ بغيره ، والشقي من اتعظ به غيره .

أيها المؤمنون عباد الله : إن المسلمة عندما تتأمل في آداب الإسلام وتوجيهاته لها لا ترى أنها تكبيلٌ لها وتقييد لحريتها كما يزعمه خصوم الإسلام وأعداء الدين ، بل إن توجيهات الإسلام للمرأة المسلمة توجيهاتٌ تكفُل للمرأة الحياة النبيلة والعيش الهنيء بعيداً عن أخطار الفتن ومسالك الانحلال والانحراف والفساد . إن المرأة عندما تأخذ بتعاليم الإسلام تعيش حياة الوقار والكمال والجمال والعفة ، والحديث في بيان هذه التوجيهات يطول ويطول ؛ لكن لنقف مع بعض هذه التوجيهات العظيمة :

يقول الله جل وعلا : ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب:33] ، وفي قراءة ﴿وَقـِرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ والمعنى على القراءة الأولى : من القرار وهو المكث في البيوت وعدم الخروج إلا لحاجة وضرورة ملِحّة ، وعلى القراءة الأخرى ﴿ قِرْنَ ﴾ من الوقار . وبين القراءتين تلازم في المعنى ؛ فإن المرأة - أيها المؤمنون - إذا قرت في بيتها تحقق لها الوقار ، بينما إذا كانت خراجة ولاجة فإن هذا الخروج والولوج وعدم القرار في البيوت يفضي بها إلى ترحل الوقار عنها وحلول أضداد ذلك محله .

وفي قوله ﴿ بُيُوتِكُنَّ ﴾ ؛ مع أن البيوت في الغالب ملك للأزواج لكن لما للمرأة من اختصاص بالبيت وبقاءٍ به ورعايةٍ له ومسؤوليةٍ عظيمةٍ فيه أضيف البيت إليها ؛ لأنها مطلوبٌ منها ملازمة البيت والقرار فيه وأن لا يكون لها خروجٌ من بيتها إلا لحاجة .

﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ ؛ فإذا خرجت من بيتها تخرج لحاجةٍ أو لضرورة ملتزمةً بضوابط الشرع وأهدابه وآدابه ، فمن التبرج : سفور المرأة وإبداءُها محاسنها ، وإظهارها لزينتها ، وتعطرها وتجملها ، وحرصها على فتن الرجال ولفت أنظارهم ، فكل هذه المعاني من تبرج الجاهلية الأولى التي لا تنال منها المرأة إن فعلتها إلا الانحطاط والسفول والعياذ بالله .

ثم هذه المرأة الكريمة المصونة التي قرّت في بيتِها تأتي التوجيهات إلى الرجل أن يرعى كرامتها وأن يحفظ لها فضيلتها وأن لا يكون هُناك اختلاط بين الرجال والنساء أو خلوةٌ بالمرأة الأجنبية لما يترتب على ذلك من فتن وأضرار ، ففي الصحيحين عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ((إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ)) ، وفي رواية ((لاَ تَدْخُلُوا عَلَى النِّسَاءِ)) ؛ فالمرأة مطلوب منها أن تقر في بيتها ونُهيَ الرجال الأجانب عن الدخول على النساء في البيوت لما يترتب على ذلك من شر وفتنة وهلاك . (( فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ )) أي هل يشمله ذلك ؟ والحمو أو الأحماء : أقارب الزوج عدا آباءه وأبناءه ؛ كأخيه وعمه وخاله وابن عمه وابن خاله .

قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم : (( الْحَمْوُ الْمَوْتُ )) ؛ ولنقف - أيها المؤمنون - مع هذا التنبيه والزجر العظيم :

((الْحَمْوُ الْمَوْتُ )) ؛ الحمو: الذي هو قريب الزوج من أخ وعم وابن عم وخال وابن خال قال عنهم صلوات الله وسلامه عليه : ((الْحَمْوُ الْمَوْتُ )) فكيف بالرجال الأجانب البعداء عن المرأة ومن ليس لهم بها قرابةٌ ولا بزوجها ؟!

قال: ((الْحَمْوُ الْمَوْتُ )) ؛ وفي تعبيره عليه الصلاة والسلام بالموت تنبيهٌ إلى أن الإخلال بآداب الإسلام ووصاياه العظام لا يوصل بمن أخلّ بها إلا إلى الموت والهلكة ، نعم !! قد يكون هذا المخِل بآداب الإسلام وأهدابه يمشي على قدميه ويأكل ويشرب ويتحدث ولكنه في الحقيقة ميت ، لمَ ؟ لأن الفضيلة والعفة والشرف والكرامة ماتت عنده فلم يكن من أهلها ، فالفضيلة تموت والعفة تموت والأخلاق تموت ولموتها أسباب ، وديننا جاء لحماية العباد من موت الفضيلة وموت الأخلاق وموت الآداب .

أيها المؤمنون عباد الله : إن المرأة المسلمة ولاسيما في زماننا هذا زمن الفتن ، الزمن الذي انفتح فيه كثير من الناس على عادات الكفار وتقاليدهم بل ومجونهم وانحلالهم وانحرافهم وانحطاطهم وسفولهم ، ومع كثرة النظر وإدمان المشاهدة من خلال القنوات الفضائية ومن خلال مواقع الشبكة العنكبوتية ومن خلال مجلات هابطة ونحو ذلك بدأت تتسلل تلك الأخلاق إلى عقول بعض النساء ، والمرأةُ ضعيفة وسريعةُ الافتتان إلا من حماها الله عز وجل ووقاها وسارعت بإنقاذ نفسها وسد أبواب الفتنة عنها ملتجئةً إلى الله تبارك وتعالى معتصمةً به .

أيها المؤمنون : إننا في زمان يجب علينا أن تتضافر فيه جهودنا حمايةً للفضيلة ورعايةً للكرامة وصيانةً للشرف ورعايةً للغيرة الدينية التي جاء بها دين الله تبارك وتعالى لنعيش في كنف الإسلام وآدابه العظام وتوجيهاته المسددة حياة شرف وفضيلة وكرامة ورفعة .

هذا ؛ واللجوء إلى الله وحده لا شريك له بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يحفظ لنا أجمعين شرفنا وفضيلتنا وكرامتنا وديننا وعفتنا ، وأن يصلح لنا شأننا كله وأن لا يكلنا على أنفسنا طرفة عين ، وأن يصلح نساءنا وبناتنا وأن يجنبهن الفتن ما ظهر منها وما بطن ، إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل .

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحبُ ربُّنا ويرضى ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد :

أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله تعالى وراقبوه في السر والعلانية والغيب والشهادة مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه .

أيها المؤمنون : وإذا كان ديننا الحنيف بتوجيهاته العظيمة وإرشاداته السمحة المباركة يريد من المرأة أن تعيش حياة الكمال والفضيلة والرفعة فإن أعداء الدين وخصومه لا يريدون منها ذلك ؛ بل يريدون حياة الرذيلة والانحطاط والسفول ) وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ( [النساء:27] ، نعم ! إنها حقيقةٌ ظاهرة .

عباد الله : إن على المرأة المسلمة أن لا تستهين بهذا الأمر وأن لا تسمع لدعوة كل ناعقٍ وكل هاتف ، وإنما ليكن سماعها مقصوراً على ما كان مُدْعَماً بالحجج البينات والدلائل الواضحات من العلماء المحققين الراسخين أهل الدراية بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام .

قَدْ هَيَّأُوكَ لِأَمْرٍ لَوْ فَطِنْتَ لَهُ     فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَرْعَى مَعَ الهَمَلِ

أيها المؤمنون عباد الله : إن المرأة في هذا الإسلام إن عاشت مع آدابه عاشت حياةً كريمةً فاضلة ، وإن فُتنت ومضت مع دعاة الفتنة ودعاة الشر والفساد لِتتذكر أنها يوماً من الأيام ستغادر هذه الحياة ، ولتتذكر أن جسمها الجميل ومحاسنها الفاتنة وتزيينها لنفسها وفتنها للرجال سيأتي عليها يوم وتُدرج في حفرة ويهال عليها التراب وتأكلها الديدان ويذهب عنها رونقها وجمالها وتكون في تلك الحفرة رهينةُ أعمالها وقيد ما قدَّمت في هذه الحياة ، فلتتق الله المرأة المسلمة في نفسها خاصة وفي مجتمعها ؛ ليعيش المجتمع حياة الكرماء وحياة الأفاضل النبلاء .

اللهم حقق لنا ذلك في مجتمعنا وفي مجتمعات المسلمين كلها ، وجنِّب نساء المسلمين يا ربنا ويا مولانا الفتن ودعاة الفتن ودعاة الشر يا رب العالمين ، اللهم وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .

واعلموا رعاكم الله أن أصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعةٍ ضلالة ، وكل ضلالةٍ في النار ، وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة.

وصَلُّوا وسلِّموا - رعاكم الله - على محمّد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب:56] ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)). اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد .

وارضَ اللَّهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين ؛ أبي بكرٍ الصديق ، وعمرَ الفاروق ، وعثمان ذي النورين ، وأبي الحسنين علي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنّا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .

اللهم إنا نسألك غيثاً مُغيثا هنيئاً مريئا .. اللهم إنا نسألك غيثاً مُغيثا ،اللهم أغث قلوبنا بالإيمان ونفوسنا بالأخلاق، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان ونفوسنا بالأخلاق وأدِّبنا بآداب الدين يا رب العالمين نحن ومن نعول يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم اسقنا الغيث ، اللهم اسقنا الغيث ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم زدنا ولا تنقصنا اللهم آثرنا ولا تؤثر علينا ، اللهم إنا نسألك الغيث فلا تجعلنا من القانطين ، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر ، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدمٍ ولا عذاب ولا غرق ، اللهم وأصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر .

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين . اللهم وفق وليّ أمرنا لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال والأعمال ، وأصلح له النية والعمل وأصلح له البطانة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم ووفق جميع ولاة أمرِ المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك واتباع سنةِ نبيك صلى الله عليه وسلم ، اللهم واصرف عنّا وعن إخواننا المسلمين في كل مكان الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم اصرف عنا وعنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن . اللهم آمن روعات المسلمين في كل مكان واستر عوراتهم واحقن دماءهم وجنبهم يا ربنا الشرور كلها يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام .

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين وأذلّ الشرك والمشركين وانصر من نصر دينك وكتاب وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم  ، اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان والسلامة والإسلام والمعافاة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام .  ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

عباد الله : اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ) وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ(.