مقال معالي الوزير ومحاربة الغلو الشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم

معالي الوزير ومحاربة الغلو
الأربعاء 27 جانفي 2016    الموافق لـ : 16 ربيع ثاني 1437

عزيزي رئيس التحرير في رحاب مكة المكرمة وبمقربة من بيت الله الحرام حل يوم الثلاثاء من هذا الشهر (11/ 8/ 1424هـ) ليكون ظرفاً لحدث مهم ونشاط متميز .. إنها ندوة أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو، التي عمرها جماعة من العلماء وطلبة العلم.

لقد سبقت وزارة الشؤون الإسلامية إلى هذا الفضل، وبادرت إلى شرح الموقف الإسلامي من الغلو بما يدفع عادات المسيئين إلى الإسلام والمفترين عليه، فنحن في زمن نشكو من عدو حاسد حاقد، أو ابن جاهل أحمق، وكلاهما معول هدم لما بني في هذا البلد من عقيدة راسخة، وحضارة إسلامية ناصعة، وفيما قامت به الوزارة: تجلية لبراءة الإسلام مما ألصقه به المعتدون من الغلو والتطرف، وبياناً واضحاً لموقف علمائنا من الغلو والتطرف، وأنهم حرب عليه بأقلامهم وألفاظهم منذ أن تأسست المملكة العربية السعودية على يد الملك الصالح عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ رحمه الله تعالى ـ وأنهم أيضًا عانوا من المتطرفين والمغالين، وخاضوا معهم حوارات ومجادلات قضت على جميع شبهاتهم، وأصلحت كثيرًا من أتباعهم، فلم يبق إلا من حقت عليه الضلالة، وأوبقته الشقاوة.

وإني لاعتز كثيراً عندما أرى أحد كبار الشخصيات التي جمع الله تعالى لها الحسنيين: حسن العلم والتضلع به، وحسن العقل المتدفق نبلاً المتوقد ذكاء، يقود هذا الصرح النابض بهوية بلادنا، المأوى لأفئدة الملايين من المسلمين إخواننا، إنه معالي الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. فهذا بحد ذاته رسالة إلى جميع من تعسف ووصفنا بالغلو، فالشيخ واحد من أبرز الرموز الإسلامية في عالم الإسلام وهديه وسمته وعمله وسط واعتدال، بارك الله في عمره وعمله وأدام عليه نعمه ظاهرة وباطنة.

فالشكر له والثناء عليه لما يقدمه للإسلام وأهله وما يبذله من جهد في سبيل الحفاظ على أمن عقيدتنا وفكرنا وسلامة بلادنا من دخيل الأفكار، حق لا أذيع سراً أن قلت: أكثر الأمة يلهجون به. وأخص شكره والثناء عليه لعقد هذه الندوة المباركة وإظهارها بهذا الاتقان الفائق الذي هو سبب نجاحها وسر تأثيرها. كما أشكر العاملين على هذه الندوة من مسؤولي وموظفي الوزارة لما لمست منهم من عطاء كبير وبذل متواصل في سبيل الرقي بها إلى الكمال.

أسأل الله تعالى للجميع العون والسداد وصلى الله عليه وسلم وعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

د. عبد السلام بن حسن العبد الكريم. عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء