محاضرة نصيحة للإخوة العراقيين الشيخ محمد بن هادي المدخلي

نصيحة للإخوة العراقيين
الثلاثاء 16 شعبان 1437 هـ   الموافق لـ : 24 ماي 2016 م
24.1M
00:52:38
تحميل المحاضرة

عناصر الشريط

تفريغ المحاضرة

أولاً: نحمد الله جل وعلا على ما منّ به علينا وعليكم من هذا اللقاء والذي نسأله جل وعلا أن يجعلنا موفقين فيه وأن يجعله مباركًا علينا جميعًا .

ثانيًا: أنا لنحمد الله جل وعلا أن منّ علينا جميعًا ووفقنا لسلوك طريق العلم الذي هو الطريق الصحيح الموصل إلى الجنة بإذن الله تبارك وتعالى فهذه نعمة من الله جل وعلا عظيمة يجب علينا أن نذكرها لنشكرها .

والعلم معرفة الهدى بدليله               ما ذاك والتقليد يستويان

والجهل داء قاتل ودوائه                 أمران بالتركيب متفقان

نص من القرآن أو من سنة                وطبيب ذلك العالم الرباني

فالعالم الرباني هو الذي يربي بصغار العلم قبل كباره، والعالم الرباني هو الذي يغرس في طلبته ومن يستمع إليه تعظيم الدليل وتقديمه على سائر الأقاويل، وكل كلام يطرح أمام كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا هو العالم الذي يربي طلبته ويربي المستفيدين منه على تعظيم النصوص وأحترامها وتوقيرها وتقديمها على قول كل من خالفها، فمن خالفها بسبب من الأسباب ولم يوفق للصواب فهو معذور كما بيّن ذلك أهل العلم ومغفور له خطأه إن شاء الله، ومن خالفها لهواه ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرًا، لأن الله جل وعلا يقول (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) فهذا هو العالم الذي يربي الناس على هذا، فينظر إلى مستوياتهم، عقولهم، فهومهم فيحدثهم ويخاطبهم بما يعقلون وبما يفهمون حتى لا يكذب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويظن بشيء من العلم في وقت من الاوقات على بعض من لا يبلغ إليه علمه وهذا ليس من الكتمان في شيء وإنما من التدرج في تربية الناس وفي تعليمهم لأن غذاء الكبار وزاد الكبار سم الصغار فما كل قول يقال للكبير يقال للصغير، وما كل قول يقال للمتوسط والمنتهي يقال للمبتدي وهكذا الناس مراتب وعقولهم تتفاوت وفهومهم تبع لذلك فيخاطبهم العالم بناءًا على هذا، ولكن الأصل في كلامه وفي خطابه وفي تربيته عند الجميع هو تعظيم الدليل في نفوس المسلمين فلا يقدّم على كلام الله ورسوله كلام أحد من الناس كائنًا من كان، وهذه نعمة من الله عظيمة قليل من الناس من يتدبر فيها ويتفكر فيها ويتأمل فيها وقليل من الناس أيضًا من يقوم بها، نحن في هذا الزمن زمن المجاملات كما يسمونها وهي المداهنات يُسكت عن الباطل إذا جاء من الصديق أو القريب فلا يُنكر ويقال بالحق حينئٍذ إذا جاء ذلك من بعيد فكم من مقالة لمبطل رُد عليها فإذا صدرت من قريب أو صديق سُكت عنها، لا الواجب ان ينبه عليها وأن تبين له فلا فرق بين ذاك وهذا في دين الله تبارك وتعالى إلا أنا نحّمل صاحب الطريق الصحيح والطريق السلفي على إرادة الحق ولكنه أخطاه فإن ركب رأسه رُد عليه ولا فرق بينه وبين المبطل البعيد الأول فإذا قمنا بهذا وعملنا بهذا الميزان وأتبعنا طريق القسط بين الناس فإن الله جل وعلا يوفق ويصلح بإذن الله تبارك وتعالى والحق حقيقة لا يرضاها الناس جميعًا لا بد وأن يأتي وقت من الأوقات يقع في بعض الناس أو في نفوس بعض الناس عدم الرضا بشيء مما يقوله العالم ولهذا يقول عمر رضي الله عنه في المشهور عنه (أبى الحق أن يدع لي صاحبًا) لأن الناس الواجب أن تعاشرهم أنت ايها الطالب للعلم أما العالم فمن باب أولى يعاشر الناس على ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، لا على ما يهوون هم لأنك إذا أتبعت أهوائهم فسدت الأمور وهكذا لو أتبعتهم على ما يريدون أضلوك عن سبيل الله جل وعلا، فنحن نسأل الله العافية والسلامة فطالب العلم السني السلفي الأثري يربيه أشياخه على هذا فينشىء عليه، وليعلم الجميع كما قلت في العصر أنه لا بد مع العلم الحلم يتدرع بالحلم ويصبر على الأذى ويسوس الناس بالسياسة الشرعية النبوية التي جاءت في نصوصه صلى الله عليه وسلم وهذه نعمة من الله عظيمة من وفق لها فقد وفق للخير الكثير فطلبة العلم عليهم مسؤولية خصوصًا إذا رجعوا إلى بلدانهم وأهليهم في مثل هذه الإجازات التي يعودون فيها إلى أهليهم ولا سيما في هذا العام بالذات فالإجازة طويلة من أطول الإجازات التي لم تكن أطولها في السنوات الماضية ما كانت مثلها قرابة أربعة شهور تقريبًا هذه المدة ثلث السنة فإذا رجعت أنت يا طالب العلم إلى بلدك وكلفت نفسك في الدعوة إلى الله جل وعلا وتعليم الناس وإرشادهم فإنك ستجد في هذه المدة الأثر، مدة ليست سهلة وأيضًا إذا حرص العبد على الخير فإن الله جل وعلا يوفقه، فالواجب علينا أن نحرص على عامة الناس الذين نرجع عليهم لأن هذا هو الذي أمرنا الله به إذ قال جل وعلا ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) ما هو كل الناس يذهبون ليتفقهوا تتعطل مصالح العباد هذا صانع، هذا تاجر، هذا زارع، وهكذا وهذه الفرقة الطائفة تذهب تتفقه فتعود إلى قومها فينذروهم ويبشروهم ويعلموهم لعلهم يحذرون ( وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) يحذرون عذاب الله جل وعلا المترتب على انتهاك محارمه فيقومون بالدعوة إلى الله وتعليم الناس وتفقيه الناس والتبيين للناس في أمور الناس وخصوصًا في هذه الأزمان الجهل المركب أنتشر جهل كثير خصوصًا مع مجيء الإعلام وأنفتاح الناس في هذا الجانب كم من المضلين في القنوات الإعلامية الفضائية ؟ كثير جدًا والناس يتلقفون هذه الأخبار ويتلقفون هذه الأحكام الشرعية ممن ليسوا أهلًا بأن يؤخذ عنهم فيضلون بسبب ذلك فيحتاجون إلى من يصحح لهم في عقائدهم، في عباداتهم، في معاملاتهم وهذا الذي يجب علينا إذا عدنا إلى أهلينا فطالب العلم والعالم غيث ينفع الله به حيثما نزل فإذا فتح الدرس والدرسين في الكتاب والكتابين والفن والفنين فلا ينس العامة أنا نجعل لهم مجمع نعظهم فيه ونذكرهم فيه ونقول لهم في أنفسهم قولًا بليغًا ينتفعون به فلا يجوز لنا أن نتساهل في مثل هذا فإن هذا زكاة العلم الذي أخذناه وتعلمناه .

وثالثا: الذي أوصي به الإخلاص لله جل وعلا في معالجة الأمور التي تحدث بين أهل الإسلام وخصوصًا أهل السنة أن يكون المقصد هو الإصلاح بين الناس وقبل ذلك حماية هذه السنة، حماية دين الله جل وعلا من أن يلطخ بأوبار البدع أو يلطخ بالأخطاء التي يخطئها بعض من ينتسب إلى السنة فلا يجوز السكوت على هذا ولا سيما في حال التأكد وحال التأكد ما هي ؟ نص عليها الإمام أحمد رحمه الله تعالى حينما طلبوه أن يداري في مسألة الفتنة فتنة الخلق، خلق القران قال (إذا جهل الجاهل، إذا جهل الناس ودارى العالم فمتى يعلم الناس الحق ؟) هذه العبارة جميلة وقاعدة (إذا جهل الناس ودارى العالم فمتى يعرف الناس الحق ؟) يعني إذا كل واحد تخلص ما يريد أن يتعرض للأذى والناس يجهلون دين الله أو حكم الله في هذه المسألة وهذا يعلمه وهنا يتعين عليه أن يتحمل الأذى وأن يصبر وهذه قالها لعمه رحمه الله تعالى حينما طلبه أن يلطف ويرفق بنفسه فقال له يا عم إذا جهل الناس ودارى العالم فمتى يعلم الناس الحق ؟ فتحمل رضي الله عنه ما تحمل، ففي هذه الاوقات بعض البلدان، بعض القرى، بعض المدن، بعض الاقاليم ما يوجد فيها إلا العالم السني وطالب العلم السني الرباني ما يوجد فيها السني وإن وجد فتجد هذا يتأول وهذا يتأول ما يريد أن يتصادم مع الناس فمتى يعلم الناس دين الله ؟ هنا يتعين عليك أن تقوم بالحق إذا كان معك علم وتجد في نفسك القوة فإن هذه منزلة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام صبروا على ما أُوذوا حتى أتاهم نصر الله جل وعلا، فلا ينبغي لنا أن نتهاون معشر الأحبة في هذا خصوصًا في هذه الأونة كما قلت لكم مع وجود هذه الفضائيات التي تنشر كثيرًا من الشر وكثيرًا من الإنحراف من ناحية البدع والأهواء المضلة وخصوصًا ممن ينتسب إلى السنة فيقع به الضرر العظيم على عقائد المسلمين فيجب علينا أن نبين للناس في هذا وألا ندعهم فريسة لهؤلاء فنرحم الناس ونرفق بالناس ونتلطف مع الناس حتى يقبلوا الحق فنكون نحن أولى بهذا ما يكون صاحب الباطل أكثر قدرة على أستمالة العامة منا وأستجلابهم إلى باطله فنحن أهل الحق نكون عندنا شيء من الحمق، شيء من عدم الإحسان في التصرف في مواقف لا يجب أن يكون الإنسان في هذا الباب مراعيًا للمصالح والمفاسد فإذا كانت المفاسد راجحة أحجم وإذا كانت المصالح راجحة أقدم وإذا رأى الشر عم وطم ولا قبل له به فإنه يتقوى بإخوانه ويحاول قدر الإستطاعة أن لا يكون منفردًا .

وما المرء إلا بإخوانه كما       كانت الكف في المعصم

لا خير في الكف مقطوعة       ولا خير في الساعد الأجذم

تسعى مع إخوانك وتقويهم وتشد على عزائمهم لتتناصروا جميعًا لإظهار دين الله تبارك وتعالى فإن اليد الواحدة كما يقال لا تصفق فإذا أنت أحسنت مع إخوانك في هذا الباب فإن الله جل وعلا يعينك أما أن تكون منفردًا فربما لا تستطيع وخصوصًا في مواقف الفتن وهذا يترتب عليه فقه عظيم جدًا ومن ذلك أن ينظر إلى ما ؟ إلى واقع الناس وما هم فيه وما هي الشرور الحالة بهم فأيها يقدم في العلاج ؟ يبدأ به وأول ما يجب أن يقدم ما يتعلق بإعتقاد المسلمين ويصحح الشرك ويبين للناس الشرك ويبين للناس التوحيد ثم بعد ذلك البدع ثم بعد ذلك مسائل الفروع في الأحكام من حيث الحلال والحرام وهذا يتطلب التزود بالعلم وأن يكون طالب العلم دائمًا وأبدًا مراجعًا مستحضرًا لما تعلمه فإنه بمثل هذه المواقف يحتاج إليه والعوام ينظرون إليه .

رابعا: وأوصي أيضًا بحسن الخلق فإن حسن الخلق من أعظم الأسباب التي يستجلب الأن المبتدعة بها كثيرًا من المسلمين يدندنون عليها ويجلبونهم بها لو لم يستطع إلا الكلمة الطيبة فإنه يجب عليه أن يبذلها فإنها صدقة قبل كل شيء وفي القوت نفسه الكلمة الطيبة لها أثر في نفوس السامعين والله جل وعلا قد أرسل أفضل الرسل في زمانه إلى شر الناس في زمانه موسى وهارون عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام إلى فرعون لعنه الله أكفر الخلق ومع ذلك (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ) فلا بد أن نُعّلم الناس بالرفق فمن عاند ركب رأسه لا مانع حينئٍذ من الإغلاظ عليه والإنكار عليه بشدة لأن من خالف كلام الله وكلام رسوله وظهر ذلك للناس فإن الناس يعذرونك حينئٍذ يقولون هو المخطي أما قبل ذلك لا يقبلون منه لو فعل به كذا، لو فعل به كذا، لو فعل به كذا فأنت تسد هذه وتستفيد من ذلك كسب العامة معك في هذا الجانب .

هذا الذي أوصي به أيضًا أبنائي في هذه المرحلة وفي هذا البلد أعني العراق وفي كل بلاد الإسلام بل وفي غير بلاد المسلمين .

وأما السؤالات:

1- فهذا سؤال يقول لو ثبتت مسائل سلوكية على طالب علم فما هو الموقف الصحيح هل يجوز الرد عليها وشهرها بين العامة أم الستر على من صدر منه ذلك ؟

الجواب: هذا ليس خاص بطالب العلم بل المسلم هذا مطلوب، الستر مطلوب على المسلمين جميعًا فإن الله حيي ستير سبحانه وتعالى ويحب الستر على عباده، والنبي صلى الله عليه وسلم كم ورد عنه في هذا الباب من الأحاديث التي يأمر فيها بالستر والستر على نوعين:

أ- ستر من أبتلي بشيء من هذه المعاصي والقاذورات على نفسه .

ب- وستر إخوانه المسلمين عليه هذان كم ؟ قسمان .

فمن أبتلي حفظكم الله وعافانا وإياكم بشيء من هذا من عباد الله المسلمين من هذه المعاصي وستره الله فالواجب عليه أن يستتر بستر الله تبارك وتعالى لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (كل أمتي معافى إلا المجاهرون) من هم المجاهرون ؟ فسرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (وإن من الإجهار أن يعمل العبد الذنب فيستره الله فيصبح ويقول فعلت البارحة كذا وفعلت كذا يهتك ستر الله عليه) فلا يجوز للعبد هذا فالواجب على من فعل شيئًا من هذه المعاصي وأرتكبها وستره الله أن يستتر بستر الله جل وعلا (وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) .

الجانب الثاني أو القسم الثاني هو من ؟ من فعل شيئًا وعلمه بعض إخوانه فالواجب على من علم أن يستر على أخيه المسلم لأن هذا ايش ؟ إساءة إلى أهل الإسلام حينما يشهر ويفضح بذلك هذا منافي للأمر بالستر على المسلمين وعلى عورات المسلمين وأيضًا هو يسيء إلى سمعة أهل الإسلام فكيف إذا كان في الطلبة، حصل هذا في صف من ينتسب إلى طلب العلم بين طلبة العلم فان هذا مسيء إلى من ؟ إلى طلاب العلم ويصبح فتنة عند العامة والخاصة فكيف إذا كان بين أهل السنة يصبح مع العامة شره عظيم بل يصبح بابًا لأهل الأهواء والبدع يتشفون به بأهل السنة فالوالجب على العبد إذا علم من أخيه شيئًا أن يستره وأن ينصح له ويخوّفه بالله تبارك وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه رجل وأخبره بأن هذا قد شرب الخمر جابه إليه وقال

عليه الصلاة والسلام (هلا سترته بردائك هكذا) يعني سترت عليه، هذا أمر بالستر ولا لا ؟ أمر بالستر (ومن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يوشك أن يفضحه ولو في جوف أهله) وهكذا الدنيا القصاص فيها بالمثل فالواجب علينا إذا رأينا من مثل هذا الصنف فله حقان حق الإسلام وحق السنة ينضاف إليه إذا كان طالب علم أو ينتسب إلى العلم ففيه إساءة إلى سمعة المسلمين، إذا كان في بلد فيها كفار أو بلد كفار فيه إساءة إلى أهل السنة، إذا كان في بلد فيها أهل أهواء فيه إساءة إلى طلبة العلم أيضًا خاصة، يفرح بذلك الفسقة والفجرة من عموم الناس عافانا الله وإياكم فكم يأتي من المصائب ؟ وكم يأتي من البلايا ومن الآثار السيئة على هذا ؟ هذا أمر خطير جدًا فنحن حينما نستر أولًا: لأن الله أمر بالستر، ثانيًا: لأن النبي صلى الله علبهي وسلم أمر به، ثالثًا: لأنه خلق أهل الإسلام، رابعًا: لأنه دفع عن السمعة السيئة والصورة السيئة عن الإسلام، خامسًا: دفع أيضًا الصورة السيئة عن أهل السنة، سادسًا: إذا حصل بطلبة العلم فدفع للسمعة السيئة والصورة السيئة في صفوف طالب العلم فلا يظن أن هؤلاء طلبة العلم كلهم هكذا، نسأل الله العافية والسلامة فهذه أمور كلها توجب علينا الستر أما إذا كان قد أشتهر فنحن لا نملك له من الله شيئًا ولكن نذهب وننصح ونرغّبه في التوبة ونبّين له أن باب الله للتوبة مفتوح وأن فضل الله واسع ولا يقنط من رحمة الله ولا يجوز له أن يستمر في باطله والواجب عليه أن يتوب ويصلح وإذا صدق الله صدقه الله ونحث إخواننا على الرفق به كما رفق النبي صلى الله عليه وسلم بمن وقع في شيء من هذه القاذورات حفظكم الله فهذا هو الواجب الواجب علينا أن نسلك هذا المسلك كما ذكرته لكم مدّعمًا بالأدلة والعلم عند الله .

2- أما الطلب من قبل أن تطلبوه مني (كلام غير مفهوم) والسعي فيه حثيث إلى الآن في المواضيع التي تعرفونها بين إخواننا طلبة العلم في العراق وأحب أن أطمئنكم بهذا والسعي فيه حثيث وهو مبذول ولله الحمد أما الثالث وهو الذي يسأل عنه السائل ما هو الموقف السلفي بالنسبة للمشاكل التي بين المشايخ السلفيين خصوصًا ؟ حيث أصبح بينها يعني سلفيين تكلم بعضهم في بعض بسبب هذه الخلافات التي بين المشايخ وما واجبنا نحوها ؟

الجواب: الواجب علينا نحوها أن ننظر في الخلاف متجردين لله تبارك وتعالى متبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم فننظر في الأدلة للطرفين وطالب العلم المتمكن إذا نظر بعدل وإنصاف في الأدلة فإنه حري أن يوفق إلى الخير كما قال ذلك شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله تعالى وأنت تنظر سواء بين المشايخ ولا طلاب العلم أو المسلمين عمومًا إذا أختلفوا تنظر في دليل هذا ودليل هذا فمن كان معه الحق وجب أن تنصره ومن كان على الخطأ وجب أن تنصره أما نصره فبنصحه فإن لم ينتصح حذر من خطأه وهكذا من تعصب له يحق بهذه الطريقة يبين له بالدليل والبرهان أن الحق هو هذا فإن أبى أُلحق بأصله والله أعلم نعم .