اللقاءات السلفية بالمدينة النبوية لعام 1433هـ الشيخ محمد بن هادي المدخلي الدرس 3

اللقاءات السلفية بالمدينة النبوية لعام 1433هـ الدرس 3 الشّيخ محمد بن هادي
الأربعاء 27 ربيع ثاني 1433 هـ   الموافق لـ : 21 مارس 2012 م
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

شكر الله لفضيلة الشّيخ الدّكتور عبد المجيد جمعة ما تفضّل به وجزاه خيراً على ذلك.

وأقول: تتمّة لما سبق: عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أنّه قال: (اعتبروا الأرض بأسمائها) هذا في الإبانة لابن بطة الإبانة الكبرى أنا أقرأ عليكم منها في أثر 503 يقول بسنده -رحمه الله- عن أبي الأحوص عن عبد الله –رضي الله عنه قال:(اعتبروا الأرض بأسمائها واعتبروا الصّاحب بالصّاحب) الصّاحب بالصّاحب وذلك لأنّ الصّاحب ساحب ما يُدافع عن إحياء التّراث إلاّ من كان تراثي؛ وعن الإخوان إخواني؛ وعن التبليغ تبليغي إلى غير ذلك..، ما يمكن أن يُدافع عنه إلاّ وهو على شاكلته، وأيضًا ساق بسنده في الأثر 504 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: وجدت في كتاب أبي قال حدثنا أبو معاوية الغلابي قال: قال سفيان –يعني: الثوري-:(ليس شيء أبلغ في فساد رجل وصلاحه من صاحب) أنظر إلى صاحبه لما كان إحياء التراث أمس كان يُحذر من إحياء التراث واليوم يُدافع عن إحياء التراث ذاك بصوته مُسجّل والآن هذا بصوته مُسجّل، أمس حزبية لا تقبلوا منها شيئا ولا مساعدات اليوم جمعيتنا المباركة كلّه مسجل، أمس حزبية واليوم مباركة لأنّ البركة حلّت منها في جيبه نعم البركة حلّت منها في جيبه وبركوهم على ظهره فامتطوه والله الذي لا إله غيره هذا مُسجّل وهذا مُسجّل أمس حزبية واليوم جمعيتنا المباركة هذا الكلام كله الآن في النت تجدونه ما عاد صرنا نتعب ولله الحمد، قبل كان نقول: تعال نعطيك الشّريط الآن رُح تجده في النت كله شيء يُسجّل واللقاءات والدروس والندوات ابحث تجده أعطيك طرفه وأنت تجده، أمس سيئة وحزبية ولا تتعاون معها ولا تقبلوا منها واليوم جمعيتنا المباركة بركة البركة وحلّت في جيبه وبرك أصحاب البركة على ظهره؛ نعم. ما شاء الله.

محمد حسان أمس إخواني اليوم سلفي صديقنا صاحبنا وهذا مسجّل وهذا مسجّل كل الاثنين فصدق السلف –رحمهم الله-:(ما في شيء أبلغ في فساد رجل وفي صلاحه من صاحب) يسحبه، فهذا الذي سمعتم كلام السّلف –رحمهم الله تعالى- من أصحاب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- ومن بعدهم، (الأرض تُعتبر بأسمائها..) يُروى عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- لما مر على بلدة كربلاء قبل أن تقوم ما هذا الموضع؟ قالوا كربلاء؛ قال: كرب وبلاء، وجاء أيضًا في قصة سعيد بن المسيب المشهورة أنّ النبي –صلّى الله عليه وسلّم قال لجدّه حزم؛ وهو سعيد بن المسيب بن حزم المخزومي قال: سهل أنت سهل؛ قال: لا؛ السهل يوطى يا رسول الله فنظر إلى أنه ما يريد من هذه الناحية؛ يقول سعيد: فلم تزل فينا تلك الحزونة والحزونة هي الصعوبة والشدّة الحَزَن ضدّ السّهل فإنّ الحَزَن هو القوي الصلب؛ فيقول سعيد: لم تزل فينا تلك الحزونة، فالشاهد :(اعتبروا الأرض بأسمائها واعتبروا الصّاحب بالصّاحب) والكلام في هذا أنتم تعرفونه كثير فإنّ الأرواح جنود مُجنّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.


وقد جاء أيضًا في هذا في أثر 514 عن أبي حاتم قال: حُدّثت عن أبي مسهر قال: قال الأوزاعي:(يُعرف الرجل في ثلاثة مواطن: بألفته؛ ويعرف في مجلسه؛ ويعرف في منطقه) ألفته من هم؟ أهل القدر قدري؛ الجبرية جبري؛ المرجئة مرجي؛ الإخوان إخواني؛ التبليغ تبليغي؛ القطبيّين السّروريّين قطبي سروري؛ جماعة (أبو الحسن) جماعة (أبو الحسن)؛ جماعة (علي حسن) جماعة (علي حسن) هكذا لابُدّ منه؛ يُعرف الرجل بهذا، ولهذا الآن أصبح عليّ حسن ومن معه كلّ السّلفيين فتجد في موقعهم العجب العُجاب كلّ السّلفيّين فجعلوا هذا الاسم العام الذي يدخل كله تحت لفظة: (كل!) فإنّ (كل!) من إفاداتها تفيد: العموم ما يُستثنى أحد؛ (كل السّلفيّين!) عاد من هم هؤلاء السّلفيّين؟ أنظر إليهم، فالشّاهد الرّجل يُعرف بهذا يُعرف في هذه الثّلاثة المواطن؛ يُعرف في الألفة ويُعرف في المجلس من يُجالس ويُعرف في المنطق فإذا خفي علينا المنطق وحاول أن يستره لا يستطيع أن يكتم الألفة ولا يستطيع أن يكتم المجلس فإنّ هذا باد للعيان والناس تراه.


قال أبو حاتم –رحمه الله-:(قدم موسى بن عقبة الصّوري بغداد فذكر لأحمد بن حنبل –رحمه الله- قالوا له: الصّوري قدم يا أبا عبد الله..) إيش قال؟ قال:(.. انظروا على من نزل وإلى من يأويإذا جاء أبو الحسن أنظروا على من نزل وعلى من يأوي وإذا جاء أبو حسين أنظروا على من نزل وعلى من يأوي وإذا جاء جماعة التّبليغ أنظروا على من ينزل وعلى من يأوي؛ لم؟ لأنّ:



شبيه الشّيء منجذب إليه *** وبضدّها تتميّز الأشياء



يقول الإمام مالك بن دينار –رحمه الله-:(النّاس أجناس كأجناس الطّير: الحمام مع الحمام..) جميل طيب، (..والغراب مع الغراب..) قبيح ما يأتي الغراب إلاّ إلى شكله لو رأى حمامة ما يأتي إليه ما يأتي إلا لمن كان مثله، (..والبط مع البط والصّعو مع الصّعو..)؛ الصّعو ما هو؟ العصافير الصّغيرة جدًّا هذه التي تأتي على الزروع أيام الحصاد قبل أن يشتدَّ الحبّ في سنبله يكون رطبًا فيدخل منقاره فيمصّ الماء الذي في الحبّة فتصبح جوفاء لا تصلح للأكل بعد ذلك ما هي إلا قشرة فالصّعو هذا هو؛ (..الصّعو مع الصّعو وكلّ إنسان مع شكله).


ويقول أيضًا مالك –رحمه الله-:(من خلّط خُلّط له ومن صفّى صُفّي له وأقسم بالله لئن صفيتم ليصفينّ لكم) فأنا أحببتُ أن أختم بهذه الكلمات عن هؤلاء لأنّه قد كثُر الكلام اليوم على أبنائنا وطُلاّبنا وعلى عموم السّلفيّين عندهم شدّة عندهم غلظة ما سلم منهم أحد؛ يا أخي النبيّ –صلّى الله عليه وسلّم يقول: ثلاث وسبعين فرقة تفترق هذه الأمة النّاجية منها كم؟ واحدة، فالكثير على ضلال وانحراف فأنت حينما ترى هذا يقول لك: هذا إخواني؛ أو يقول لك: هذا تبليغي؛ أو يقول لك: هذا من جماعة أبي الحسن؛ هذا من جمعية إحياء التراث؛ هذا من جماعة الإرشاد؛ هذا من كذا هذا من كذا تقول من سلم منه؟ سلم أهل السُّنّة وأهل السُّنّة قلّة النبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- قال فيهم: طائفة واحدة ناجية؛ ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النّار إلاّ واحدة من هم؟ (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) وهذا الحديث مثل قوله:(عليكم بسُنّتي..) فالذي عليه أصحابه وسُنّته –صلّى الله عليه وسلّم- فمن تبعهم فقد نجا ومن تخلّف عنهم وترك طريقهم فقد هلك من كان مُستنًّا فليستنّ بمن قد مات أولئك أصحاب محمد –صلّى الله عليه وسلّم- أبرّ هذه الأمة قلوبًا وأعمقها علمًا وأقلها تكلّفا كانوا على الهدى المستقيم فاتبعوهم واعرفوا لهم قدرهم؛ ليش؟ لأنّهم عن علم نطقوا وببصر نافذ كفّوا، الآن ما يُراد منّا أن نقول هذا كذا وهذا كذا والخوف والله كلّ الخوف على أهل السّنّة والسّلفيّين ليس من الحزبيّين الواضحين ولكن ممّن دخل فيهم أو من كان منهم وتأثر بهؤلاء فإنّ الخوف منه أشدّ لأنّ هذا يفسد الصّف السّلفي من الدّاخل ويشكّك في المسلّمات عند السّلفيّين من الدّاخل حتى يزلزلهم فيضطربوا فيسهل عليه بعد ذلك عليه أن يحرفهم.


فيا معشر الإخوة والأبناء: الله الله في الثبات على السنة والتمسك بها ومعرفة أهلها والإنكار على من خالفها كائنًا من كان والله لا يقوم أمامنا في الإنكار للباطل أحد وبيننا وبينه هذه الكتب وهذه الآثار المُدونة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعن أصحابه وعن التّابعين، فنحنُ ما اشتريناها لنزين بها المجالس والمكاتب، ما اشتريناها ولنقرأها للبركة إنما اشتريناها ودرسناها على أشياخنا وعلمناها لنعمل بها فمن تركها بعدما عرفها فقد قامت عليه حجة الله تبارك وتعالى، ﴿وَمَا كَانَ اللهُ.. سبحانه وتعالى ﴿..لِيُضِلَّ قَوْمًا ..﴾ كما قال جلّ وعلا في كتابه الكريم:﴿.. بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ فقد بيّن الله لنا البيان الأوفى ووضح لنا رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم – وكفى –صلوات الله وسلامه عليه-، والموفّق من وفّقه الله والمهديُّ من هداه الله والمعصوم من عصمه الله.

نسأل الله جلّ وعلا باسمه الأعظم الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دعي به أجاب أن يثبتنا وإياكم على الحقّ والهدى حتى نلقاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.


وصلّى الله وسلّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.