وأن هذا صراطي مستقيما الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 2

وأن هذا صراطي مستقيما تعريف الصراط المستقيم
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

تعريف الصراط المستقيم

الأمر الأول: صراط الله المستقيم هو دين الله، وهو الإسلام، وهو الإيمان، وهو البر، وهو التقى، وهو الهدى، هذا صراط الله، وقد بين الله -سبحانه وتعالى- ذلك في سورة الفاتحة التي هي أعظم سورة في القرآن الكريم؛ قال الله -عز وجل- في آخر سورة الفاتحة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ هذا الصراط المستقيم هو صراط المنعم عليه، وهو دين الإسلام، قال بعضهم: المراد بالصراط المستقيم دين الإسلام، وقيل: المراد به القرآن، وقيل: المراد به محمد وهذه الأقوال كلها حق، الصراط المستقيم هو دين الله، وهو ما جاء في القرآن، وهو ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- من شريعة، وهذه الأقوال كلها حق.

الصراط المستقيم هو دين الله، هو الإسلام، والإسلام معناه الاستسلام لله -تعالى- في التوحيد، وليستسلم الإنسان ويذل ويخضع لله -تعالى- في التوحيد، فيوحد الله ويخلص له العبادة وينقاد، والانقياد بالطاعة، ينقاد لله بالطاعة كما ينقاد البعير المذلل، المسلم منقاد لشرع الله ودينه، يأتمر بالأوامر وينتهي بالنواهي، ويستقيم على هذا الدين، ولا يتعدى حدود الله، هذا هو الصراط المستقيم، والاستسلام ذل وخضوع، ذل وخضوع في الباطن بتصديق وإيمان، وانقياد في الظاهر بالطاعة، وخلوص وبراءة من الشرك وأهله.

هذا هو الصراط المستقيم والإسلام، استسلام وذل وخضوع وانقياد بالطاعة وخلوص وبراءة من الشرك وأهله، وهو الإيمان والتصديق في الباطن، إيمان بالله، وإيمان بالملائكة، وإيمان بالكتب المنزلة، وإيمان بالرسل، وإيمان باليوم الآخر والبعث بعد الموت، والجزاء والحساب، والجنة والنار، وإيمان بالقدر خيره وشره، وإيمان بعلم الله وتصديق وإقرار بعلم الله الشامل للماضي والحاضر والمستقبل، وإيمان بكتابة الله للمقادير في اللوح المحفوظ، وإيمان بإرادة الله ومشيئته الشاملة، وإيمان بخلقه وإيجاده وأنه الخالق، وهو البر، وهو البر ذو التقى، وهو حبل الله ودينه الذي أمرنا الله بالاعتصام به في قوله -عز وجل-: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا أَمَرَ الله بالاعتصام بالحبل وعدم التفرق والاجتماع عليه، فحبل الله هو دينه، هو دين الإسلام، وهو الذي لا يقبل الله من أحد دين سواه، قال سبحانه: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ وهو دين الله في الأرض وفي السماء إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ .

وقد أكمل الله في هذه الأمة دينها، وأتم عليها النعمة، ورضي الإسلام لها دينا، وهو الصراط المستقيم، الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا وهذا هو الصراط المستقيم، الصراط المستقيم هو دين الإسلام، هو الإيمان، هو الهدى، هو التقى، هو البر، هو حبل الله، هو دين الله، هو ما جاء في القرآن الكريم وما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- من الشريعة، فيجب الاجتماع على هذا الدين وعدم التفرق كما قال -سبحانه-: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ .

هذا هو صراط الله، وهذا هو حبل الله، وهو مستقيم لا عوج فيه ولا انحراف، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ثبت في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطَّ خطا مستقيما طويلا وخطَّ خطوطا عن يمينه وعن شماله، فقال عن هذا الخط الطويل: هذا صراط الله، وقال عن الخطوط التي عن يمينه وعن شماله: هذه السبل، هذا سبيل الله الخط المستقيم، وقال عن الخطوط التي عن يمينه وشماله هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ .

والله -تعالى- وَحَّد سبيله؛ لأن طريق الحق واحد لا يتعدد، الحق واحد لا يتعدد، وجمع السبل في قوله ولا تتبعوا السبل لأن طرق الضلال متشعبة وكثيرة، طرق الضلال لا حصر لها، أما الحق فواحد لا يتعدد، ولهذا وحد الله الصراط وجمع السبل، وحد السبيل وجمع السبل، سبل الباطل جمعها، وسبيل الحق وحده، فقال: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ .

فإذن لا بد من معرفة هذا الصراط، وأن الصراط المستقيم هو دين الله، وأنه الإسلام، وأنه استسلام لله في التوحيد، وخضوع وذل في الباطن، وانقياد في الظاهر والطاعة، وخلوص وبراءة من الشرك وأهله، وهو الإيمان، تصديق في الباطن وعمل في الظاهر.

إيمان بالله، إيمان بالله ربًّا وملكًا وخالقًا ومدبرًا ومعبودا بالحق، إيمان بالملائكة، إيمان بالرسل، إيمان بالكتب المنزلة، إيمان بالرسل، إيمان باليوم الآخر، وإيمان بالبعث بعد الموت، إيمان بالجزاء والحساب والميزان والصراط والجنة والنار، إيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، هذا هو الصراط المستقيم، هو حبل الله ودينه، وهو الحق، ومن اتبعه فقد اتبع الحق، ومن حاد عنه فقد حاد عن الحق، فلا بد في الصراط المستقيم من تصديق وإيمان في الباطن وانقياد وعمل في الظاهر، ولا بد من براءة وخلوص وسلامة من الشرك وأهله.