لقد ضلت الرافضة في توحيد الربوبية ضلالاً بعيداً مع أنه التوحيد الذي أقرت به جميع الأمم وأكفر الخلق، وبيان ذلك أننا معشر أهل السنة نعتقد أن الله تعالى هو الخالق وحده والمدبر وحده لأمر العالم كله، كما قال تعالى (الحمد لله رب العالمين) وكما قال تعالى (يدبر الأمر) وكما قال تعالى (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب) وقال تعالى عن المشركين الأوائل : (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله، قل أفلا تذكرون، قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم، سيقولون لله قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون) ومع هذا فنجد في عقائد الرافضة نسبة الملك والتدبير لبعض الخلق كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أو لبعض ذريته. فروى الكليني تحت باب (إن الأرض كلها للإمام) عن أبي عبد الله أنه قال (أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء) الكافي1/409
ومما يؤكد تسويتهم لأئمتهم بالله تعالى الله وتقدس ما اختلقوه في كتبهم ونسبوه للائمة من إحياء الموتى فقد روى المجلسي في البحار عن سعد القمي قال أبو الفضل بن دكين حدثني محمد بن راشد عن أبيه عن جده قال سألت جعفر بن محمد عليهما السلام علامة. فقال سلني ما شئت أخبرك إن شاء الله فقلت أخاً بات _ قلت: أي ميتاً_ في هذه المقابر فتأمره أن يجيئني قال فما كان اسمه؟ قلت: أحمد قال يا أحمد قم بإذن الله وبإذن جعفر بن محمد فقام وهو يقول أتيته بحار الأنوار (47/137)ولا حظ قوله في الرواية (قم بإذن الله وبإذن جعفر) فجعلوا جعفراً نداً لله تعالى يقوم الميت بإذنه كما يقوم بإذن الله تعالى ولهم روايات أخرى في إحياء أئمتهم للموتى وليس فيها ذكر لله أصلاً تركت ذكرها اختصاراً . انظر على سبيل المثال بصائر الدرجات ص 293، 294 بحار الأنوار 47/111
ولا تزال هذه العقيدة متوارثة بينهم إلى يومنا هذا فقد قال الخميني: (فإن للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون) . الحكومة الإسلامية للخميني ص (52).
ويحق لنا أن نسأل الرافضة إذا كان الأئمة كما تزعمون لهم التصرف في أمر الكون حتى إن ذراته تحت إرادتهم ورهن إشارتهم فلماذا يخافون الموت إذن، ولماذا يختفون من عدوهم، ولماذا يتسلط عليهم عدوهم بالأذى، لماذا إذن يسجنون ويقتلون ؟؟ فعلي رضي الله عنه مات مقتولا، والحسن رضي الله عنه قيل بأنه مات مسموماً والحسين رضي الله عنه مات مقتولاً والإمام الغائب الذي تنتظرونه لا يمنعه من الخروج في زعمكم إلا خوف القتل فما هذا التناقض الذي لا يمكن لعاقل تصديقه؟!!، ولا يمكن من جهة أخرى للرافضة أن يجيبوا عنه إلا بالرجوع عن الكذب والتوبة إلى الله منه ومن أمثال هذه الأباطيل.