الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
لقد سطر التاريخ اسم زايد الخير بمداد من نور ، في صفحات تاريخية مشرقة مضيئة مليئة بالإنجازات التي قدمها لدينه وشعبه ووطنه وأمته والإنسانية جمعاء ، فذكراه خالدة في القلوب ، عامرة في الوجدان ، فهو مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة ، الذي جمع الله على يديه قلوب الناس والقبائل بعد تفرقهم وتشتتهم ، حتى ائتلفوا جميعا ، وأصبحوا جسدا واحدا ، في بيت متوحد متلاحم ، تحت قيادة رشيدة حكيمة رحيمة ، حملت على عاتقها إسعاد الناس ، والإحسان إليهم ، والسهر من أجل راحتهم ، والنهوض بهذا الوطن في شتى المجالات ليتبوأ مقاعد الريادة والصدارة .
وقد حرص الشيخ زايد طيب الله ثراه على ترسيخ تعاليم الشريعة السمحاء ، وتعزيز القيم والمبادئ النبيلة الأصلية ، وبناء العقول الواعية الرشيدة ، وتوفير مقومات الحياة الكريمة ، فأرسى دعائم العدل والأمن والإيمان والعلم والتسامح والتعايش السلمي ، حتى عاش الجميع على تراب هذا الوطن في أمن وأمان ورخاء وسعادة وهناء .
ومما أرساه زايد الخير طيب الله ثراه في هذه المسيرة المشرقة ترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال والتوازن في الأمور كلها :
فرسَّخ الحرية المنضبطة الرشيدة، التي تحفظ للفرد حريته ، وتحفظ في الوقت نفسه للدولة والمجتمع والأفراد حقهم .
ورسَّخ حرية الفكر المنضبط، الذي يمكِّن الفرد من استغلال وتطوير المواهب والطاقات العقلية والفكرية وتحقيق الابتكار والإبداع المفيد ، ويصون في الوقت نفسه المجتمع من الأفكار المسمومة والتيارات الهدامة الدخيلة والتنظيمات الإرهابية التي تشوه العقيدة الإسلامية وتضر بالوطن والمجتمع والأفراد .
ورسَّخ التسامح والتعايش السلمي، الذي يمكِّن الجميع من حسن التعامل فيما بينهم والعيش بسلام واطمئنان وصيانة للحقوق وعدم اعتداء من أحد على أحد بقول أو فعل ، ويحفظ في الوقت نفسه هوية المجتمع وثوابته وأخلاقه وعاداته وتقاليده الأصيلة .
ورسَّخ الانفتاح الآمن على الثقافات الأخرى، الذي يمكِّننا من حسن الاستفادة من الخبرات والعلوم والمعارف ومواكبة التطورات المفيدة لدى الآخرين لتحقيق الصدارة والريادة والتقدم والازدهار وتحقيق أرقى المراتب في التنافسية العالمية ، ويحفظ لنا في الوقت نفسه هويتنا وثوابتنا الدينية والوطنية من المؤثرات السلبية .
إن هذا الاعتدال والتوسط والتوازن الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة وبين المحافظة على الثوابت ومواكبة أرقى التطورات لهو أنموذج فريد مشرق مستنير يحقق الخير للعباد والبلاد ، ويصون من الميل إلى طرفي الإفراط والتفريط في أي قضية من القضايا .
ونستعرض في هذه العجالة صورا ونماذج من الوسطية والاعتدال والتوازن عبر أقوال الشيخ زايد رحمه الله وطيب ثراه ، والتي اشتملت على تحقيق المصالح الكبرى ، والمحافظة على المقاصد العظمى ، وتعزيز وحدة الصف وتماسكه وتلاحمه ، وذلك من خلال كتاب ( الفرائد من أقوال زايد ) من إصدار ديوان صاحب السمو رئيس الدولة – مركز الوثائق والبحوث .
فمن ذلك :
[1] ترسيخ مبدأ الحرية الرشيدة المنضبطة المسؤولة التي تحقق الخير للجميع .
يقول الشيخ زايد رحمه الله : ” إن هناك حرية واحدة فقط هي التي تنجح في إصلاح آفات المجتمع ، ألا وهي الحرية المسؤولة ، وليست تلك الحرية الخالية من العدالة والإنصاف ” ( 3 / 291 ) .
ويقول رحمه الله : ” لا فارق بين المرأة والرجل ، إنهما في نظري اللبنتان الأساسيتان في بناء المجتمع الحديث ، ومن الطبيعي أن واجب المرأة يقتضيها المشاركة في العمل لرفعة هذا الوطن ، ولهذا أنشأنا المدارس لتعليم البنات ، ومن الطبيعي أننا سنعطي المرأة هنا الحرية التي تتفق مع تقاليد وعادات ودين هذا البلد ” ( 3 / 13 ) .
ويقول طيب الله ثراه : ” الحرية معناها أن تتمتع بكفالة القانون ، وأن تقول رأيك في حدود القانون الذي ارتضاه الشعب ، وألا تجرح مشاعر الناس ومبادئ الذوق السليم ، وأن تفكر قبل أن تقول رأيك ، فالقانون والمثل العليا والذوق السليـم هي سيـاج حديقة الحرية ، والذي يُحاول تقويض السيـاج فإنه جاهل وغير مسؤول ” ، إلى أن قال رحمه الله :” الجاهل هو الذي يعتقد أن الحرية في توزيع الاتهامات على الناس قبل أن يتحقق منها ، الجاهل هو الذي يعتقد أن الحرية هي في تحطيم المصابيح لأن عينيه لا تتحمـلان قوة الضوء ، الجاهل هو الذي يعتقـد أن الحرية هي التشكيك في المثل العليا ” ، إلى أن قال رحمه الله : ” إن ديننا الإسلامي الحنيف يعطي الحرية للرشيد ، ويمنعها عن الجاهل حتى يعيش الرشيد في أمان من الجاهل ” ( 3 / 161 ) .
[2] ترسيخ مبدأ المحافظة على المصالح العامة ، والأخذ على يد المسيء.
يقول الشيخ زايد رحمه الله : ” إننا في هذه الدولة نُعتبر بمثابة السفينة الواحدة ، ولا يجوز لنا أن نرى واحدا أو أكثر ممن لا يقدِّرون المصلحة العامة أن يفعل ما من شأنه إحداث خسارة كبرى أو يحاول إغراق السفينة دون أن نبدي حراكا ؛ لأن كل واحد منا مسؤول عن واجبه ، وعلينا أن نتصدى بصراحة لكل من يحاول العبث بما يؤدي إلى إغراق سفينتنا ” ( 1 / 242 ) .
ويقول رحمه الله : ” إن ديننا يدعو إلى إنكار الذات ، وتغليب مصلحة الجماعة على مصلحة أي فرد ، وإلى تضامن جميع السلطات وتضافر كل الجهود المخلصة من أجل تحقيق الخير ودفع الشر ودرء المفاسد وتأمين مستقبل الأجيال القادمة من بعدنا ” ( 1 / 101 ) .
[3] ترسيخ مبدأ المحافظة على الوحدة والجماعة ، والحذر من الفرقة والخلاف.
يقول الشيخ زايد رحمه الله : ” إن تعاليم ديننا الحنيف تدعونا إلى الوحدة ، وهناك آيات كثيرة تدعونا إلى الاتحاد ، وهناك آيات كثيرة تنبذ الفرقة وتؤكد ضرورة التضمان ؛ لأن التضامن والوحدة هما السبيل إلى النصر ” ( 2 / 155 ) .
ويقول رحمه الله : “إننا أصبحتا بواقع تجربتنا هذه نؤمن بأن الوحدة والتآزر هي قوة وهي ثروة وهي طريق العز والفخر ” ( 3 / 232 ) .
ويقول طيب الله ثراه ” إن التاريخ علمنا في أخباره أن خير هذه الأمة ومنعتها في ألفتها ووحدتها التي يرجى منها كلّ الخير والفائدة ، وفي فرقتها الضعف الأكيد والضرر لجميع شعوبها من دون استثناء ”( 1 / 376 ) .
[4] ترسيخ التعايش السلمي وتحقيق المدنية مع المحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة ؛ جمعًا بين الأصالة والمعاصرة .
يقول الشيخ زايد رحمه الله : ” إذا كان هناك من ترك عادات الأسلاف فقد أخذنا الاحتياط وأخذنا الدرس ، ورأينا كيف انهمك غيرنا فيما تحتويه المدنية من مزايا وعيوب ، وهذا أعطانا الحذر ، ولهذا فقد أقمنا المناطق السكنية الخاصة بأهل البلاد ، حتى يحافظوا على أخلاقهم وأطباعهم والروابط الأسرية بينهم ، وفي الحدود التي رسمها الله لنا ، واقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام ، ونحن إذا رجعنا إلى ما اتبعناه من عادات وما تركه الأسلاف لنا من تراث لوجدنا أنها عادات أصيلة وتراث غني ، وعندما اتبع العرب تعاليم الدين فإنهم سادوا العالم ، وحققوا الأمجاد ، وديننا حافل بالتعاليم العظيمة ، ولا يجب أن تجذبنا قشور المدنية ” ( 3 / 71 ) .
[5] ترسيخ مبدأ الاستفادة من الحضارات الأخرى بما يتوافق مع ديننا ومعتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا وبما يحقق لنا الصدارة والريادة .
يقول الشيخ زايد رحمه الله : ” إن للشرق نصيبًا من الحضارة ، وللغرب نصيبًا آخر ، فما علينا إلا أن نختار خير ما عند الشرق، وخير ما عند الغرب ، فتطور الحياة البشرية أمر طبيعي ، وحقائق الدين الإسلامي أمور ثابتة ولازمة ، وبعقولنا وإيماننا نختار ما يحافظ على معتقداتنا ” ( 3 / 172 ) .
ويقول طيب الله ثراه : ” نحن في دولتنا ملتزمون بمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف ، لا نحيد عنها قيد أنملة ، ولا نتخلى عن تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا ، وهكذا فنحن نأخذ من الحضارة الغربية ما هو خير لأمتنا وننبذ ما هو ما هو شر لها ، فديننا الإسلامي ينهانا عن كل ما يتنافى مع ديننا وتقاليدنا ” ( 3 / 238 ) .
وسئل رحمه الله : في الدول الغربية حدث تقدم اقتصادي جعل الناس يضعون الدين في الخلفيات، هل يحدث هذا هنا ؟
فأجاب رحمه الله : ” لا ، لن يحدث هذا أبدًا ؛ لأننا شعب يؤمن بالله ، ويؤمن بدينه الحنيف ، وكما قلت لك فإنه لا تعارض بين الدين الإسلامي وبين التقدم ، بل إن الدين يدعو إليه ، ونحن نحافظ على ديننا ونتمسك به ” ( 2 / 149 ) .
[6] ترسيخ مبدأ وحدة العقيدة ، والتمسك بالشريعة الإسلامية رباط الوحدة وحارسها ، وعدم القبول بأي عبث بالمقدسات من شأنه خلخلة رباط الوحدة وبلبلة الصفوف .
يقول الشيخ زايد رحمه الله : ” كان أول المرتكزات اتخاذ وحدة العقيدة نهجًا لحياتنا ومنهاجًا نقتبس من هديه ، فليس في الدنيا ما هو أعزّ وأكرم من وثاق الإسلام بين أبناء الوطن الواحد ” ( 1 / 359 ) .
ويقول رحمه الله : ” لا يمكن أن ننسى تاريخنا الطَّويل ولغتنا وأمجادنا وقبل كل شيء وبعده ديننا الإسلامي رباط هذه الوحدة وحارسها ” ( 1 / 376 ) .
ويقول رحمه الله : ” إنَّنا في كلِّ خطواتنا لن نحيد عن تراثنا الإسلاميِّ ، ولن تُغرينا مظاهر الحضارة عن التَّمسُّك بقيمنا وأخلاقنا السَّمحة ، ولن تُبعدنا عن جذور الأرض التي نشأنا فيها ومنها ، وفي كل انطلاقتنا وتقدمنا نعتمد على الدين والعلم ” ( 3 / 158 ) .
ويقول رحمه الله : ” إن دين الدولة الإسلام ، ونحن نتمسك بشريعتنا ، ونصونها ، ولا نقبل أي عبث بمقدساتنا ” ( 3 / 171 ) .
ويقول طيب الله ثراه : “إن الدين الإسلامي هو دين الدولة الرسمي ، وسوف تكون لأحكامه الصدارة ، ولتعاليمه الحماية ، وسوف نعمل على الحفاظ عليه ، وعلى تنشئة الجيل الجديد نشأة دينية تصونهم من الانحراف” ( 1 / 13 ) .
[7] ترسيخ مبدأ الربط بين الدين والدنيا ، وشمولية الشريعة الإسلامية لكل مناحي الحياة .
يقول الشيخ زايد رحمه الله : ” إن الشريعة الإسلامية هي الحل الوحيد لكل مشكلات الإنسان مهما كانت ، وهذه الشريعة صالحة لكل زمان ومكان ” ( 3 / 223 ) .
ويقول طيب الله ثراه : ” لا يمكن للمرء أن يفرق ما بين السياسة والدين ، فالإسلام ينظم للمواطن حياته اليومية والسياسية ، وعلى الجميع أن يطبقوا أحكام الإسلام وسنته في كل منهج من مناهج الحياة ” ( 3 / 237 ) .
ويقول رحمه الله : ” إن المسيرة التعليمية والتربوية تقوم على أساس ربط الدين بالدنيا في تربية النشء وإعداد وتأهيل الشباب ” ( 2 / 75 ) .
ويقول رحمه الله : ” إن أفكار العدالة والتقدم وغيرها من المفاهيم الحديثة موجودة في الأساس في ديننا الإسلامي ، ونحن لسنا في حاجة لاستيراد أنظمة من الخارج ما دام نظامنا يحقق الخير كل الخير لأبناء دولتنا ” ( 3 / 74 ) .
ويقول رحمه الله : ” إننا نؤمن بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء التي تصلح لكل زمان ومكان ، ولهذا فإننا قد استعنا بهذه التعاليم في إرساء قواعد الدستور الدائم ؛ لأنه لا يجوز لنا أن نتحول إلى غيرها من الشرائع . إن شريعة الله هي السند والذخيرة التي يجب أن نعتمد عليها ”( 2 / 177 ) .
ويقول عليه الرحمة والرضوان : ” إن كل ما تحقق في البلاد من تقدم ونهضة ورفاهية للمواطنين كان بتوفيق من الله أولا ، وفي إطار تمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله ، وهو الطريق الصحيح الذي يجب أن ننهجه ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يريد ذلك لعباده في أرضه ” ( 4 / 213 ) .
[8] ترسيخ مبدأ الحذر من العقائد والاتجاهات المخالفة والمعارضة للدين الإسلامي الحنيف ، وحماية المجتمع من شرها وضررها .
يقول الشيخ زايد رحمه الله : ” إن الإسلام والرسول الكريم كانا أساس دولة كبرى رفعت الأمة العربية والأمة الإسلامية إلى الذروة ، وجاء وقت سادت فيه العالم ، والإسلام الحنيف هو الذي رفع أمة محمد وعباد الله إلى القمة ، وهناك الآن عقائد مختلفة تواجه العالم الإسلامي ، وهذه العقائد والاتجاهات المخالفة والمعارضة للدين الإسلامي الحنيف لا يمكن أن تعوق مسيرة الأمة العربية والإسلامية ، ولن تؤثر في مسيرة القافلة ، إن أمل الأمة الإسلامية الآن كبير في أن تقوى ويزداد إيمانها دائما رغم ما تواجهه من أفكار عقائدية لا قيمة لها ” ( 2 / 141 ) .
وسئل رحمه الله : إن هناك خطرا شيوعيا تتعرض له الجزيرة العربية ، وهناك أمم فقيرة ، وقد نجحتم ونجحت أبوظبي في مواجهة هذا الخطر بالإصلاح والتعمير ، ولم تلجأ إلى القانون ، فما الذي قدمتموه لمساعدة تلك الشعوب لمواجهة هذا الخطر ؟
فأجاب رحمه الله : ” إن ما فعلناه في هذا المجال لا نتكلم فيه ، نحن لا نتحدث عما نقدم ، ثم إن هذه العقائد والأفكار المصنوعة من البشر عقائد هزيلة ضعيفة ، كالجمال الهزية الضعيفة ، فلماذا نسمح بدخول هذا الأفكار الهزيلة وعندنا الدستور الرباني الذي وضعه الخالق سبحانه وتعالى ؟ ” ( 2 / 142 ) .
[9] ترسيخ مبدأ الحذر من التيارات الدخيلة على المجتمع ، والحض على مواجهة الغزو الفكري بثقافة إسلامية واعية .
يقول الشيخ زايد رحمه الله : ” على العلماء مواجهة الغزو الفكري بثقافة إسلامية واعية تأخذ ما فيه الخير للإسلام والمسلمين ، وتترك ما يخالف تعاليم الدين الحنيف ” ( 4 / 178 ) .
ويقول رحمه الله : ” يجب أن تتجهوا إلى الله سبحانه وتعالى بقلوب ملؤها الإيمان ، وأن تحتكموا دائما إلى كتاب الله الكريم ، كما يجب أن تتصدوا لأصحاب البدع الدخيلة على الإسلام والنزعات التي يروج لها أعداء الإسلام لأغراضهم الخاصة بلا دليل أو برهان ” ( 4 / 50 ) .
ويقول رحمه الله : ” إذا رأيتم من الأبناء ما يصادفهم بين وقت وآخر شيئا من التضليل والغرابة بسبب نفوذ مغرض هدام مرده تيارات دخيلة على مجتمعنا وعلى ديننا الحنيف وتراثنا الأصيل ؛ فعليكم أن ترشدوهم إلى الدرب السوي ، وأن تأخذوا بأيديهم حتى يعودوا إلى طريق الفلاح ” ( 1 / 478 ) .
وسئل رحمه الله : هل هناك خطة مرسومة للوقوف في وجه كل انحراف في العقيدة يأتي من الشرق أو الغرب وصد كل التيارات الوافدة لإغراء الشباب ؟
فأجاب رحمه الله : ” إننا حريصون كل الحرص على الحفاظ على العقيدة الإسلامية ، والوقوف في وجه كل انحراف ، وفي داخل دولتنا تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف برسالتها في إرشاد المسلمين ، وتبصيرهم بأمور دينهم ، وتوضيح الحقائق لهم ، وصد كل تيار منحرف يحاول التسلل إلى بلادنا عن طريق ترويج مذهب أو نشر مبدأ خاطئ ” ( 3 / 157 ) .
[10] ترسيخ مبدأ التصدي للإرهاب والتطرف .
يقول الشيخ زايد رحمه الله :” أدعو رجال الدين وأهل العلم في العالم العربي والإسلامي إلى التصدي لظاهرة التطرف الديني الذي يرفضه الإسلام ، وتوعية الشباب بمبادئ الدين الحق الذي يدعو إلى التسامح والتراحم ، ويرفض قتل المسلم لأخيه المسلم ، إن التديّن الفاسد سبب خطير لصرف الكثيرين عن المبادئ الإسلامية ، وجوهر كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، إن الواجب يحتم على أهل العلم أن يبينوا للناس جوهر الإسلام ورسالته العظيمة بأسلوب يليق بسماحة الدين الحنيف الذي يحث على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، حتى يستجيب الناس ، ويواجهوا الإرهاب باسم الدين والقتل باسم الدين ، هل من مصلحة الوطن وأبنائه أن تهدر مقدراتهم وتسخّر أموال المسلمين لتمويل الإرهاب والدجل باسم الدين ؟ يجب على أبناء الأمة الإسلامية التي كان يحكمها من قبل قادة مستعمرون ، ليسوا من بينهم ، أن يحمدوا الله ويشكروه ؛ لأننا الآن نعيش في نعمة كبيرة ، حيث يحكم أمتنا قادة من أهلنا ، ولدينا مقدرات وإمكانيّات لشعوبنا ، ويجب أن نحافظ عليها حتى لا يخربها أصحاب التيارات الفكرية الفاسدة ” ( 1 / 366 ) .
ويقول رحمه الله : “إن الدين الإسلامي لا يعرف العنف والبطش الذي يمارسه الإرهابيون الذين يدَّعون الإسلام زورا ، وباسم هذا الادعاء يذبحون إخوانهم وأهلهم للوصول إلى أهدافهم المغرضة تحت شعار الدين في سلوك مشين ، والإسلام منهم براء ” ( 4 / 179 ) .
ويقول طيب الله ثراه : ” يجب مواجهة الإرهاب بكافة صوره بكل حزم ” ( 4 / 204 ) .
وسئل رحمه الله : ما هو الرأي في الذين يتخذون من الدين الإسلامي شعارا أو ستارا لقتل الأبرياء وإرهاب وترويع الآمنين ؟
فأجاب رحمه الله : ” إنهم فاسقون ، هل تعلم من هم الفسقة ؟ إنهم هؤلاء الذين يحتالون على الخالق عز وجل من أجل إضعاف وإهلاك إخوانهم وأبنائهم وأهلهم ، إن هؤلاء فسقة ” ( 2 / 216 ) .
[11] ترسيخ مبدأ الحذر من الأفكار الحزبية التي تفرق المجتمع وتمزقه وتؤدي به إلى التناحر والتصارع .
يقول الشيخ زايد رحمه الله : ” نحن كمسلمين يجب أن نلتزم التزاما كاملا بكتاب الله الذي هو دستور الحياة ، وليس من صنع البشر ، لأن الدول التي تحكم بالأحزاب وليس بكتاب الله دائما في صراعات واضطرابات وصراع من أجل السلطة والنفوذ ، ويبقى الشعب واقعا تحت وطأة هذه المشاكل والنزاعات بين الأحزاب ، وتبقى الدولة في حرب أهلية داخلية ” ( 4 / 213 ) .
هذه نماذج مما أحبَّه زايد الخير ، ورسَّخه في المجتمع ، وعمل من أجله ليل نهار ؛ لترسيخ المصالح العليا ، وتحقيق المقاصد الكبرى ، وسعى في ظله لبناء دولة مدنية عصرية ، قوية في تماسكها ، متينة في تلاحمها ، متقدمة في تطورها وازدهارها ، محصَّنة بعقول أبنائها الواعية ، راسخة الجذور ، ممتدة الأغصان ، تتسلح بالعلم والإيمان والوحدة والتسامح والوسطية والاعتدال والاتزان ، وتحقق الخير لنفسها ولأمتها العربية والإسلامية وللعالم أجمع .
نسأل الله تعالى أن يتغمد والدنا زايد الخير بواسع رحمته ، ويسكنه فسيح جناته ، ويجزل له المثوبة والرضوان ، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .