علمٌ يُبْحَث فِيهِ عن أحْوالِ الكتابِ العَزِيزِ، ويَنْحَصِر فِي مُقَدّمَةٍ وَخَمْسَةٍ وَخمسين نوعًا.
المُقدمَةُ: القُرْآنُ المُنزَّل على مُحَمَّدٍ ﷺ للإعجاز بِسُورَةٍ مِنْهُ، والسورَةُ: الطّائِفَةُ المترجمةُ توقيفًا، وأقلُّها ثَلاثُ آياتٍ، والْآيَةُ: طائِفَةٌ مِن كَلِماتِ القُرْآنِ متميّزةُ بفصلٍ، ثُمّ مِنْهُ فاضلٌ، وَهُوَ كَلام الله فِي الله، ومفضولٌ:كلامُه في غيرِه. وَتَحْرُمُ قِراءَتُه بالعجمية وبالمعنى، وَتَفْسِيره بِالرَّأْيِ لا تَأْوِيله.
والأصَح أنّ ما قبلَ الهِجْرَةِ مكّيٌّ وَما بعْدها مدنِيٌّ، وَهُوَ البَقَرَةُ، وَثَلاثٌ تَلِيها، والأنفال، وَبَراءَة، والرعد، والْحج، والنور، والأحزاب، والقتال وتالياها، والْحَدِيد والتَّحْرِيم وَما بَينهما، والْقِيامَة، والْقدر، والزلزلة، والنصر، والمعوذتان. قيل: والرحمن، والْإِنْسان، والْإِخْلاص، والفاتحة، وَثالِثُها: نزلتَ مرَّتَيْنِ. وَقيل: النِّساء، والرعد، والْحج، والْحَدِيد، والصفّ، والتغابن، والْقِيامَة، والمعوذتان مكّيّات.
الأول كثير والثّانِي: سُورَةُ الفَتْحِ، والتَّيَمُّمّ فِي المائِدَة بِذاتِ الجَيْش أو البَيْداء، ﴿واتَّقوا يَوْمًا ترجعون فِيهِ إِلَى الله﴾ بِمِنى، ﴿آمن الرَّسُول﴾ إِلَى آخرها يَوْم الفَتْح، و﴿يَسْألُونَك عَن الأنْفال﴾ و﴿هَذانِ خصمان﴾ ببدرٍ، و﴿الْيَوْم أكملتُ لكم دينكُمْ﴾ بِعَرَفات، و﴿وَإِن عاقَبْتُمْ﴾ بِأُحُدٍ.
الأول كثير، والثّانِي: سُورَة الفَتْح، وَآيَة القبْلَة، و﴿يا أيها النَّبِي قل لِأزْواجِك وبناتك وَنساء المُؤمنِينَ﴾ وآيَةُ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا.
الأولُ كآية الكَلالَة، والثّانِي كالآيات العشْر فِي بَراءَة عائِشَة،
كآية الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا، نزلتَ وَهُوَ نائِمٌ فِي بَيت أمِّ سَلمَة، وَيُلْحق بِهِ ما نزل وَهُوَ نائِم، كسورة الكَوْثَر.
وَفِيه تصانيف، وَما رُوِيَ فِيهِ عَن صَحابِيّ فمرفوع، فَإِن كانَ بِلا سَنَدٍ فمنقطعٌ، أو تابِعِيّ فمرسلٌ، وَصَحَّ فِيهِ أشْياءُ، كقصة الإِفْك، واليتيم، والسَّعْي، وَآيَة الحجاب، والصَّلاة خلف المقام، و﴿عَسى ربه إِن طَلَّقَكُن﴾.
الأصَح أنه ﴿اقْرَأ باسم رَبك﴾ ثمَّ المدثر بِالْمَدِينَةِ ﴿ويل لِلْمُطَفِّفِينَ﴾ وَقيل البَقَرَة.
قيل: آيَةُ الكَلالَة، وَقيل: آية الرِّبا، وَقيل ﴿واتَّقوا يَوْمًا ترجعون﴾، وقيل: آخر براءة، وقيل: آخر سورة النصر، وقيل براءة.
ومنها ما يرجع الى السند وهو ستة
المتواتر والاحاد والشاذ
الأول: السَّبع، قيل إِلّا ما كانَ من قُبَيْلِ الأداء كالمدّ والإمالة
والثّانِي والثّالِث قراءات الصحابة
والثّالِث ما لم يشْتَهر من قِراءَة التّابِعين وَلا يقْرَأ بِغَيْر الأول وَيعْمل بِهِ إِن جرى مجْرى التَّفْسِير وَإِلّا فَقَوْلانِ فَإِن عارضها خبر مَرْفُوع قُدِّم
وَشرط القُرْآن صِحَة السَّنَد وموافقة العَرَبيَّة، والحافظ المُسْتَدْرك بابا أخرج فِيهِ من طرق انه قرأ ﴿مَلِكِ يَوْمِ الدينِ﴾، ﴿الصِّراط﴾، ﴿لا تجزي نفس﴾، ﴿ننشزها﴾، ﴿فرهن﴾، ﴿أن يغل﴾، ﴿أن النَّفس بِالنَّفسِ والْعين بِالْعينِ﴾، ﴿هَل يَسْتَطِيع رَبك﴾، ﴿درست﴾ ﴿أمنَنفسكُم﴾ ﴿وَكانَ أمامهم ملك يَأْخُذ كل سفينة صالحةٍ﴾، ﴿سكرى وَما هم بسكرى﴾، ﴿من قرات أعين﴾، ﴿والَّذين آمنُوا وأتبعناهم ذُرِّيتهمْ﴾، ﴿رفارف وعباقري﴾.
اشْتهر من الصَّحابَة: عُثْمان وَعلي وأبي وَزيد وابن مَسْعُود وَأبُو الدَّرْداء ومعاذ وَأبُو زيد أبُو هُرَيْرَة وابن العباس وعبد الله ابن السلئب، وَمن التّابِعين: يزِيد بن القَعْقاع والأعْرَج وَمُجاهد وَسَعِيد وَعِكْرِمَة وَعَطاء والْحسن وعلقمة والْأسود وزر وَعبيدَة ومسروق، وإليهم ترجع السَّبْعَة.
يُوقف على التحرك بِالسُّكُونِ، وَيُزاد الإشمام فِي الضَّم والروم فِيهِ والْكَسْر الأصليين واخْتلف في الهاء المرسومة تاء، وقف الكسائي على (وي) من ﴿وَيْكَأنَّ﴾، وَأبُو عَمْرو على الكاف، ووقفوا على لام نَحْو ﴿وَمال هَذا الرَّسُول﴾
أمال حَمْزَة والْكسائِيّ كل اسْم أو فعل يائي و(أنى) بِمَعْنى كَيفَ وكل مرسوم بِالْياءِ إِلّا (حَتَّى) وَ(لَدي) وَ(إِلَى) و(عَلى) وَ(ما زكى).
هُوَ مُتَّصِل ومنفصل، وأطولهم فيهما ورش وَحَمْزَة فعاصم فابْن عامر فالكسائي فَأبُو عَمْرو، وَلا خلاف فِي تَمْكِين المُتَّصِل بِحرف مد، واخْتلف فِي المُنْفَصِل.
هُوَ أنْواع أرْبَعَة: نقل، وإبدال بِمد من جنس ما قبلها، وتسهيل بَينها وَبَين حرف حركتها، وَإِسْقاط.
هُوَ إِدْخال حرف فِي مثله أو مقاربة فِي كلمة أو كَلِمَتَيْنِ وَلم يدغم أبُو عمر، والمثل فِي كلمة إِلّا فِي﴿مَناسِككُم﴾و﴿ما سلككم﴾.
ومرجعه النَّقْل
كالمشكاة والكفل والأواه والسجيل والقسطاس وجمعت نَحْو سِتِّينَ لفظا وأنكرها الجُمْهُور وَقالُوا بالتوافق المجاز اخْتِصار حذف ترك خبر مُفْرد ومثنى وَجمع عَن بَعْضها لفظ عاقل لغيره وَعَكسه إلتفات إِضْمار زِيادَة تَكْرِير تَقْدِيم وَتَأْخِير سَبَب المُشْتَرك منه القرء والند والتوابوالمولي والغي ووراء والضارع المترادف منه الإِنْسان والبشر والحرج والضيق والْمِيم والْبَحْر والرجز والرجس والْعَذاب الِاسْتِعارَة تَشْبِيه خال من أداته ﴿أو من كانَ مَيتا فأحييناه﴾ و﴿وَءايَةٌ لَّهُمُ الَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ﴾ التَّشْبِيه ثمَّ شَرطه إقتران أداته وَهِي الكاف وَمثل وَكَأن وأمثلته كَثِيرَة
ومثاله عَزِيز وَلم يُوجد لذَلِك إِلّا ﴿والله بِكُل شَيْء عليم﴾ و﴿خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ﴾.
الأول كثير، والثّانِي كَقَوْلِه تَعالَى ﴿أم يحسدون النّاس﴾ و﴿الَّذين قالَ لَهُم النّاس﴾، والْفرق بَينهما أن الأوّلَ حَقِيقَةٌ والثّانِي مجازٌ وأنّ قرينَةَ الثّانِي عقلية، والأول لفظيّة، وَيجوز أن يُراد بِهِ واحِد بِخِلاف الأوّلِ.
وَهُوَ جائِز وواقع كثير، وَسَواء مواتراتها وآحادها
هُوَ عَزِيز وَلم يُوجد إِلّا قَوْله تَعالَى ﴿حَتَّى يُعْطوا الجِزْيَة﴾ ﴿وَمن أصوافها﴾ ﴿والعاملين عَلَيْها﴾ ﴿حافظُوا على الصَّلَوات﴾ خصت (أُمرت أن أقاتل النّاس) (وَما أُبين من حَيّ فميت) (وَلا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ) والنَّهْي عَن الصَّلاة فِي الأوْقات المَكْرُوهَة
المُجْمل: ما لم تتضح دلالتها وَبَيانه بِالسنةِ
المُبين: خِلافه
المؤول: ما ترك ظاهره لدَلِيل
المَفْهُوم مُوافقَة وَمُخالفَة فِي صفة وَشرط وَغايَة وَعدد المُطلق والمقيد وَحكمه
حمل الأول على الثّانِي إِذا أمكن ككفارة القَتْل والظِّهار
كثير وفيه وتصانيف، وكل مَنْسُوخ فِي القُرْآن فناسخه بعده، إِلّا آيَة العدة، والنسخ يكون للْحكم والتلاوة ولأحدهما، المَعْمُول بِهِ مُدَّة مُعينَة وَما عمل بِهِ واحِد، مثالهما آيَة النَّجْوَى، لم يعْمل بها غير عَليّ ابْن أبي طالب وَبقيت عشرَةَ أيّام، وقيل: ساعَة.
ويأتيان فِي المعانِي، مِثال الأول ﴿وَإِذا خلوا إِلَى شياطينهم﴾ مَعَ الآيَة بعْدها ﴿إِن الأبْرار لفي نعيم وَإِن الفجار لفي جحيم﴾
وتَأتي فِي المعانِي، مِثال الأول: ﴿وَلكم فِي القصاص حَياة﴾، والثّانِي: ﴿قالَ ألم أقل لَك﴾، والثّالِث: ﴿وَلا يَحِيْقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلا بَأهْلِه﴾.
يَأْتِي ومثاله: ﴿وَما مُحَمَّد إِلّا رَسُول﴾
فِيهِ من أسماء المرسلين خَمْسَة وَعِشْرُونَ، والْمَلائِكَة أرْبَعَة، ومِن غَيرهم: إِبْلِيس، وَقارُون، وطالوت، وجالوت، ولقمان، وَتُبَّعُ، وَمَرْيَم، وَأبوها عمْران، وإخوها وَهارُون وليس أخا موسى، وعزير، ومن الصحابة: زيدٌ بنٌ حارثةَ، لا غيرَ.
لم يكن فِيهِ غير أبي لَهب واسْمه عبد العزي
ذُو القرنين الاسكندر، المَسِيح، عِيسَى، فِرْعَوْن، الوَلِيد
مُؤمن آل فِرْعَوْن: حزقيل، الرجل الَّذِي فِي يس: حبيب بن مُوسَى النجار، فَتى مُوسَى: يُوشَع بن نون، الرّجلانِ فِي المائِدَة: يُوشَع وكالب، أم مُوسَى: يوحانذ، إمرأة فِرْعَوْن: آسِيَة بنت مُزاحم، العَبْد فِي الكَهْف: هُوَ الخضر الغُلام في قصته: حيسور الملك، هدد العَزِيز: أطفير أو قطفيز، إمرأته: راعبل.
وَهِي فِي القُرْآن كَثِيرَة، ولم يستوفها ابنُ البلقيني وفيها مصنف مستقلٌّ.
النقاية في أربعة عشر عِلمًا من تأليف السيوطي (توفي ٩١١ هـ)، وهو يحتوي ١٤ متنًا في ١٤ علمًا، وبالغ في اختصاره وتحريره، فصار جديرًا بالدراسة والشرح والحفظ.
قال المؤلف: «ضمّنتُها خلاصةَ أربعة عشر علمًا، وراعيت فيها غايةَ الإيجازِ والاختصارِ، وأودعتُ في طيّ أسفاطها ما نشره الناس في الكُتب الكِبار، بحيث لا يحتاج الطالب معها إلى غيرها ولا يُحرم الفطِنُ المتأمّلُ لدقائقها من خيرها».
وأما علم التفسير منه، فقد قال المؤلف: «علم التفسير علمٌ يُبحث فيه عن أحوال الكتاب العزيز، وينحصر في مقدمة وخمسة وخمسين نوعًا»، ونظم هذا المتن العالم الأديب الزمزمي، وصرح بذلك بقوله «أَفْرَدْتُهَا نَظْمًا مِنَ النُّقَايَهْ»، وهو نظم حسن، وقد حظي باهتمام العلماء قديمًا وحديثًا.
الجزء | القارئ | حمله | سمعه | الحجم | المدة | الاستماع | تحميل |
---|
مواعيد ديسمبر 2024
2024-12-20
16:00:00
جلسة عامة عادية لسنة 2024
الآن 52
هذا اليوم 1306
بالامس 6110
لهذا الأسبوع 7416
لهذا الشهر 50403
لهذه السنة 2065927
منذ البدء 14335684
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14